محمد الفاتح احمد

مصر قلب الأمة النابض

الجمعة، 19 يوليو 2024 07:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شك أن أكبر جالية فى جمهورية مصر العربية هى الجالية السودانية، وهذا شىء طبيعي، خاصة بعد أن عم البلاء وانفجرت الأوضاع الأمنية فى السودان، وادلهمت الخطوب، لم يجدوا ملجأ وملاذا يطمئنون له إلا مصر وذلك لأسباب عديدة.

أولا أعداد كبيرة من السودانيين درسوا فى مصر بالجامعات المصرية، والأزهر الشريف، لاسيما النخب السياسية والثقافية منذ أمد بعيد.

ثانيا العلاقات السودانية المصرية ضاربة فى الجذور حيث تربطهم وشائج الدم والرحم، خاصة فى جنوب مصر وشمال السودان.

ثالثا ظلت مصر هى المكان الموثوق به فى العلاج، فكثير من حالات المرض المعقدة كان يتم علاجها فى مصر، وكذلك التاريخ المشترك والجغرافيا، ونهر النيل العظيم الذى يربط البلدين برباط قوي.

فجأة استيقظ الشعب السودانى فى يوم اغبر واتعس على أزيز الرصاص والمدافع والقنابل فأصبح الحليم حيران.

تمردت قوات الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية، حيث تقمصتها فكرة شيطانية أوحت إلى قيادتها وزين لهم شياطين الإنس والجن ان ينقلبوا على السلطة، وأن يدمروا القوات المسلحة حتى يتحقق لهم الحلم الوهمى وهو الصعود إلى رأس الدولة مهما كان الثمن.

حقيقة كان التخطيط دقيقا والإمكانيات عالية والتحضير جيدا، ولحظة الانقضاض على السلطة حانت، إلا أن صمود واستبسال رجال القوات المسلحة كان بالمرصاد، حيث تصدت مجموعة صغيرة من القوات المسلحة للمليشيا المتمردة وأفشلت الخطة الموضوعة لاستلام السلطة خلال ساعتين حسب ما كان مخطط لذلك وانكشف المستور.

فما كان من القوات المتمردة إلا أن تعمل على استخدام الخطة (ب)، وهى تدمير مؤسسات الدولة واحتلال منازل المواطنين والأعيان المدنية، وسرقة البنوك والشركات وسيارات المواطنين، واغتصاب الحرائر، كل هذه الخروقات موثقة من المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.

جاء السودانيون إلى أرض الكنانة، حيث فتحت مصر ذراعيها للشعب السودانى دون من او أذى، والشعب المصرى يعامل السودانيين معاملة كريمة، جعلتهم لا يشعرون انهم  خارج   وطنهم، والمصريون يرددون عبارات يخففون بها المآسى على السودانيين الذين فقدوا ديارهم وممتلكاتهم، ونهبت أموالهم، وفيهم من فقد  أباه وأمه ومنهم من قتل عدد من ابنائه.

ظل المصريون يرددون عبارات (نحن اخوات) ويقولون نحن كنا دولة واحدة وانتم لستم غرباء أنتم فى بلدكم مصر.

حقيقة توجد فى مصر جاليات عربية كثيرة، يمنية، سورية، عراقية وليبية، وغيرها، لكن المصريين يعاملون السودانيين أحسن معاملة،
ربما يكون هناك أصوات (نشاز) والشاذ لا يحكم به، لكن الغالبية العظمى من المصريين يحترمون ويقدرون السودانيين.
مصر كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي.. فى حب مصر كثيرة العشاق
إنى لأحمل فى هواك صبابة.. يا مصر قد خرجت عن الأطواق
لهفى عليك متى أراك طليقة.. يحمى كريم حماك شعب راقى

أما مصر الرسمية ابتداء من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أوصى بضرورة معاملة السودانيين معاملة كريمة، وكذلك معالى وزير الخارجية بدر عبد العاطى فى اول تصريحات له قال بالحرف الواحد (يجب عدم مضايقة السودانيين وعدم ترحيلهم بشكل جماعى لأنهم ضيوف مصر، ومصر دائما تحتضن أشقائها، فيما أدان النائب البرلمانى مصطفى بكرى حملات التحريض ضد الشعب السودانى، ووصفها بـ (الحملات المغرضة).

السفير مصر الهمام بالسودان، هانى صلاح ظل يقوم بأدوار عظيمة وشاقة للغاية، وهو أهل لذلك، شارك الشعب السودانى فى مأساته وقام بتسهيل الإجراءات للوفود الرسمية التى شاركت فى اجتماعات القوى السياسية فى القاهرة، وسهل من إجراءات دخول السودانيين إلى مصر، خاصة المرضى.
*التحية لمصر حكومة وشعبا، فهى قلب الأمة العربية النابض.

نائب رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين ورئيس تحرير صحيفة الأهرام اليوم السودانية
 


 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة