لم تعد مبادرة حياة كريمة اليوم قاصرة على أنها تلك المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 تحت عنوان "المشروع القومي لتطوير الريف"، ولا حتى قاصرة على أنها المبادرة التي رسخت المفهوم الحقيقي لحقوق الإنسان في مصر، بعدما أكدت تفعيل محور بناء الإنسان الذي نادى به الرئيس عبد الفتاح السيسي وبذلك، حققت حقوقا اقتصادية واجتماعية نادى بها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، واعتمدت علية الجمعية العامة في 16 ديسمبر 1966.
فصحيح أن مبادرة حياة كريمة استطاعت بالفعل أن تحقق حلم الجمهورية الجديدة بأنها أحدثت نقلة نوعية داخل الريف المصري من خلال الارتقاء به وتطوير بنيته التحتية ومع تقديمها لكافة الخدمات المتنوعة لأهالينا بالقرى والصعيد، فكان في ذلك خير مثال واقعي على تلبية احتياجات المواطنين الأكثر احتياجاً مثل كبار السن وذوي الإعاقة، وحفظ كرامة الفئات الأولى بالرعاية، كالنساء المعيلات والمطلقات والأيتام الأطفال.
فاليوم تستطيع حياة كريمة أن تُجيب عن تساؤل الخبراء والاقتصاديين: ما السبب الحقيقي وراء حماس وإصرار الدولة المصرية رغم التحديات والظروف الاقتصادية الراهنة، في تنفيذ المرحلة الثانية مستهدفة فيها 1667 قرية، بعد أن أتمت بالفعل المرحلة الأولى مغيرة من خلالها حياة أكثر من 58 مليون مواطن مصري، هم سكان 4500 قرية عانى فيها 38% وفقاً للإحصائيات من الفقر على مدار عقود طويلة سابقة.
لتكون الإجابة عن هذا التساؤل: أن وراء استمرار ونجاح مبادرة حياة كريمة بمرحلتيها يكمن في أنها حققت "نقلة إنسانية نوعية" بالمقام الأول داخل نفوس المصريين، بعدما أكدت أنها بوابة الأمان لكل من يواجه الحياة وحيدا.
فبالنسبة للفلاح شكلت حياة كريمة نقلة نوعية إنسانية داخل نفوس الفلاحين بقرى وصعيد مصر، خاصة بعدما عصفت بهم العصور الماضية بداية من السبعينيات ليرتبط بعدها وصف الفلاح بصفة النكران والتهميش والإنداج تحت خط الفقر لتأتي مبادرة حياة كريمة الرئاسية وأول أولوياتها إعادة كرامة الفلاح وتثبيت جذور إنتماؤة بتراب بلادة تحت عنوان.
" إعادة توطين الهوية المصرية للفلاح المصري "
وبرغم أن حياة كريمة لم تكن المبادرة الأولى التي وجهت للريف، فقد سبق أن أطلق بعام 2006 " مبارة الألف قرية الأكثر فقراً، وكانت تضم 151 قرية الإ انها باءت بالفشل، نظراً لأنها اتسمت بتجزئة العمل وضعف التمويل في غالبية الوقت، إلا أن حياة كريمة جاءت متفادية هذا الخطأ الفادح، فأعلنت أن أساس عملها هو التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر باعتبارها تتضمن العمل علي جوانبَ مختلفة ما بين صحية واجتماعية ومعيشية لتجمع بذلك بين أكثر من 20 وزارة وهيئة و23 منظمة مجتمع مدني.
وبالفعل تنجح المبادرة الرئاسية في إنشاء 834 مدرسة إلى جانب 1519 مدرسة مع تحديها في تحقيق إنجاز خاص بملف محو أمية الكبار داخل القرى، فنجحت حياة كريمة في محو أمية 74091 قروياً.
ولم تكتف عند هذا الحد.. فكانت مستهدفة الفلاح بوجه خاص فبجانب مبادرة تبطين الترع، وحملة 100 مليون صحة كان هناك مبادرة "برنامج باب رزق" للتمويل متناهي الصغر، والتي سعت فيها حياة كريمة بالتعاون مع البنك الزراعي المصري لإتاحة قروض صغيرة لسكان الريف تصل إلي 15000 جنيه بفائدة بسيطة وإجراءات سهلة.
وإن كنا سنتحدث عن المعنى الحقيقي للعزة والكرامة بعد ذلك، فستكون المرأة المعيلة خير مثال، فمع وجود 3 ملايين أسرة داخل المجتمع تنفق عليها النساء، كانت «مبادرة مستورة» من أنجح المبادرات المصرية التي استهدفت المرأة المعيلة، والتي تقوم على أساس تمويل مشروعات صغيرة أومتناهية الصغر للمرأة المصرية، بقرض عيني مباشر غير نقدي يُسلم لها كمشروع، مما ترتب عليه تمكين المرأة المعلية اقتصادياً، فاصبحت اليوم ليست عبئاً على أحد، بل نراها عضوًا فعالاً منتجًا في المجتمع.
هكذا باتت حياة كريمة تؤكد أنها مصدر إلهام للكثيرين بشهادة وتوثيق سجل حافل من الحالات الإنسانية المتنوعة والمختلفة نستشف منها بين السطور حجم قوة الإيمان والتعاون الذي حول بادرة صغير إلي مبادرة ثم مؤسسة كبيرة حققت تغيير كبير في حياة ملايين المصريين ولكن ما كان لهذا التغير من وجود الإ بفضل وجهود " خيرة شباب الجدعان وهم شباب المتطوعيين " فبنتهي الحكمة والذكاء أستثمرت حياة كريمة طاقة الإبداع والعمل عند الشباب سواء بالريف أو المدن ولم تتركهم صيدة سهلة للفراغ فعملت علي إحتوائهم من خلال برامج متنوعة وخطط عمل تبادلوا فيها مع المنسقين والمنظمين في المبادرة الخبرات واكتسبوا بعدها الكثير من المهارات والقدرات أثقلت من ثقتهم بنفسهم ومكنتهم من تحمل المسؤولية والقدرة علي مواجهة المشكلات المفاجئة مع تعليمهم مهارات خاصة في التنظيم والحوار والتفاوض ، لنري شباب جدعان حياة كريمة اليوم ، صاحب القدرة علي وضع خطط عمل للفترة جائت بعد تكثيف برامج موجهه له مثل ، برنامج value المقدم مجاناً من مؤسسه حياة كريمة بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب ومنتدي شباب الجامعات الذي يقام في كافة جامعات الجمهورية إضافة إلي ملتقيات الشباب التي توفر فرص تدريبية وتوظيفية وأخيراً المعسكرات الصيفية لشباب حياة كريمة التي تقام فترة الأجازة الصيفية الأن ومؤخراً أعلنت جامعة سوهاج عن إطلاق مبادرة سفراء التكنولوجيا بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة ، تتناول فيها دراسة الامن السيبراني كمرحلة أولي
وبالنهاية نستطيع أن نصف حياة كريمة بأنها أستطاعت بالمقام الأول أن تكون شعاع نور أضاء ظلام القرى، فأحيا حلم جمهورية جديدة داخل نفوس المواطنين.. فما بين تجهيز عرائس وتوفير أجهزة تعويضية وسكن كريم للمصريين.
حملت حياة كريمة رمز الكرامة في شعار تاج عزة وكرامة وضعته علي رؤوس أهالينا من الفلاحين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة