شهد سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية تبادلا للهجمات الحادة بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس، فيما دفع الخبراء من كلا الحزبين إلى توقع أن يكون هذا السباق مثيرا خلال الأشهر القليلة المتبقية حتى موعد إجراء الانتخابات فى نوفمبر المقبل.
ووصفت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى الانتخابات بأنها معركة ضد المتطرفين الذين يريدون إعادة البلاد إلى الوراء. وأضافت فى خطاب ألقته أمام حشد من النساء، اللاتى تمثلن القاعدة الأساسية من الناخبين التى تحتاج إلى تنشيطها: لن نعود إلى الوراء.
فى المقابل، قال ترامب أمام تجمع انتخابى فى شارلوت بولاية كارولينا الشمالية، فى أول نشاط مفتوح لحملته منذ خروج بايدن من السباق الرئاسى: الآن لدينا ضحية جديدة لنهزمها: كامالا هاريس الكذابة، ووصفها بأنها أكثر نائب رئيس غير كفء وينتمى لليسار المتشدد فى التاريخ الأمريكى.
كما وصف ترامب هاريس بأنها مجنونة يسارية متطرفة، ووصفها أيضا بالمجنونة بسبب مواقفها الخاصة بالإجهاض والهجرة. كما أخطأ مرارا فى نطق اسمها الأول، فيما وصفته وكالة أسوشيتدبرس بالأسلوب المهين لأول امرأة من ذوى البشرة السمراء ومن أصول آسيوية ستصبح على الأرجح مرشحة رئاسية لحزب كبير فى انتخابات أمريكا.
وعلقت الوكالة قائلة إن خطاب ترامب يشير إلى أن المرحلة القادمة من الحملة الانتخابية قد تكون وحشية وشخصية بشكل خاص، حتى فى الوقت الذى يحذر فيه بعض قادة الحزب الجمهورى من استخدام لغة عنصرية صريحة أو شن هجمات ضد هاريس على أساس أنها امرأة.
وكان ترامب قد كثف انتقاداته لنائبة الرئيس الأمريكى منذ انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسة، ووصفها بأنها مثل بايدن لكنها أكثر تطرفا بكثير.
وحمل ترامب هاريس مسئولية ما وصفه بإخفاقات إدارة بايدن، لا سيما ما يتعلق بالأمن على طول الحدود الأمريكية الجنوبية. واتهم المرشح الجمهورى منافسته المحتملة بأنها مسئولة عن سياسات بايدن على الحدود مع المكسيك، التى شهدت عمليات عبور غير قانونية تصل إلى ارتفاعات قياسية بنهاية عام 2023، وكرر ترامب تعهده السابق بإجراء عمليات ترحيلات جماعية للمهاجرين بمساعدة الشرطة المحلية.
وعلقت صحيفة واشنطن بوست على تبادل دونالد ترامب وكامالا هاريس للانتقادات الحادة أمس الأربعاء، مع إعادة ضبط سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد انسحاب جو بايدن، وقالت إن الأمر لن يكون لطيفا.
وقالت واشنطن بوست إن خطاب هاريس وتعليقات ترامب قدما لمحة عما يتوقع الخبراء من كلا الحزبين أن يكون سباقا مثيرا للجدل فى الأشهر المقبلة. فقد أتيحت لكلا منهم فرصة لمحاولة وضع إطار لمخاطر المنافسة مع انزلاقها إلى أرض مجهولة. فلم يعد ترامب مرشحا ضد خصمه المثالى بايدن، وتسعى هاريس لنيل ترشيح الحزب الديمقراطى قبل أقل من 180 يوم على موعد إجراء الانتخابات.
ويأمل الديمقراطيون أن تتمكن هاريس من إعادة تركيز السباق على عيوب ترامب، بينما يريد الجمهوريون إثقال هاريس سريعا بنقاط ضعف بايدن.
ومن المقرر أن تعلن هاريس اختيارها للمرشح لمنصب نائب الرئيس بحلول السابع من أغسطس، بحسب ما أفاد مصدران مطلعان على الأمر لواشنطن بوست، لضمان أن تكون التذكرة الرئاسية كاملة قبل موعد إجراء المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى فى وقت لاحق الشهر المقبل.
من ناحية أخرى، يستعد فريق ترامب لـ "شهر عسل لهاريس"، والذى يمكن أن يتعارض مع صيف ترامب الملئ بالزخم والمكاسب فى استطلاعات الرأى. وفى مذكرة يوم الثلاثاء، توقع تونى فابريزيو، مسئول استطلاعات الرأى فى فريق ترامب، أن تشهد هاريس ارتفاعا لنسب تأييدها فى استطلاعات الراى فى الأيام القليلة المقبلة، لكنه قال إن الأمر سيمر. وكتب يقول إنه مع استياء الناخبين من التضخم والحدود وقضايا أخرى، فإن أساسيات السباق تظل كما هى.
وفى سياق آخر، ألقى الرئيس الأمريكى جو بايدن خطابا للأمريكيين بعد انسحابه من سباق الرئاسة، قال فيه إن الدفاع عن الديمقراطية أهم من أى لقب. لقد قررت أن أفضل طريقة للمضى قدما هى تمرير الشعلة إلى جيل جديد، هذه هي أفضل طريقة لتوحيد أمتنا". وأضاف قائلا: فى الأسابيع الأخيرة، اتضح لى أنه يتوجب على توحيد حزبى، مضيفا أن الوقت حان لكى تكون هناك أصوات جديدة،أصوات أشخاص أصغر سنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة