شريف عامر

نبت التحريض.. وحصاد الكراهية

الخميس، 18 يوليو 2024 12:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في اعتقادي أن العالم كله يعيش في أزهى عصور المكاشفة، مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية. فمنذ تأسيس الجماعة عام 1928 كان هدفها الرئيسي هو صناعة "الفرقة والانشقاق" بين أي نسيج وطني تمتد إليه يد التنظيم، أو بمعنى أدق أنها خلية سرية - وهو أول تكوين هيكلي للجماعة - تاسست ضد الفكرة الوطنية المصرية.

قرابة قرن كامل من الزمان والعالم كله - وليس مصر وحدها-  يتعامل مع هذا التنظيم، الذي تأسس على الخيانة والغدر وتخصص في زرع الفتنة في الأرض.
في العقود الأولى فى تاريخ الجماعة، كان هناك تحرك ضد الفكرة الوطنية التي أجمع عليها أبناء الوطن الواحد.


في عام 1938 أعلن مرشد الجماعة حسن البنا خوض غمار العمل السياسي، وبالتالي لم تصبح الجماعة جماعة دعوية، فحسب بل هي صراحة جماعى سياسية، وعلى هذا الأساس فقد تعاملت مع كل الأطياف والألوان السياسية، على كونها جماعة سياسية تسعى للوصول إلى الحكم.
وما هي إلا سنوات قليلة، واتجهت الجماعة إلى التعامل بفكر عسكري ممنهج ومنظم مع كافة الاطياف، وخاصة التي تعارضها في الاتجاه وتختلف معها في الأيديولوجية. فقد اسست الجماعة كتائب الجوالة لتكون أول فكرة مصرية لصناعة جيش بديل للجيش الوطني المصري!
وخلال سنوات الحرب العالمية الثانية، وصل تعداد فرق الجوالة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية إلى أكثر من 40 ألف مقاتل، وهو رقم يعادل تقريبا تعداد الجيش الوطني المصري في هذا التوقيت.


وبالتالي فقد فرضت الجماعى نفسها كفصيل سياسي عسكري يستطيع أن يفرض إرادته بالقوة في الوقت المناسب، مستغلا رداء الدين في التغلغل داخل المجتمع.
وكان طبيعيا ان يقترب التنظيم من الحكم في عام 1954 ولكنه كعادته دائما كان متسرعا في القفز على السلطة واللهث وراء كرسي الحكم.
وفي عام 1965 وضع التنظيم أسس التحريض ضد المجتمع ومؤسساته والعمل على تدمير كل شيء في مقابل بقاء الجماعة.
عبر هذا التاريخ الطويل من صناعة التحريض، كان طبيعيا أن تنبت أجيال تؤمن بهذا الفكر الفاشي، وأجيال أخرى تتعاطف دون أن تمنح نفسها فرصة التفكير الصحيح.
بعد ثوره 30 يونيو المجيدة في مصر نقل تنظيم الجماعة ميدان المعركة مع الدول والأنظمة من الأرض إلى الواقع الافتراضي، ليكون التأثير مباشرا على العقل، وليس الحرب مع الأنظمه على الأرض.


وجاءت المنصات الإلكترونية ولجانها كبديل لفرق الجوالة العسكرية. فكل منهما يسعى نحو هدف واحد وإن اختلفت الأدوات.
العالم الآن اصبح مدركا لخطر الإخوان.. ولا يعني ذلك أن هناك أنظمة كانت -ولا زالت - عبر التاريخ تستغل هذه الجماعة في تنفيذ مخططاتها التوسعية والارهابية.
جماعة الإخوان الإرهابية تحصد الآن الكراهية التي زرعتها داخل كل الأوطان، وأصبحت الأنظمة تتعامل معها بحرص شديد وتوجس كبير، خوفا من طموحاتها غير الشرعية.. وهو ما  انعكس على طواقم لجانها الإلكترونية، التي تنتقل من عاصمة إلى أخرى نتيجة للمطاردة والملاحقة..
هذا هو الناتج الطبيعي لنبتة التحريض، وعلى الجماعة أن تحصد الآن كراهية العالم..










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة