مها عبد القادر

وزارة الثقافة شريك رئيس ببناء الجهورية الجديدة

الإثنين، 22 يوليو 2024 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ظل توجهات الدولة بضرورة العمل الجمعي وتفعيل العلاقات البينية والتكامل بين الوزرات تعتبر وزارة الثقافة شريك رئيس مع جميع الوزرات المعنية ببناء الجهورية الجديدة، حيث تتضمن استراتيجياتها في مراحلها المستقبلية العمل على تحقيق ماهية التفاعل الثقافي وتسعى بآليات نشطة من خلال قيادتها الفاعلة إلى إحداث حالة التبادل الخبراتي والفكري والحضاري لدى جموع الشعب المصري وبين الشعوب في العديد من المجالات العلمية والعملية والحياتية على أساس من الأخذ، والعطاء، والتأثير، والتأثر.


وفي ضوء ملامح برنامج الوزارة وما تنتويه من خطط طموحة تهدف لتحقيق غايات التواصل المفتوح عبر صوره المتباينة والتي يتمخض عنها ثمرات عديدة، ومن ثم يصبح التفاعل الثقافي مصدرًا لقوة ونمو الهوية المصرية؛ لذا تستهدف استراتيجية وزارة الثقافة المصرية أن يمتلك الفرد وعيًا ثقافيًا يستشعر من خلاله عمق ثقافته ومدى تأثيرها، ويتيقن بأن حضارته لها مكانتها التي تقودها لمزيد من التقدم والنهضة على الصورة التي تليق بها، ومن ثم يحرص على الحفاظ علي

ها وصيانتها في ظل مساحة التمازج التي حدثت نتيجة للتقدم التقني الرهيب بما يؤكد ضرورة العمل على تحقيق الهدف من تنمية الوعي الثقافي للأجيال الحالية والمستقبلية.
ويقع على عاتق كل من وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم المصرية وجميع المؤسسات التربوية والتعليمية مهمة تنمية الوعي الثقافي بصورة مقصودة؛ لتتأصل الهوية الثقافية والحضارية للوطن من خلال أنشطة ثقافية تتضمن المحتوى في برامج وزارة الثقافة والمناهج التعليمية بالسلم التعليمي وفق تنوعاته؛ حيث إن استيعاب الفرد بنمطه الاجتماعي الذي يتسق مع قيمه الأصيلة تعد ترسيخًا للهوية والاستقرار، ومن ثم إبعاد الفرد عن مخاطر الهيمنة الثقافية للثقافات المستوردة.


وإن العمل الجاد من قبل وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم وبل جميع المؤسسات التعليمية، بشأن تنويع الأنشطة الثقافية والتعليمية والتي تصاغ بصورة مقصودة سوف تسهم في تزويد الشباب بالمعارف والقيم والقضايا المرتبطة بالجانب العقدي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والصحي والتاريخي؛ لتتكون لديه الخبرة المصبوغة بالاتجاهات الإيجابية والسلوكيات القويمة والمبادئ الأصيلة التي تحضه على تحمل المسئولية والرغبة في المشاركة التي تساعد في تنمية ونهضة مجتمعه على نحو مستمر ومستدام، وهذا ما يكون لديه شخصيته التي تنسدل من الطابع القومي العام؛ ليمتلك القاسم المشترك من العادات والتقاليد المشتقة من القيم المجتمعية النبيلة.


ونؤكد أنه ينبغي أن تتضافر جهود وزارتي الثقافة والتربية والتعليم تجاه ترسخ الوعي الثقافي القويم الذي يقاوم الفكر الهدام، بما يؤدي إلى تنمية آليات التفكير الناقد والتأملي والتحليلي، ومقدرة الفرد على الاستنتاج والاستنباط، ويتصل هذا أيضًا بالمقدرة على الحوار والمناقشة في ضوء الآداب والأسس التي تضمن الثمرة المرجوة منها، ومن ثم قبول الآخر على اختلافه، والاعتماد على الشاهد والدليل والمصدر الموثوق في طرح الرؤى، كي نصل إلى المبتغى ونتجنب فلسفة فرض الرأي.


ولنا أن ندرك الدور الفاعل من خلال وزارتي الثقافة والصناعة بشأن الوعي الثقافي والوعي الاقتصادي والذي يتشكل من روافد عدة؛ منها الجانب الاقتصادي إزاء تفاعله مع مجالاته المتنوعة، ومنها الجانب السياسي والاجتماعي الذي يحمل صور الديمقراطية وما ينسدل من حريات مرتبطة بحقوق وواجبات، وما يستشعره الفرد من رضا ورخاء تترجمه أنماط معيشته؛ حيث إن أكثر ما يوجه الفئة الشبابية نحو الثقافات المختلفة يرجع لأمرين: أولهما ضعف الوعي الثقافي لديهم، وثانيهما الانبهار ورغبة التقليد في العادات والممارسات والسلوكيات مرتبطة بالمأكل والمشرب والملبس، مع تجاهل للأمور التي تحدث التبادل الخبراتي في مجالاتها المفيدة والمتنوعة، ما يستوجب أهمية استلهام النموذج المصري الذي يحقق نجاحاته في ثقافات مختلفة محافظًا في الوقت ذاته على هويته وانتمائه الثقافي والعقدي؛ ليتم تصويب المفاهيم المغلوطة لدى جيل يقع على عاتقه استكمال النهضة والتنمية المستدامة لوطنه.


وصورة التضافر بين وزارتي الثقافة والإعلام واضحة المعالم؛ فهناك بعدًا إعلاميًا ذا طابع محلي أو عالمي يتسم بالتنوع وسهولة الولوج إليه؛ بالإضافة إلى المخالطة للثقافات الوافدة وما تحمله من عادات وتقاليد تميزها؛ لذا أضحى تنمية الوعي الثقافي لدى أبناء الوطن أمرًا لا مناص عنه، ومن ثم يبرز دور الإعلام في تنمية الوعي الثقافي؛ فبواسطته يمكن تقويم السلوك من خلال تصويب المفاهيم الخطأ التي قد تتعدد مصادرها، وبه يمكن تقوية الجانب الإيجابي للسلوك لدى الفرد عبر التعزيز بصوره المختلفة، ومن ثم يساعد الإعلام بتأثيره المستمر والمتنوع على المتلقي؛ ليحدث على المدى البعيد تغيرًا في البنية المعرفية لدى الفرد، بما يستوجب ضرورة انتقاء الأفكار وأطروحات القضايا التي يتناولها الإعلام؛ لضمان تشكيل وعي ثقافي صحيح.


ونشير إلى أن وزير الثقافة عبر رؤيته الجادة والطموحة يؤكد سعي وزارته نحو الاهتمام بزيادة الرصيد الفكري والثقافي لدى الأفراد من خلال تزويد المكتبات العامة والنوعية بالكتب المرتبطة بهذا الأمر، والعمل على تنشيط قصور الثقافة عبر أنحاء الجمهورية لتعضيد الوعي بثقافتنا الرائعة؛ بالإضافة إلى متنوعات الأندية الثقافية التي تعمل على نشر الفكر الثقافي والفن الراقي لدى الجميع.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة