سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 يوليو 1969.. بليغ حمدى: «محمد عبدالوهاب استفاد من ألحانى وأنا أكتبها بالأسلوب الشعبى الموجود فى تراثنا القومى»

الإثنين، 22 يوليو 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 يوليو 1969.. بليغ حمدى: «محمد عبدالوهاب استفاد من ألحانى وأنا أكتبها بالأسلوب الشعبى الموجود فى تراثنا القومى»  الموسيقار بليغ حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان الموسيقار بليغ حمدى فى السابعة والثلاثين من عمره عام 1969 «مواليد 7 أكتوبر 1932»، وكان قد مضى على احترافه للتلحين 12 عاما، الذى بدأه عام 1957 بأغنيتيه «ليه لأ» لفايدة كامل، و«تخونوه» لعبدالحليم حافظ ، وخلال الـ12 عاما كان غزيز الإنتاج، حيث قدم ما يزيد على الألف لحن، من بينها روائعه «سواح، وجانا الهوى، وعلى حسب وداد جلبى» لعبدالحليم حافظ، و«آه يا أسمرانى اللون» لشادية، و«عدوية» و«ميتى أشوفك» لمحمد رشدى، هذا بخلاف 9 أغان لحنها لأم كلثوم، بدأها عام 1960 بأغنية «حب إيه» وكان عمره 28 عاما.


بهذه الغزارة والنجاح فى التلحين، أصبح «بليغ» ركنا أساسيا فى الموسيقى العربية، وبالرغم من ذلك كان يلوذ بالصمت دائما، حتى استطاع الكاتب الصحفى سيد فرغلى أن يجرى معه حوارا مهما لمجلة الكواكب عدد 938، الصادر فى 22 يوليو، مثل هذا اليوم، 1969، وتكشف إجاباته على أسئلة الحوار عن عمق موهبته، وثقافته التى لا تقتصر على الثقافة الموسيقية، وتكشف عن أحلامه الكبيرة للموسيقى العربية.


عن رأيه فى الأمراض المزمنة التى تعانى منها الأغنية، قال: «الثقافة ولا أقصد بها الثقافة الموسيقية فقط، ولكن الدراسات المحيطة بفن الموسيقى، فالأدب وجميع الفنون التشكيلية والمسرح والسياسة والمجتمع فى حد ذاته، كل هذه دراسات مكتسبة ومهمة لشخصية الموسيقى فى هذا العصر».


وباعتباره أكثر الملحنين تمسكا بتطوير الفلكلور، قال عن سر تمسكه به، والجديد الذى جاء به: «اختلط فى أذهان الناس معنى ما أقدمه من ألحان، ولكن الذى حدث أننى قمت بدراسة طويلة للأسلوب الشعبى الموجود فى تراثنا القومى، وبدأت أكتب ألحانى بهذا الأسلوب، وهذا هو الطريق الطبيعى لوضع شخصية قومية للموسيقى المصرية، ليس معنى هذا أننى أنقل ألحانا كانت موجودة، ولكن أدرس تركيبات لحنية وإيقاعية وأساليب أداء موجودة فى وجداننا وتعيش معنا من سنين، وأعتقد أن هذا الخط لم ينسه سيد درويش عندما بدأ فى صياغة الألحان الشعبية».


رفض «بليغ» اتهام ما قاله البعض بأن تناول الفلكلور ومحاولة بعثه من جديد نوعا من عدم القدرة على الخلق، وقال: «هذا كلام بلا معنى وغير مدروس، فلو عدنا إلى كل ما قدمه الرحبانية من ألحان ناجحة، سنجد أصلها من الألحان اللبنانية الشعبية وصيغت صياغة جديدة فى النص واللحن، ومعظم ألحان سيد درويش الشعبية الناجحة لها أساس شعبى متوارث».


وعن رأى محمد عبدالوهاب بأن الأغنية الفلكلورية بدأت من منتصف السلم، ولم يكن لها أساس قوى ولذلك اختفت كما لمعت، رد بليغ: «الأغنية الشعبية لم تختف ولن تختف، وما يقوله عبدالوهاب فيه مغالطة كبيرة، وأصدق مثل على هذه الألحان الموجودة حاليا، وقد بدأت هذا الاتجاه منذ أربع سنوات، وكل الأغنيات التى لحنتها من هذا الوقت ما زالت تردد، ولو نظرنا إلى أغنيات «جانا الهوى» لعبدالحليم و«خدنى معاك» لشادية، و«ميتى أشوفك» لمحمد رشدى، وهى كلها من ألحانى ويرددها الناس، وما زال الأستاذ محمد عبدالوهاب يستفيد ويكسب كشركة من الألحان أرباحا عظيمة، وأعتقد أنه لا يستطيع أن ينكرها».


وعما قيل إنه سوف يتجه إلى الفلكلور فى البلاد العربية كما فعل مع الفلكلور المصرى، قال بليغ: «أنا أدرس الأساليب الشعبية فى جميع البلاد العربية منذ سنوات، وذلك للعثور على التشابهات ووجدتها فعلا فى كثير من النسب الموسيقية واللهجات والأداء بين الألحان العربية وبعضها ببعض، وكثير منها نقل عن طريق الهجرة، وتسمى الألحان المهاجرة، وكثير منها كان نتيجة لتشبع واختلاط حضارى، هذه الدراسة مع ما أواصله من دراسة علمية وموسيقية من الممكن أن تجعلنى أصل إلى المستوى العالمى لطابعنا العربى»، يؤكد: «من الممكن جدا أن تبرز ألحاننا على المستوى العالمى، ما دمنا قد عثرنا لموسيقانا على شخصية قومية وكتبناها فى مستوى علمى سليم كما فعلت الهند واليونان قبلنا».


ومن الحديث عما يفعله مع الفلكلور المصرى إلى الحديث عن قضايا أخرى، منها احتضانه لمؤلفين معينين مثل مرسى جميل عزيز، وعبدالرحمن الأبنودى، وعبدالوهاب محمد، وأخيرا محمد حمزة، قال: «أنا لا أحتضن أحدا، فكل هذه الأسماء من كبار المؤلفين ولهم أعمال ناجحة موجودة قبل أن أشترك معهم فى أعمال جديدة، لكن من رأيى أنه لا بد من المعايشة الكاملة بين كاتب الأغنية وملحنها، وأنا أتمسك بهذه المعايشة من أجل إخراج أعمال لها قيمة».


وعن طريقة تعامله فى تلحين أغانى الأفلام، وهل يطلب معرفة الموقف، أم أنه يلحن الكلام وعندئذ تنتهى مهمته، قال: «أنا أقرأ السيناريو أولا أكثر من مرة، وكثيرا، بل فى أغلب الأوقات أحدد الموقف الذى أستطيع أن أضع فيه لحنى مع مناقشة واقتناع المخرج بما أقوله، ما دام هذا أولا وأخيرا فى مصلحة العمل الفنى».










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة