هذا هو وجه أمريكا الحقيقى بدون رتوش ومكياج، هذا هو وجهها المكشوف السافر، الذى لا قيم له ولا قيمة، وفى تلك المرحلة تظهر الولايات المتحدة الأمريكية على طبيعتها الحقيقية، فهى دولة تمارس الإجرام والقتل والإبادة على مدار تاريخها، وبوجهها المكشوف تستمر فى أعمال القتل والتدمير فى فلسطين المحتلة، وبسلاحها وذخائرها واستخباراتها ومستشاريها تساعد على استمرار الحرب فى غزة والضفة الغربية، وهى المسؤولة عن قتل الأطفال وتدمير المدارس والمستشفيات، ولو أننا مشينا فى فلكهم بأن حركة حماس قامت بفعل لا يرضونه، فلماذا يواصلون تدمير واستيطان الضفة الغربية، وهى بعيدة عن قطاع غزة المحتل؟، لكن هى أمريكا ذاتها التى قتلت ودمرت العراق وأفغانستان وفيتنام وقبلها أبادوا شعب أمريكا الأصلى "الهنود الحمر"، وهى التى تقود جماعات إرهابية يسمونها داعش، ويقودون أمريكيين مدججين بالسلاح ويجعلونهم يقتلون بدون حساب، ويسمونهم قوات خاصة ومارينز، لكن _ وعدا_ كل ذلك لن يمر لأنهم لا يعيشون فى العالم بمفردهم، والنفوس البشرية لا يمكن توقع ردة فعلها، حتى لو كان ذلك فى غرف استخبارات أمريكا وإدارتها، ولو كان لديهم أى معيار للنجاح، لاستطاعوا استعادة المحتجزين فى غزة، لكن فشلهم المتواصل سيستمر، وبعد توقف الحرب، ستبدأ رحلة العالم فى إعادة تشكيل تعامله مع المستورد من أمريكا وأنظمتها.
هذا هو وجه الولايات المتحدة الأمريكية الذى يجب أن يعرفه الجميع، دولة تصرف المليارات على التدمير والقتل والإجرام والإبادة، ولا يغركم شكل مبانيهم، ومكياجهم الزائد فى تصدير قيم مزعومة، فقد جاءت غزة لتفضحهم بشكل كامل، فلا قيم لديهم، ولا قانون يؤمنون به، ولا تقدير أو إنسانية أو احترام لأى معنى سواهم، وبجهلهم المتواصل في تعزيز ذلك المفهوم تراجعوا عن عرش العالم الأوحد، وصارت هناك قوى أخرى تنافس وتقرر، وستكون تلك القوى قادرة على حلحلة موقع أمريكا ونفوذها، وقد بدأ الطريق بالفعل، ولذلك هذا الوجه السافر للولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكنه أن يستمر هكذا، بل هناك نفوس بشرية قادرة على المواجهة، بل وتفتيت تلك الصورة، حتى إن طالت السنوات، سيخرج الآلاف لمواجهة أمريكا وطموحها ومصالحها، بكل الأدوات الممكنة!.
أيضا وجه أمريكا الحقيقى يتكشف فى الانتخابات الأمريكية الحالية، فهى محصورة بين رئيس تصفه التقارير الأمريكية ذاتها بأنه كثير النسيان، وصحته ليست مناسبة للمنصب، مقابل ترامب الذى يرفض القانون ويحرض على اختراقه، ويتهم خصومه علنا بالتزوير، ويأخذ وثائق البيت الأبيض لمنزله، واسمه يتردد فى القضايا الإباحية نفس تردده في قضايا استغلال المصالح والتحريض، وكلا المتنافسين أعمارهما تزيد عن 77 عاما، ثم يطالبون العالم الآخر بدعم الشباب، ومع تلك المناوشات بين المتنافسين، نجد بايدن يرفض ترك موقعه لمرشحا آخر، وتتبادل العبارات بينهما، بشكل يدل على القيم الحقيقية لأمريكا، وقد يقول أحد المتفلسفين بأن ذلك ديمقراطية، ولا عجب فعقول هؤلاء تم صناعتها بالدعاية الأمريكية، فأين كلمة ديمقراطية من رفض ترك السلطة، واتهامات بالتزوير، واتهامات جنائية ومصالح متداخلة.
أيها السادة الأفاضل متابعى تلك المساحة فى اليوم السابع، عليكم أن تعلموا أبناءكم أن هذا هو العالم الحقيقى، وهذه الولايات المتحدة التى تمارس الإرهاب، ومساعدة إسرائيل بأطنان القنابل والصواريخ والذخائر لقتل أهالينا فى فلسطين، وكما قالت السلطة الفلسطينية نفسها فإن المسئول الأول والأخير عما يجرى هو النظام الأمريكى الذى يمثله فى تل أبيب حكومة يقودها النتن ياهو.
يمكن مراسلة الكاتب على z.elkady@youm7.com