مها عبد القادر

وزارة الثقافة واستراتيجيتها الطموحة

السبت، 20 يوليو 2024 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما يراد بماهية الثقافة تهذيب النفس وتنمية الفكر وحسن الدراية والإدراك وصلاح بٌنى المعرفة التي تقدح في الأذهان، بواسطة العلوم والفنون وكافة المعارف التي توصف بالرصينة والعميقة في مضمونها ومحتواها؛ فينتج عن ذلك كله الإصلاح وتصحيح الفهم الخطأ، ومن ثم نستطيع أن نطلق على الإنسان المثقف مصطلح الوعي والفطن وبالأحرى الحاذق.


وفي إطار الماهية المتفق عليها في عروبتنا ومصريتنا الأصيلة نجد أن مسئولية وزارة الثقافة تقوم على تنمية مناحي التفكير الواعي المسؤول لدى أبناء الأمة من المهد إلى اللحد مدي الحياة؛ إذ تستهدف كافة شرائح المجتمع وطبقاته دون استثناء، ومن ثم يحتم عليها ويستلزم ذلك أن تقدم ألوان تتناسب مع خصائص كل مرحلة ومستويات الاستقبال والتفاعل معها، كما يتطلب انتقاء تقديم المحتوى المتوارث بغية تأصيل القيم الراسخة في المجتمع المصري من قبيل تنمية الولاء والانتماء بداية.


وباعتبار أن الثقافة من مكونات القوة الناعمة الرئيسة في بلادنا الحبيبة؛ لذا فهي تشكل جزءًا أصيلًا من تطوير الاستراتيجية الشاملة لتلك القوة المؤثرة في الوجدان والتي تقوم السلوك لتصل به إلى مستويات النقاء والطهر والعفة؛ فيصبح المجتمع مالكًا لقيم نبيلة تساعده في النماء والارتقاء والتقدم بمجالات التنمية الشاملة المستدامة بمصرنا العظيمة، وهذا ما أكده وزير الثقافة دكتور أحمد فؤاد هنو في برنامج الوزارة الذي عرض أمام مجلس النواب، ومن ثم فهو يمتلك الاستراتيجيات والطرائق والأساليب والأدوات التي يحقق به تلك الغاية الكبرى والعميقة المغزى والمعنى.


ومن خلال رؤى وزير الثقافة وما يمتلكه من المؤهلات والمواهب العديد يسعي لأن للعمل جاهدا مجتهدًا حيال توفير مقومات التنمية الثقافية في تنوعها المادي؛ حيث توافر الأدوات والمعدات والتقنيات والتطبيقات الرقمية التي تساعد في تحقيق مستهدفات البرامج الثقافية المخطط لها سلفًا أو التي في حيز التنفيذ أو في طور الإعداد والصياغة أو ما زالت حبيسة فكرة ستخرج قريبًا للنور، كما أن هناك أدوات تحافظ به الوزارة والعاملين بها على مورثاتنا الثقافية وتصون مقدراتها، بل وتزيد من مستويات الإبداع لدى من يمتلكون المهارات التي تضيف للرصيد الثقافي المصري من منحوتات وألبسة ومشغولات وغيرها مما تعضد ماهية الابتكار في المجالات الثقافية المتنوعة.


وهذا لا ينفك عن مراعاة وزير الثقافة صاحب الرؤية الطموحة عن فتح مسار الابتكار في المجالات الثقافية؛ ليستطيع أن ينمي شتى الصناعات المرتبطة بالجانب الثقافي؛ فتزداد المشاعر السامية لدى المجتمع المصري ونسترجع كثير من العادات والتقاليد التي نحافظ بها على تماسكنا وترابطنا ويزيد من لحمة الشعب أكثر فأكثر ويقوي شعور ومشاعر الانتماء والولاء للوطن الحبيب، وتعضيد لغتنا الجميلة في ألسنة الأجيال ليستشعر الفرد جمال اللغة العربية الأصيلة والأشعار الراقية ومتون الكلمات الراقية والرصينة، إلي جانب استثمار أمثالنا الشعبية في تقويم السلوك والممارسة لدى أبنائنا، ومن ثم تنسجم الأفكار في إطار الإيجابية وتسمو الروح لمنحى التفاؤل ويزداد الإيمان بالعقيدة والمعتقد السمح وقيم المواطنة والانتماء.


ويعتبر تبني وزير الثقافة في رؤيته التطويرية استراتيجية تستهدف تنمية الصناعات الثقافية الإبداعية كونه حاصلا على دكتوراه في فلسفة الفن، يعد مؤشرًا للنجاح لأنه يقوم العمل علي أساس علمي مدروس ومخطط له؛ حيث إن الصناعات الإبداعية يعنى بها السلع والخدمات التي توظف رأس المال الفكري المبدع باعتباره يشكل العامل الرئيس ليحدث النقلة النوعية أو الطفرة المرتقبة في مجموعات التراث والفنون ووسائل الإعلام ناهيك عن الإبداعات الوظيفية، ومن ثم نوقن بأن الثقافة أضحت عاملًا رئيسًا في التنمية المستدامة دون شك، وأحد مقومات صقل الأفكار وترسيخ القيم في بوتقة التقاليد والعادات المجتمعية التي تتسق مع صحيح القيم النبيلة.


وعطفًا على ما تقدم نؤكد بأن الاقتصاد الثقافي والابداعي بات مرتبطًا ارتباطًا كليًا بالصناعة الثقافية التي سوف تنتهجها استراتيجية الوزارة بقيادة وزيرها صاحب الفن والفكر الراقي؛ فما توفره العوائد المادية من هذا النشاط يوازي وقد يزيد عن أنشطة اقتصادية في صورتها البحتة، ومن ثم تساهم وزارة الثقافة في زيادة الدخل القومي المصري بصناعات ثقافية تحمل ميزة الريادة والتنافسية؛ إذ تعمل على تصديرها والترويج لها عبر فنيات التسويق العالمية المبتكرة، ناهيك عن توفير فرص عمل لا حصر لها.. وللحديث بقية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة