مهرجان العلمين على موعد مع الغناء والطرب الأصيل.. ماجدة الرومى صوت عذب قوى يأخذك إلى عوالم من الخيال.. تغنت للرومانسية والحب والوطن وعشقت تراب بيروت ومصر وحملت القضية الفلسطينية فى قلبها

الثلاثاء، 16 يوليو 2024 01:43 م
مهرجان العلمين على موعد مع الغناء والطرب الأصيل.. ماجدة الرومى صوت عذب قوى يأخذك إلى عوالم من الخيال.. تغنت للرومانسية والحب والوطن وعشقت تراب بيروت ومصر وحملت القضية الفلسطينية فى قلبها ماجدة الرومي
كتبت ندى سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مطربة الحرية أو مطربة المثقفين أو فراشة لبنان، جميعها ألقاب حصدتها الفنانة ماجدة الرومى، التى وصفها الشاعر نزار قبانى قائلاً: "أحببت أفكارها وصفاء ذهنها قبل أن أحب صوتها، تشبهنى ماجدة الرومى فى أعماقى كثائر، إنها فنانة واعدة جدًا، إنها تشعر بالكلمة وتفهمها على نحو لافت وهى نوع نادر"، هذا الوصف الراقى الذى يعبر عن شخصية "الرومى" الغنائية ومسيرتها الفنية الناعمة، فحينما تتغنى بصوتها العذب القوى تأخذتك أنغامها إلى عالم آخر من الخيال.

عذوبة صوتها وقوته تركيبة فريدة، جعلت من ماجدة الرومى شخصية فنية لم تتكرر، وخلقت لنفسها طريقًا مختلفاً وجمهورا ذا طابع خاص، فكثر من يمروا على عالم الغناء لكن القليل منهم من يترك بصمة، وهذا ما حققته ماجدة الرومى عبر مشوارها الغنائى، الذى حرصت خلاله على انتقاء كلمات مميزة وجمل شعرية فريدة تتلائم مع شخصيتها الفنية غير التقليدية، مع ألحان مميزة وصوت بديع آخاذ قادر على جذب انتباهك من أول وهلة، وقد تكون جميع هذه العوامل كانت كلمة السر فى نجاحها، الذى بدأ يتشكل منذ مشاركتها فى استوديو الفن بالسبعينات لتنطلق منه وتصبح مطربة الوطن العربي دون منازع.

إصرار ماجدة الرومي على الغناء كان وراء هذا النجاح والتميز، فقد رفض والدها في بداية مشوارها الفني وهي في الرابعة عشر من عمرها أن تسلك طريق الغناء، لكنه رضخ لرغبتها في النهاية وتمكنت من بدء مسيرتها من استوديو الفن، ومنه انطلقت رحلتها للعالمية، لتصبح أهم صوت يعبر عن هموم الوطن العربي وقضاياه لذا فقد حصدت لقب نجمة السلام والحرب، فقد انشغلت "الرومي" منذ بدايتها بهموم الوطن وغنت لفلسطين ووصفت أوجاع بيروت بدقة وإحساس لا يوصف وهذا نراه في أغنية "إن الثورة تولد من رحم الأحزان" والتي تصف بها موطنها قائلة: "يا بيروت ست الدنيا يا بيروت"، وأغنيتها بعنوان "أين ستهربون؟"، تغنت أيضا للشهداء ولم تتأخر عن دعم القضية الفلسطينية في كل مناسبة أو حدث هام، فقد غنت للحرية والحرب والشهداء وناصرت القضية قلبًا وقالباً.

وصوتها العذب الرنان، جعل أغانيها الرومانسية دليل الحب بين العشاق، وعندما نتحدث عن الحب والعشق والفراق، لم نجد أهم من أغنية "كلمات"، التي مازالت باقية في كل جيل، فالكثير يرى أن هذه الأغنية تملك مقدمة موسيقية قد تكون من أفضل المقدمات الموسيقية في الوطن العربي، وتنافس بها أهم الأغاني في زمن الفن الجميل، العزف الموسيقي يأخذك إلى شعور آخر، بين الحب والهجر والخذلان، لتبدأ "الرومي" بصوتها البديع الذى يجعلك تواصل رحلتك التي هي بعيدة كل البعد عن الواقعية، حينما تبدأ بجملة "يسمعني حين يراقصني كلمات ليس كالكلمات..يأخذنى من بين ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات."، وصلة فنية استثنائية تقدمها هذه الأغنية التي تمتزج بين مشاعر عديدة تجمع بين الحب تارة وبين العشق لأقصى درجة ثم الخذلان والصدمة من الحبيب وهذا ما يظهر في نهاية الأغنية، عندما تقول "وأعود أعود إلى طاولتي لا شيء معي إلا كلمات"، فقد نجحت هذه الأغنية فى تجسيد قصص الحب التي نمر بها وعادة ما تنتهي لعكس ما نريد أو نتمنى، فهي بمثابة صراع بين الخيال والواقع.

ونجد إبداعا من نوع مختلف في أغنية كن صديقي، التي تصف خلالها ماجدة الرومي مشاعر التعب من قصص الحب والغرام الفاشلة التي نمر بها، وتفقدنا القدرة على الحب مرة أخرى، وهذا نجده في "أنا محتاجة جدا لميناء سلام وأنا متعبة.. أنا متعبة من قصص العشق وأخبار الغرام"، وقد يكون هذا السر في نجاح روائع ماجدة الموسيقية التي ركزت بها على قضايا مختلفة حتى في وصف قضايا الغرام والعشق كانت مميزة وجسدت مشاعر قد نمر بها كثيرًا لكننا نعجز عن وصفها بتلك الجمل الشعرية المميزة.
لم تكن هذه الأغاني الرومانسية الوحيدة التي وصفت بها "الرومي" الحب والحزن والفراق في العلاقات العاطفية المعقدة، فنتذكر أيضا روائع رومانسية آخرى مثل "ياساكن أفكاري"، ورائعتها أيضا "أدم وحنان"، وأيضا "خدني حبيبي"، و"مطرحك بقلبي" و"بالقلب خليني"، وتظل من أهم أغاني الحب المميزة "أحبك جدا"، التي وصفت ماجدة الرومي مشاعرها برقة وعذوبها وعبرت عن خوفها من الحب قائلة: "أحبك جداجدا جدا وأعرف إني تورطت جدا وأحرقت خلفي جميع المراكب وأعرف إني سأهزم جدا برغم الدموع ورغم الجراح ورغم التجارب".

مشوار ماجد الرومى الفني لم نكن نختزله في الكلمات الماضية، فهي مسيرة طويلة من الغناء العذب القوي، الذى يبرهن كيف يمكن أن تأخذك الموسيقى إلى عوالم أخرى مذاقها لا ينسى، وينتظر جمهور وعشاق نجمة السلام حفلها المنتظر ضمن حفلات مهرجان العلمين، الجمعة المقبة،ل لتقديم وصلة فنية من الطرب المميز.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة