ركزت الدولة المصرية والقيادة السياسية ممثلة في السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على قضية "بناء الإنسان" وتعزيز وعيه، وذلك منذ اللحظة الأولى وكانت دعوة الرسالة واضحة، فالاستثمار في تنمية القدرات البشرية وتعليمها وإعدادها لمواكبة التغيرات والتحديات المعاصرة هو السبيل لبناء مجتمعات متقدمة وقادرة على مواجهة المستقبل.
الركائز الأساسية لبناء الإنسان:
وشمل ملف بناء الإنسان الاهتمام بجميع الركائز الأساسية التي تشكل مستواه الفكري والعلمي والاجتماعي، من خلال تقديم الدعم والمساندة وتوفير البرامج التدريبية والتأهيلية له، وإتاحة بيئة مناسبة له للتفكير، فضلًا عن تعزيز قدراته على المشاركة الفعالة في مختلف الأحداث، فإن التفاعل في بيئة واعية يشكل أفكار ملهمة تعكس التطور المستمر الذي يمر به الفرد.
مسؤولية مشتركة لتوحيد جهود المؤسسات نحو تحقيق الوعي:
إن مسؤولية بناء الإنسان تعد مسؤولية مشتركة، فهي نتاج لجهود متعددة تبدأ من الأسرة الصغيرة في تعاملاتها مع الطفل، حيث تتيح له الفرصة للتعبير عما يدور بداخله وتتشارك في تعليمه، ليتسلمه فيما بعد أساتذته في المدرسة والجامعة، وأنا أرى أن الدور الذي يقع على عاتق الأساتذة في تلك المراحل الصعبة يعد الأخطر، فالعقل في طور التشكيل ومن السهل أن يتعرض الشخص للاحتواء الخاطئ من قبل بعض الجهات، لهذا السبب أظن أن المؤسسات التعليمية هي البوابة الرئيسية التي تحفز عقول الشباب وتبني شخصياتهم.
نبني الأفكار لنحدد الخطوات:
ولا أقصد هنا بناء الشخصية بأنه رسم لطريق لابد أن يمشيه الشخص، ولكن الهدف في تلك الفترة هو أن تعلمه كيف له أن يفكر، كيف عليه أن يميز بين الطرق والتوجهات المختلفة، ما هي الطريقة الأنسب ليفرق بين الأهواء الشخصية التي قد تقدم إليه على كونها مصلحة عامة، أن تاح له جميع الفرص، ويترك الأمر لقراره مع وجود توجيهات واضحة تساعده على الاختيار.
تحالف جامعات إقليم القاهرة الكبرى.. قرار صائب نحو مواكبة التطورات:
ومن أهم القضايا المتعلقة ببناء الإنسان وتطوير قدراته الشخصية، يواجه الشباب تحديات كثيرة، منها وجود فجوة بين الشق الأكاديمي والشق المهني والعملي، الأمر الذي ألتفتت إليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فأطلقت تحالف جامعات إقليم القاهرة الكبرى، والذي يهدف إلى تقليل الفجوة بين التعليم والبحث العلمي من جهة وقطاع الصناعة من جهة أخرى، والذي يعكس جهود الدولة ممثلة في مؤسساتها التعليمية نحو تحقيق التكامل بينها وبين الواقع المهني، عن طريق سد الفجوة بين البرامج الدراسية والاحتياجات الفعلية.
استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي:
إن الاهتمام بتطوير مخرجات التعليم وتقديم فرص جديدة وتحقيق شراكات متنوعة يعكس دعم الرؤية الوطنية التي يتبناها الرئيس السيسي في قطاع التعليم، والذي يشكل حجر الأساس في ملف بناء الإنسان، فإطلاق استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي، يعد جزء من هذا الهدف، والتي تعكس وعي الدولة بأهمية إعداد الخطط الواضحة نحو المستقبل.
ولتحقيق رؤية الدولة في بناء الإنسان، نحتاج إلى الاستمرار في هذا الصدد بمزيد من البرامج والمبادرات التنموية والتدريبية لتهيئة الأشخاص في مواجهة التحديات التي تواجههم، وتعزيز المهارات العملية والمهنية، وتدريب الشباب على التفكير النقدي والمبتكر، اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية وواقعية، واليوم أصبحنا أمام عدد لا حصر له من المؤسسات الرائدة التي تسعى نحو تهيئة العقول الرائدة، ولعل خير مثال وجود صرح كالأكاديمية الوطنية للتدريب، وأيضًا المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، معهد التخطيط القومي، فضلًا عن مجهودات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومؤسسة حياة كريمة، واتحاد الكيانات الشبابية، تسهم بدرجة كبيرة في تحقيق أهداف ورؤية الدولة نحو بناء الإنسان.
وفي ضوء المؤسسات التي تقوم بتقديم عدد من البرامج الهادفة للشباب والتي تحفز لديهم مهارات التفكير، تابعنا برنامج عمل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي الذي خص ملف بناء الإنسان بأهمية واضحة، وخطوات تمثلت في الارتقاء بجودة التعليم والصحة والحياة الاجتماعية، لذلك هناك عدد من التوصيات التي نتطلع إليها في الفترة القادمة وهي كالتالي:
-ضرورة خلق حوار شبابي اجتماعي قائم على تقديم حلول واضحة تسهم في تعزيز بناء الإنسان.
-مناقشة القضايا والتحديات المستقبلية التي توجه ببناء الأفكار الإيجابية ووضعها ضمن خطط الوزارات، وتقديم رؤية متكاملة لكل وزارة على حدى في هذا الصدد.
-تفعيل الدور الإعلامي كواجب وطني في ملف بناء الإنسان، وتجهيز عدد من الحملات الإعلامية التي تهدف إلى رفع درجة الوعي لدى الشباب.
-التشبيك بين مختلف الجهات والقطاعات لتنفيذ مخرجات استراتيجية الدولة لبناء الإنسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة