كل عام ومصر بخير.. اليوم نحتفل جميعا بذكرى الثورة الخالدة، ثورة 23 يوليو المجيدة 1952 والتي تعتبر الثورة الأم لثورة 30 يونيو 2013 العظيمة.
فهما تتشابهان في كثير من الخصائص وهو أمر منطقي لأن الجينات واحدة والعمود الفقري لهما هو الشعب المصري العظيم.
والمتأمل للثورتين يلاحظ هذا التشابه فثورة 23 يوليو العظيمة والتي نحتفل اليوم بالذكري 72 لها وهي تعتبر الثورة التي غيرت وجه التاريخ مصريا وعربيا وإقليميا ودوليا، قد نقلت مصر من عصور الاستبعاد والاحتلال والاستغلال و"يوليو" لم تكن مجرد ثورة بأهداف ومبادئ ستة فقط، بل مشروع وحلم استقلال وطنى وتحرر وبناء وتنمية وعدالة اجتماعية تسعى مصر وشعبها بل والشعوب العربية إلى تحقيقه.. فالغايات التى سعت 23 يوليو وقائدها جمال عبد الناصر إلى إنجازها هى أوسع وأشمل وأكبر من الأهداف والمبادئ التى تحقق منها فى إزالة الاستعمار الأجنبى والقضاء على الاستعمار واحتكار رأس المال للسلطة وفسادها، وبداية مشروع البناء والعدالة الاجتماعية.
وكان من أهم إنجازات ثورة 23 يوليو توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات العربية لصالح حركات التحرر العربية وأكدت للأمة من الخليج إلى المحيط أن قوة العرب في توحدهم وتحكمها أسس تاريخية ولغة مشتركة واجتماعية لوجدان واحد مشترك.
وأصبحت مصر قطب القوة في العالم العربي مما فرض عليها المسئولية والحماية والدفاع لنفسها ولمن حولها.
كما لعبت قيادة ثورة 23 يوليو دورا رائدا مع يوغسلافيا بقيادة الزعيم تيتو، ومع الهند بقيادة نهرو في تشكيل حركة عدم الانحياز، مما جعل لها وزن ودور ملموس ومؤثر على المستوى العالمي وغيرها من إنجازات ثورة يوليو المجيدة.
البطولة الحقيقية فى ثورة يوليو تحسب للشعب المصرى ولزعيمها ودون أن يقف وراءها حزب أو تنظيم سياسى، فإن ذلك دليل بطولة الشعب الذى وقف خلف قيادته بوعى وإصرار وتضحية.
ولا يمكن الاحتفال بثورة 23 يوليو فقط من باب الذكرى والحنين وإنما باعتبارها نموذج ما زال حيا ومعاشا على الرغبة فى التغيير ورفع رايات الأمل فى غد أفضل للحرية والانتصار والعمل والتنمية وهو ما تعمل من أجله مصر الآن بعد ثورة 30 يونيو 2013 التى أعادت لمشروع يوليو انطلاقة جديدة فى عصر جديد، ولكن بنفس الروح والرغبة والعزيمة على إعادة مصر داخليا وخارجيا إلى مكانتها ودورها الطبيعى وامتلاك مصيرها ومقدراتها بأيدى شعبها وتضحيات أبنائه.
فالاحتفال بـ23 يوليو هو رسالة بأن الثورات فعل نضالى مستمر، تتواصل ولا تتقاطع، تتكامل ولا تتجاهل، فـ"يوليو" ذاتها كانت تعبيرا ثوريا لمجمل كفاح الشعب المصرى فى سبيل الحرية والنجاة والاستقلال ورسالة بأن رسالة ومشروع يوليو هو مشروع وطنى مستمر يعمل على تكملة مشوار 30 يونيو، وهذه هى عظمة ثورة يوليو المجيدة ودورها فى التاريخ الوطنى ودور جيشها الوطنى فى تحقيق طموح الشعب وحلمه.
وفي المشترك بين ثورتى 23 يوليو 1952 و30 يونيو 2013، تنبغى الإشارة إلى أن أبطال الثورتين كانوا أربعة: الشعب والرئيس والجيش والشرطة، وكان النصر حليف الثورتين بفضل إرادة الشعب المصرى وشجاعة ووطنية بطلا الثورتين: ناصر والسيسي، وبفضل مساندة الجيش والشرطة حققت الثورتان أمل الأمة.
وهناك ملامح مشتركة أخري للثورتين منها؛ مواجهة التحديات والمؤامرات الأجنبية، والتصدى لإرهاب جماعة الإخوان، وأيضًا الشعبية الجارفة لقائدى الثورتين واستطاعت مصر أن تقهر التحديات وتهزم المؤامرات.
وكان من أبرز ملامح الثورتين هو مواجهة التنظيم الإرهابى للإخوان، وعندما استشعر الشعب المصرى خطر الإرهابيين على مصر، قاموا بثورتهم فى 30 يونيو، وأسقطوا النظام الفاشى، والعميل للإخوان، وتم رفع شعار القوات المسلحة: «يد تبنى ويد تحمل السلاح» منهجًا وأسلوب عمل، ففى الوقت الذى كانت فيه مصر تواجه إرهاب الجماعة، وتحقق النصر تلو النصر من أجل كسب معركة الوجود والبقاء، كانت اليد الأخرى لأبناء مصر تبنى وتعمر وتشيد العديد من المشروعات القومية العملاقة فى الإسكان والزراعة والصناعة والكهرباء وقناة السويس الجديدة ومحور قناة السويس والمدن الجديدة والعاصمة الادارية وشبكات طرق عملاقة وغيرها من ملامح البناء والتنمية في كل مكان في مصر.
تحية لثورتى 23 يوليو 52، و30 يونيو 2013 وللشعب المصرى ولقائدى الثورتين: جمال عبدالناصر وعبدالفتاح السيسى، وأيضًا للجيش والشرطة حُماة الوطن ودرعه وسيفه.
وتحية إلى الشعب المصرى الذي استلهم روح ثورة 23 يوليو فى نزوله فى ثورة 30 يونيو، حيث استطاعت إرادة المصريين ووقوفهم بقوة مع الجيش المصرى إفساد كل المخططات التى حاولت بث الرعب والإرهاب فى أرض مصر، واستطاع هذا الوطن أن يقف على قدميه، بل يتجاوز هذا الوضع ليحقق إنجازات اقتصادية بشهادة كبرى المؤسسات الدولية، وتحقيق الديمقراطية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلال التطوير والبناء والتعمير فى كافة محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى تدشين الجمهورية الجديدة للارتقاء بالمواطن المصرى فى شتى مجالات الحياة. تنظيم سياسى، فإن ذلك دليل بطولة الشعب الذى وقف خلف قيادته بوعى وإصرار وتضحية، ودليل نجاح زعيمها فى قيادة الثورة وثقته فى شعبه الذى اعتبره دائما "المعلم الأكبر".
وإذ كان الشعار المشترك للثورتين هو "يد تبني ويد تحمل السلاح" فهو لن يأتي ثماره إلا من خلال إعلام داعم ومساند للثورة و للوعي والتنوير داعم لأهداف الثورتين ويعتمد على أربعة معايير أساسية:
الأول: المشروع الوطنى للدولة بالداخل ودور قومي فى محيطها. والثانى: أن تحظى رسالة الإعلام بإجماع شعبى. والثالث: أن تنبع التجربة الاعلامية من رحم نهضة فكرية وثقافية. والرابع: أن يحظى الإعلام بمستوى مهنى عال.
وهذه المعايير الأربعة الأساسية هي التي تصنع إعلاما ناجزا مساعدا لتحقيق أهداف الثورتين العظيمتين من أجل الوطن الغالي وهو ما نحتاج إلى العمل عليه الآن بأقصى جهد، فإذا كانت "يوليو الأم" أكثر حظا في خطاب إعلامي مساند لها من خلال مجموعة الأعمال الدرامية والفنية والإنتاج السينمائي والإعلامي الزاخر الذي كان داعما ومساندا لثورة يوليو ومبادئها، فإن "يونيو الابنة" تحتاج إلى جهد أكبر الآن في إنتاج خطابات إعلامية وفنية تساند ثورتها وأهدافها ومبادئها وتقدم الإنجاز بوعي وتبصير، ومصر قادرة على فعل ذلك بيسر في ضوء ما تذخر به من كفاءات اعلامية كبري لتحقيق ما يحلم به وطننا الغالي.
تحية للثورة فى عيدها وتحية للثوار والأبطال وتحية وتهنئة لمصر رئيسا وحكومة وشعبا..
وتحية للشعوب العربية التي كانت ثورة يوليو المجيدة نورها للحرية.
ودائما تحيا مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة