اطلعت خلال الأيام القليلة الماضية على برنامج عمل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي الجديدة الذى رفع شعارا "معًا نبني مستقبلاً مستدامًا".. ويستهدف في مجمله بناء الإنسان المصري والارتقاء بكافة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحسين مستوى معيشة المواطن، واستكمال تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
تنمية وتطوير القرى المصرية والمراكز في المناطق الريفية، واحدًا من أهم محاور برنامج عمل الحكومة الجديدة، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، لأن الريف المصري عانى الكثير على مر العصور الماضية، فقد كانت كل جهود التنمية والتطوير تصب أولاً وأخيرًا في القاهرة أو القاهرة الكبرى على أقصى تقدير، حتى بدأنا منذ عام 2014 نرى تخصيص مليارات الجنيهات لإنشاء مشروعات تنموية وبنى تحتية في أقصى جنوب الصعيد، وفي كافة قرى الريف المصري، لا سيما بعدما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة القرن "حياة كريمة" في يناير عام 2019، لتحسين حياة أكثر من 60 مليون مواطن مصري.
مبادرة الرئيس السيسي "حياة كريمة"، لم تكن مجرد شعارًا، لكنها أصبحت واقعًا نعيشه ويعيشه كل أهالينا في 1477 قرية داخل 52 مركز في نطاقة 20 محافظة، بإجمالي 18 مليون مواطن استفاد بشكل مباشر من المرحلة الأولى لمبادرة "حياة كريمة" التي نفذت في هذه القرى حوالى 23 ألف مشروع، بإجمالى مخصصات بلغت 350 مليار جنيه، بحسب ما كشفه برنامج عمل الحكومة الجديدة، وكان للصعيد النصيب الأكبر من هذه المخصصات بنحو 68%، واستفاد منها 11 مليون مواطن.
قراءة بسيطة في نوعية المشروعات التي نفذتها وتنفذها مبادرة الرئيس حياة كريمة، تؤكد أن اختيار المشروعات لم يأت بشكل عشوائي، كما كان يحدث قديما، فالمبادرة تختار ما يحتاجه بالفعل المواطنين بشكل أساسي وبحاجة ملحة، فنرى المدارس والوحدات الصحية، والصرف الصحى ومياه الشرب الذى استحوذ على نحو 50% من مخصصات المرحلة الأولى للمبادرة، تلبية لمعاناة ظلت عشرات السنين في مئات القرى من عدم وجود كوب مياه نظيف وعدم وجود صرف صحي آدمى فكان لاب دمن التدخل بشكل عاجل.
برنامج الحكومة الجديدة "الطموح"، لم يغفل النجاح الذى حققته مبادرة الرئيس "حياة كريمة"، واستمرارًا لهذا النجاح وضعت الحكومة الجديدة ضمن برنامجها البدء في تنفيذ المرحلة الثانية لمبادرة "حياة كريمة"، والتي تبلغ التكلفة التقديرية لها 567 مليار جنيه لتنمية 1667 قرية في 52 مركزا في نطاق 20 محافظة بإجمالى مستفيدين 21.4 مليون مواطن، و تقديم حزمة متكاملة من الخدمات التي تشمل جوانب مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا.
الحقيقة أن مبادرة الرئيس "حياة كريمة" بهذا الشكل استطاعت أن تصبح مبادرة القرن وأيقونة تحدِ نجاح للدولة.. وستظل هكذا حتى لا نرى في مصر أي مواطن لا يحيا "حياة كريمة".
