سيلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام الكونجرس الأمريكي المنقسم بشدة حول قيادته في مواجهة الانتقاد الدولي بشأن الحرب في غزة، حيث تسلط مقاطعة بعض الديمقراطيين لخطابه الضوء على الغضب العميق داخل قاعدة الحزب بشأن سلوكه في الحرب
وفقا لنيويورك تايمز، سيواجه نتنياهو هيئة تشريعية منقسمة حول قيادته في مواجهة الانتقاد الدولي بشأن الحرب في غزة مع إظهار البعض عداء صريحا لحكومة دولة من المفترض أن تكون من بين أقرب حلفاء الولايات المتحدة ما يكشف الخلافات في الكونجرس وخاصة بين الديمقراطيين بشأن الحرب في وقت يسعى فيه الحزب إلى الوحدة حول نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس كمرشحة رئاسية مفترضة ، التي بدورها رفضت أن ترأس خطاب نتنياهو كما جرت العادة بالنسبة لنائب الرئيس بسبب وجود تضارب في المواعيد.
هاريس هي واحدة فقط من أبرز الديمقراطيين الذين سيغيبون عن خطاب نتنياهو في الكونجرس ، فالمقاعد الفارغة ستمثل الغضب العميق من القاعدة التقدمية للحزب الديمقراطي بشأن سلوك نتنياهو في الحرب في غزة وقالت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكازيو كورتيز عن ولاية نيويورك : إنها لن تحضر الخطاب لأنها ترى أن نتنياهو "مجرم حرب" بسبب تكتيكاته في الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في غزة وتسبب في كارثة إنسانية.
كما ستتغيب رشيدة طليب النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيجان والأمريكية والتي تعد الفلسطينية الوحيدة في الكونجرس قائلة في بيان لها : "من المخزي تماما أن يدعوه زعماء من الحزبين لإلقاء كلمة أمام الكونجرس ، يجب القبض عليه وتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية" مضيفة : "إنه يوم حزين لديمقراطيتنا عندما يبتسم زملائي لالتقاط صورة تذكارية مع رجل يرتكب جريمة إبادة جماعية".
وأعلنت النائبة إلهان عمر من مينيسوتا ، وهي ديمقراطية تقدمية أخرى أدانت طريقة تعامل إسرائيل مع الحرب، أنها لن تكون حاضرة وستعطي تذاكر ضيوفها لأفراد عائلات المحتجزين وقال النائب ماكسويل أليخاندرو فروست الديمقراطي عن فلوريدا، الذي قال أيضا إنه لن يحضر الخطاب : "أنا أكره ما يفعله نتنياهو وأكره قيادته".
كما تخطط النائبة براميلا جايابال رئيسة التجمع التقدمي في الكونجرس لعدم حضور خطاب نتنياهو، وتتزايد قائمة الديمقراطيين المتخلفين عن حضور الخطاب كل ساعة
وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون هو الذي دفع من أجل زيارة نتنياهو إلى الكونجرس في إطار حرصه على احتضانه وحكومته في وقت انقسم فيه الديمقراطيون بشدة حول سياساته وتكتيكاته في الحرب وقال أمس منتقدا هاريس والديمقراطيين الآخرين بسبب عدم حضورهم الخطاب: "لم يكن الأمر أكثر أهمية مما هو عليه الآن بالنسبة لنا أن نقف مع أقرب حلفائنا في الشرق الأوسط"
لافتات "اتركوا غزة تعيش"
مظاهرات
وعلى الصعيد الشعبي ، أثار وصول نتنياهو موجة من الاحتجاجات في واشنطن، بما في ذلك اعتصام في مبنى مكتب الكونجرس انتهى باعتقالات متعددة، وأدانت بعض المظاهرات إسرائيل، لكن آخرين أعربوا عن دعمهم أثناء الضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.
وفقا لوكالة اسوشيتد برس، احتشد العشرات من المتظاهرين خارج الفندق الذي يقيم فيه ونظم مئات المتظاهرين احتجاجات وقام المتظاهرون، الذين نظمتهم منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، بارتداء قمصان حمراء مكتوب عليها "ليس باسمنا"، بالاستيلاء على القاعة المستديرة للمبنى، وجلسوا على الأرض، ورفعوا اللافتات وهتفوا "فلتعيش غزة!"، وبعد حوالي نصف ساعة من التصفيق والهتافات، أصدر ضباط من شرطة الكابيتول الأمريكية عدة تحذيرات، ثم بدأوا في اعتقال المتظاهرين وربطوا أيديهم برباطات مضغوطة واقتادوهم بعيدًا واحدًا تلو الآخر.
وركز المتظاهرون الكثير من غضبهم على إدارة بايدن، وطالبوا الرئيس الامريكي بالوقف الفوري لجميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل وقالت شرطة الكابيتول إنها ليس لديها إحصاء نهائي لعدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم. لكن الصوت اليهودي زعمت في بيان لها أنه تم اعتقال 400 شخص من بينهم أكثر من عشرة حاخامات.
ونظمت عائلات بعض الرهائن المتبقين وقفة احتجاجية مساء الثلاثاء ، مطالبين نتنياهو بالتصالح مع حماس وإعادة ما يقرب من 120 رهينة إسرائيلية متبقية في غزة. حوالي 150 شخصًا يرتدون قمصانًا صفراء كتب عليها "أبرم الصفقة الآن!" وهتفوا "أعيدوهم إلى الوطن" واستمعوا إلى شهادات الأقارب والرهائن السابقين. وصفق المتظاهرون عندما ذكر اسم بايدن، لكن العديد منهم انتقدوا نتنياهو على أساس الاعتقاد بأنه كان يتباطأ أو يتعامل بقسوة مع اتفاق وقف إطلاق النار المقترح الذي سيعيد جميع الرهائن.
ومن المقرر تنظيم احتجاجات متعددة يوم الأربعاء، عندما يلقي نتنياهو كلمة أمام الكونجرس. وتحسبًا لذلك، عززت الشرطة بشكل كبير الإجراءات الأمنية حول مبنى الكابيتول وأغلقت طرقًا متعددة معظم أيام الأسبوع.
وعلق القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك، ألون بنكاس، على زيارو نتنياهو لواشنطن قائلا: "هذا الكونجرس وافق على كل ما طلبته إسرائيل ، حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت وكان عليه التغلب على بعض العقبات التشريعية إذن فماذا سيحقق نتنياهو؟" "يشكرهم؟ يمكنك القيام بذلك في مكالمة عبر تطبيق زووم"
ووصف بنكاس الزيارة برمتها بأنها "جولة تافهة" وقال هو ومحللون آخرون إن نتنياهو كان على الأرجح يفكر في أن الخطاب القوي قد ينعش قاعدته الضعيفة من المؤيدين الإسرائيليين في الداخل، الذين تأثروا في الماضي بمهاراته الخطابية في الخارج. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمكانة الدولية، يقول بعض المحللين إن نتنياهو فقد بريقه.