شيريهان المنيرى

«الإرهاب».. هل يُطفئ عاصمة النور ؟

الجمعة، 26 يوليو 2024 05:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تظل الأعمال الإرهابية والتخريبية، عائقًا يُهدد الشعوب حول العالم، تلتهم الأخضر واليابس دون سابق إنذار، وهو ما يحدث مع فرنسا سواء فى عاصمتها «باريس» أو مناطق مُتفرقة بها منذ سنوات، ولعل حادث الأمس يُذكرنا بهجمات باريس فى نوفمبر من عام 2015، تلك الراسخة فى ذاكرة الفرنسيين حتى هذه اللحظة، فقد وُصفت حينها بـ«الأكثر دموية» فى تاريخها.


لقد تعرضت شبكة السكك الحديدية الفرنسية لتضرر بالغ أمس الجمعة، أدى إلى تعطل كبير فى حركة القطارات، امتد أثرها إلى عدد من الدول الأوروبية، فقد تسبب فى تعطل رحلات بين فرنسا وألمانيا، وفرنسا ولندن، كما تم الإعلان عن إخلاء مطار بازل مولوز، المدار من قبل فرنسا وسويسرا إلى جانب ألمانيا، خوفًا من تهديدات أمنية يُمكن حدوثها فى سياق ما شهدته من أعمال تخريبية، تستهدف إلى حد كبير إفساد أولمبياد 2024 قبيل ساعات من افتتاحها رسميًا، وفى مايو الماضى، ألقى الأمن الداخلى الفرنسى على مواطن من أصول شيشانية، بعد الاشتباه به، وأنه كان ينوى القيام بهجوم إرهابى مُستهدفًا إحدى المباريات المُقررة ضمن فعاليات «أولمبياد 2024»، الأمر الذى جاء فى سياق تهديدات تخشاها فرنسا خاصة أثناء فعاليات الأولمبياد.

المخاوف من الإرهاب كانت لدى الفرنسيين منذ أشهر، وكان رئيس الوزراء الفرنسى، جبريال أتال فى مارس الماضى؛ أشار خلال جلسة بالبرلمان إلى استمرار التهديد الإرهابى لفرنسا، موضحًا أنه ما زال قويًا وأنه معركة طويلة لم تنته بعد، مضيفًا أن فرنسا نجحت منذ عام 2017 فى إحباط ما يقرب من 45 مخططا إرهابيا، ربما 2 منهم كانا فى الربع الأول من العام الجارى، وفى الجلسة ذاتها أشار هو ومسؤولون آخرون إلى معاناة فرنسا من الإرهاب والأعمال المُتطرفة على أكثر من تنظيم وجماعة إرهابية، حيث «داعش» وولاية خراسان، وما يندرج تحتهم من مجموعات مُتشددة، إلى جانب الذئاب المنفردة. بالإضافة إلى مخاوف من اللاجئين والمهاجرين حيث تواجدهم على الأراضى الفرنسية بأعداد كبيرة، بشكل يُثير قلق الحكومة الفرنسية.

ولا تزال الصورة الذهنية لهجوم باريس 2015 تُثير المزيد من المخاوف، فقد وقع هذا الحادث بالقرب من «استاد دو فرانس» والذى يُعد واحدًا من أكبر الملاعب الفرنسية، حيث كان الرئيس الفرنسى آنذاك، فرانسوا أولاند يحضر مباراة ودية بين منتخبى فرنسا وألمانيا. وقد راح ضحية هذا الحادث الذى وقع خلال حفل بمسرح باتاكلان، أكثر من 130 قتيلا و350 جريحا. 

وعلي الرغم من تضارب الأقاويل حول احتمالية وقوف الإرهاب ، سواء التقليدي أو الإلكتروني خلف «حادث القطارات»، فإن المسؤولية الأمنية في كل الأحوال بالفعل كبيرة على الحكومة والسلطات الفرنسية فى مواجهة هذه المخاوف والتحديات، والتى تتزايد فى ظل تواجد حدث رياضى عالمى على الأراضى الفرنسية، ولعل هذا ما يُفسر ما يصفه بعض المراسلين الصحفيين والإعلاميين بـ«العصبية الزائدة» التى يتعامل بها الأمن الفرنسى ومنعهم من تغطية «حادث القطارات»، وربما البداية أيضًا لهذه الفعاليات تأتى غير مُبشرة وتُنذر باحتمالية وقوع حوادث من شأنها التأثير على صورة باريس سواء على المستويين الداخلى والخارجى، خاصة أن أنظار العالم مُتوجهة لعاصمة النور لمتابعة فعاليات أولمبياد باريس 2024.


 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة