هل تعزز محاولة الاغتيال حظوظ ترامب فى الفوز فى الانتخابات الأمريكية؟.. NBC News: إصابته هزت السباق.. بولتيكو: تحول من الضعف إلى القوة والجمهوريون يحتشدون خلفه.. ورفعه لقبضته بعد الحادث يعزز دعمه بين أنصاره

الإثنين، 15 يوليو 2024 11:00 م
هل تعزز محاولة الاغتيال حظوظ ترامب فى الفوز فى الانتخابات الأمريكية؟.. NBC News: إصابته هزت السباق.. بولتيكو: تحول من الضعف إلى القوة والجمهوريون يحتشدون خلفه.. ورفعه لقبضته بعد الحادث يعزز دعمه بين أنصاره ترامب
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل أسابيع قليلة، كان كثيرون متشككين بشأن قدرة الرئيس السابق دونالد ترامب على الفوز فى سباق الرئاسة الأمريكى. فالمرشح الجمهورى المفترض أصبح أول رئيس سابق يدان فى قضية جنائية تتعلق بدفع أموال لممثلة إباحية مقابل التزامها الصمت بشأن علاقتهما، وما ترتب على ذلك من تزوير سجلات تجارية. ولم تكن هذه هى القضية الوحيدة التى يواجهها ترامب، لكن هناك ثلاث قضايا أخرى تتعلق بانتخابات 2020 ومحاولات التأثير على نتائجها فى واشنطن وجورجيا.

لم يكن الأمر يقتصر على المتاعب القانونية، فقبل هذا الحكم واجه الرئيس السابق غرامة هائلة بعشرات الملايين من الدولارات فى قضية احتيال مدنى فى نيويورك. كل هذا فى الوقت الذى كان يتخلف فيه فى سباق جمع التبرعات عن منافسه فى الانتخابات الرئيس الديمقراطى جو بايدن.

وبعد أن بدا واضحا أن بايدن يقترب من تأمين فترة ثانية، لاسيما بعد خطابه الحماسى عن حالة الاتحاد فى مارس الماضى، وبدأت شعبيته تصعد فى استطلاعات الرأى، انقلبت الأمور لصالح ترامب، بسلسلة من التطورات، من بينها قرار المحكمة العليا الأمريكية بعدم ملاحقة الرئيس السابق عن أفعال قام به أثناء توليه المنصب، ثم الأداء السى لبايدن فى المناظرة الرئاسية الأولى التى جمعت بينهما فى أواخر يونيو الماضى، والتى دفعت حتى الديمقراطيين أنفسهم إلى التشكيك فى قدرة الرئيس على الحكم لأربع سنوات أخرى، هذا إذا فاز بالأساس فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل.

لكن الحدث الذى لم يتوقعه الجميع، ومن شأنه أن يغير دفة الأحداث فى سباق الرئاسة، هو محاولة اغتيال ترامب أثناء إلقائه كلمة فى تجمع انتخابى فى بنسلفانيا مساء السبت. فالحدث أثار موجة هائلة من التعاطف الشعبى مع الرئيس السابق، واحتشد حوله الجمهوريون على اختلاف توجهاتهم حتى المختلفين معه، ووجد الديمقراطيون، وفى مقدمتهم الرئيس جو بايدن أنفسهم مضطرين إلى مساندته وإدانة العنف.


تقول مجلة بولتيكو إن ترامب تحول من نقطة ضعف إلى قوة، وبعد أن سبق ووحد الديمقراطيين وأثار حالة من الانقسام بين الجمهوريين. لكن محاولة الاغتيال، التى قد يعتبرها الإف بى أى ضمن الإرهاب المحلى قد قلبت  الأمور.

وأضافت المجلة أن ترامب وعلى مدار العقد الماضى كان أكبر قوة لتوحيد الديمقراطيين، وأكبر مصدر للانقسام بين الجمهوريين.

والآن، ومع انعقاد مؤتمر الحزب الجمهورى لترشيح ترامب رسميا للمرة الثالثة فى انتخابات الرئاسة، فقط انقلبت الأمور. فخصومه الجمهوريون إما تقاعدوا أو خسروا أو ماتوا أو حتى التزموا الصمت بعد أن حول ترامب حزب أبراهام لينكولن إلى فرع مملوك له بالكامل لحركته "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، وكان هذا قد بدأ حتى قبل محاولة اغتياله.


وحدث التحول التام للحزب الجمهورى إلى حزب ترامب بعد أن تجنب الرئيس السابق وجود أى منافس خطير له على ترشسح الحزب فى السباق التمهيدى، وتعزز ذلك فى بوتلر ببنسلفانيا عندما أطلق الشاب ماثيرو كروكس النار على ترامب، ليخرج ترامب بعدها متحديا برفع قضته فى الهواء ليشكل رابطة مع أنصاره لم يصنعها سوى عدد قليل من الرؤساء الأمريكيين.

والآن أصبح ترامب في وضع جيد يسمح له بخنق المعارضة الضئيلة المتبقية داخل الحزب الجمهور، وفقا لبولتيكو.

وذهبت المجلة إلى القول بأن قبضة ترامب المضمومة التى رفعها بعد إطلاق النار عليه سيعمل على تعزيز قوته ــ ليس فقط في الحملة الانتخابية، بل وأيضاً في حالة فوزه، مع حزب من غير المرجح أن يقاوم دوافعه لفترة ولاية ثانية.

من ناحية أخرى، قالت قناة NBC News الأمريكية إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب مساء السبت قد أحدث هزة فى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشكل غير مسبوق، مشيرة إلى أن الهجوم على الرئيس السابق يشبه بعض أحلك اللحظات فى التاريخ الأمريكى، والآن فإنها تدفع بالانتخابات إلى أرض جديدة مفزعة.

وذهب التقرير إلى القول إن محاولة الاغتيال كتبت فصلا جديدا مفزعا فى قصة الانقسامات العميقة والاستقطاب السياسى الأمريكي على مدار العقد الماضى. فقد ارتفع خطاب "نحن ضدهم" بين الليبراليين والمحافظين، مع تراجع الثقة فى مصادر المعلومات الموثوق بها، وحل محلها أطراف سئلة على منصات السوشيال ميديا. وتظل الأحداث غير المسبوقة التي تهز البلاد تتراكم. فقبل ستة أسابيع من إطلاق النار على ترامب، أصبح دونالد أول رئيس سابق يتم إدانته فى جريمة تتعلق بتزوير سجلات رسمية لإخفاء سوء سلوك يتعلق بعلاقته بممثلة إباحية، ومن ثم تعزيز حظوظه السياسية.

بعدها أسفرت المناظرة الرئاسية الأولى بين ترامب وبايدن عن ضرر كبير للرئيس الحالي ومطالب بعض أعضاء حزبه له بترك السباق الرئاسي. ومنحت المحكمة العليا والرؤساء القادمين حصانة واسعة من الملاحقة القانونية على الأفعال التي يقومون بها أثناء توليهم المنصب.

ولنضع الأمر على هذا النحو: بالنسبة لملايين الناخبين الجمهوريين، كان ترامب في حياته محبوبا أكثر من رونالد ريغان في الذاكرة. ولنتأمل هنا القوة التي سيتمتع بها ترامب على غيره من المشرعين الجمهوريين الآن بعد أن نجا من رصاصة قاتل.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة