دائمًا ما نتحدث عن أولويات الحكومة المقبلة ضمن استراتيجية الدولة واستجابة للتحديات الداخلية والخارجية، وتقاطع ذلك كله مع أداء الحكومة السابقة، وتنطلق الأقلام وتتركز البرامج والندوات والصالونات على رسم توجهات للحكومة المقبلة، وهذا أمر محمود ومطلوب، ولكن دعونا نفكر بطريقة مختلفة بعض الشيء، ونجول في ذهن "رجل الشارع البسيط"، لنحاول الإجابة على سؤال ... ماذا يريد الشعب من الحكومة الجديدة؟
ببساطة فإن غالبية الشعوب والمجتمعات مطالبها تتعدد وتتشعب وتختلف باختلاف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ولكن أعتقد بأن رجل الشارع البسيط يريد ثلاثية لابد لأي حكومة من تقديمها بشكل مستمر وفعال وبكفاءة وجودة عالية ... هذه الثلاثية تشمل ما يلي:
1. الأمن والأمان.
2. الحياة الكريمة.
3. المستقبل المشرق.
يمثل الأمن والأمان السياج الواقي لكل مجتمع، وحين نتحدث عن الأمن فهو يشمل إحساس المواطن بالطمأنينة على نفسه وعلى أولاده وأسرته وأحبابه، دون تهديد لحياته أو كرامته الإنسانية وهذا يتضمن أن يكون مطمئنًا على بلده ومسكنه ووظيفته وكل ما يترتب على ذلك من عوامل الأمان.
أما الحياة الكريمة فهي تمثل الحد الأدنى من الحياة الإنسانية الكريمة للمواطن، منذ بداية يومه صباحًا وحتى نهايته، أن يخرج من مسكنه "الكريم" إلى مكان عمله/ دراسته "الكريم" عبر مواصلات عامة "كريمة" وبنية تحتية "كريمة" وأن يعالج بكرامة ويدرس ويتعلم بكرامة إلى غير ذلك من عوامل الحياة الكريمة.
والمستقبل المشرق هو إحساس المواطن بأن الغد أفضل من اليوم، بدلًا من شعور شبه دائم للمواطن بأن الأمس كان أفضل من اليوم، أن يرى أن هناك آفاق للمستقبل أفضل من تلك التي يعيشها، أن الأزمات ستنتهي وأن المستقبل سيكون أفضل، كل ذلك من خلال خطط واضحة ومستهدفات واقعية ولا ندعي آمالًا وردية غير واقعية .
باختصار، فإننا لو سألنا ملايين المصريين فستكون أحلامهم ومطالبهم من الحكومة المقبلة هي أن "يحيوا بأمان" في ظل "حياة كريمة" مع وعود مخططة وصادقة بـ "غد مشرق"، هذا ما يتمناه رجل الشارع البسيط وينتظره، ونجاح الحكومة المقبلة مرهون بتحقيق تلك المعادلة.