يزداد الاهتمام بالسباق الرئاسي الأمريكي، خاصة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من سباق الانتخابات، قبل أشهر قليلة من الانتخابات المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر المقبل، وانسحاب بايدن، أمرا نادرا ولكنه ليس غير مسبوق، إذ اضطر سبعة من رؤساء الولايات المتحدة في تاريخ البلاد الممتد إلى ما يقرب من 300 عام إلى الانسحاب من مناصبهم وسط نقص الدعم الشعبي أو الحزبي.
جون تايلر
وفي عام 1844، أصبح جون تايلر أول رئيس أمريكي يُجبر على الانسحاب من السباق الرئاسي، كما كان أيضًا أول نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتولى منصب الرئيس الحالي في منتصف المدة، واضطر جون تايلر إلى الانسحاب، بعد أن فقد دعم حزبه اليميني خلال عام من توليه منصبه بعد وفاة الرئيس ويليام هنري هاريسون.
وكان جون تايلر قد استخدم حق النقض ضد مشاريع القوانين التي تسعى إلى إنشاء بنك وطني، مما أدى إلى استقالة جميع أعضاء حكومته تقريبًا، مما جعله "رئيسًا بلا حزب"، وفقا لموقع "ذا برينت".
وسعى لإعادة انتخابه في عام 1844، ولكن بدون دعم الحزب اليميني أو الديمقراطي، انسحب من السباق في أغسطس من نفس العام، وفى نفس السياق، فإن خليفته، جيمس ك. بولك، وهو من حزب اليمين، لم يترشح لولاية ثانية لأسباب صحية.
جون تايلر
ميلارد فيلمور
وكانت المرة الثانية، عندما وصل نائب الرئيس ميلارد فيلمور إلى السلطة في عام 1850 بعد وفاة الرئيس زاكاري تايلور، الذي كان قد تولى منصبه قبل عام واحد فقط، وفي عام 1852، كان واحدًا من ثلاثة مرشحين للحزب اليميني، ولكن لم يتم اختياره من قبل المؤتمر وانسحب، وحاول الترشح مرة أخرى عام 1856، لكنه خسر الانتخابات.
ميلارد فيلمور
فرانكلين بيرس
كان فرانكلين بيرس أول رئيس أمريكى يكمل فترة ولايته الكاملة ولكن لم يتم إعادة ترشيحه من قبل الحزب، وقبل خمسة أشهر من الانتخابات عام 1856، لم يتمكن من تأمين دعم المؤتمر الديمقراطي في أوهايو، وبالتالي انسحب من السباق الرئاسي، وفاز مرشح الحزب، جيمس بوكانان، في الانتخابات وخدم لفترة واحدة كرئيس.
فرانكلين بيرس
أندرو جونسون
كان أندرو جونسون، الرئيس السابع عشر للولايات المتحدة بين عامي 1865 و1869، وكان قد تم اختياره لأول مرة لمنصب نائب الرئيس أبراهام لينكولن في عام 1864 وخلفه بعد اغتياله في عام 1865، جونسون، وهو ديمقراطي جنوبي أصبح جمهوريًا.
وتم عزل نائب لينكولن كجزء من حزب الوحدة الوطنية، وهو ائتلاف حقبة الحرب الأهلية، من قبل الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون في عام 1868 وفشل في الحصول على دعم من الديمقراطيين أيضًا، مما أجبره على التنحي عن السباق.
أندرو جونسون
تشيستر آرثر
في عام 1884، تولى نائب الرئيس تشيستر آرثر، منصب الرئيس، بعد اغتيال جيمس جارفيلد، وتوقيع آرثر على "قانون بندلتون للخدمة المدنية"، وهو قانون تاريخي يفرض توزيع بعض وظائف الحكومة الفيدرالية على أساس الجدارة بدلاً من العلاقات السياسية، كما أن دعوته لتقليل عدد الموظفين في الإدارات الحكومية جعلته لا يحظى بشعبية بين الناس، وبين زملائه فى الحزب، الذين حرموه بعد ذلك من فرصة الترشح للرئاسة مرة أخرى، وانسحب من السباق.
تشستر آرثر
هارى ترومان
تولى هاري ترومان منصب الرئيس بعد وفاة فرانكلين روزفلت في عام 1945، وبعد أن خدم لما تبقى من فترة ولاية روزفلت وفترة ولاية أخرى كاملة، سعى لإعادة انتخابه في عام 1952، ومع ذلك، مع انخفاض معدلات الدعم له وسط الحرب الكورية، فاضطر للانسحاب، وأعلن أنه لن يترشح مرة أخرى.
هارى ترومان
جونسون الأحدث في القائمة
قبل بايدن مباشرة، كان ليندون جونسون آخر الرؤساء الأمريكين الذين انسحبوا قبل أشهر قليلة فقط من الانتخابات، كان جونسون هو الرئيس السادس والثلاثين للبلاد، وعانى كثيرًا مع تراجع شعبيته وسط حرب فيتنام.
وصعد جونسون لسدة الحكم، بعد اغتيال جون كينيدي في عام 1963، وبعد فوزه بفترة ولاية كاملة في عام 1964، كان المرشح الأول لانتخابات عام 1968.
ومع ذلك، انخفضت معدلات تأييده بشكل حاد ولم يتمكن إلا من الفوز في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير ضد السيناتور المناهض للحرب يوجين مكارثي من ولاية مينيسوتا بفارق بسيط، وبعد ذلك أعلن أنه لن يسعى لإعادة انتخابه وانسحب من السباق.
ليندون جونسون
وبينما انسحب سبعة رؤساء أمريكيين بعد دخولهم السباق، لم يسعى اثنان آخران، وهما رذرفورد بي. هايز (1877-1881) وكالفن كوليدج (1923-1929)، إلى إعادة انتخابهما لأنهما يعتقدان أن فترة ولاية واحدة كافية للفرد ليتولى السلطة.
حتى عام 1951، كان بإمكان المواطن الذي يتطلع إلى منصب الرئيس أن يتنافس بشكل قانوني عدة مرات كما يشاء، على الرغم من أن معظمهم، باستثناء فرانكلين روزفلت، التزموا بسابقة الولايتين التي وضعها جورج واشنطن، بشكل غير رسمي، حتى تم إقرار "التعديل الثاني والعشرون" والذى يقيدهم رسميًا بفترتين.