محمد إبراهيم الدويرى

الحرب على غزة والدور المصرى

الجمعة، 26 يوليو 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما زالت الحرب على غزة تدور فى فلك العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة والمتتالية على مختلف مناطق القطاع مع التركيز على مدينتى رفح وخان يونس وبعض المواقع المتفرقة فى شمال ووسط القطاع، فى حين لا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تتصدى فى حدود إمكانياتها لهذه العمليات، ودون وجود أى أفق على متى وكيف ستنتهى هذه الحرب.


لم تسفر الجهود المبذولة منذ شهر نوفمبر 2023 عن التوصل إلى الهدنة الثانية، رغم عقد العديد من الاجتماعات بين الأطراف المعنية، سواء فى القاهرة أو الدوحة ومن قبلها فى باريس، وذلك ارتباطا بالإطار العام المتفق عليه، الذى يحكم صفقة التهدئة من حيث شمولها ثلاث مراحل متتالية تؤدى فى مجملها إلى وقف إطلاق النار، وإنجاز صفقة تبادل أسرى، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية والانسحاب الإسرائيلى من غزة.


ورغم أن الرئيس الأمريكى حرص على أن يعطى دفعة جديدة للمفاوضات، من خلال إعلانه مقترحات محددة للحل فى بداية شهر يونيو الماضى، التى تعد فى جوهرها مقترحات إسرائيلية، فإن واشنطن لم تنجح فى فرض هذه المقترحات على الأطراف، بل إن الوضع قد ازداد تعقيدا بقيام نتنياهو بفرض شروط إضافية من جانبه أدت إلى إثارة العقبات أمام إمكانية التوصل إلى الهدنة فى المدى القريب.
وبالرغم مما أبدته حماس من بعض جوانب المرونة مؤخرا، من أجل تسريع وتيرة المفاوضات وبما سمح باستئناف التواصل بين الأطراف مؤخرا، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى لا يزال رافضا لأية صفقة تؤدى إلى انهيار الائتلاف الحاكم، الذى يمثل بالنسبة له الأولوية الأولى عن أية أولويات أخرى رغم الضغوط المتواصلة عليه من جانب المعارضة والرأى العام الإسرائيلى، وكذا أهم قيادات المؤسستين العسكرية والأمنية.


كما أنه من الواضح أن نتنياهو لا يرغب فى التوصل إلى الصفقة إلا عقب عوته من واشنطن، وإلقاء خطابه المنتظر أمام الكونجرس يوم 24 الجارى، الذى يهدف من خلاله إلى تكثيف الضغوط على واشنطن للحصول على مزيد من كل أوجه الدعم الأمريكى، خاصة المساعدات العسكرية والاقتصادية، وتجنب أى ضغط أمريكى على إسرائيل فيما يتعلق بحل الدولتين.


ورغم كل هذه العقبات، فإن مصر ما زالت تتحرك بقوة فى محاولة للتوصل إلى الهدنة المنشودة من منطلق مسؤولياتها وعلاقاتها المتميزة بكل الأطراف، لا سيما أن مصر هى أول من طرحت إطار المقترحات التى يجرى التفاوض بشأنها حاليا، ولم تدخر جهدا فى أن تكثف تواصلها مع الجميع من أجل وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، التى يتعامل معها العالم للأسف من موقع المراقب.


وفى نفس الوقت، حرصت مصر - رغم التزامها الكامل بمسار المفاوضات - على أن تؤكد رفضها لكل الإجراءات الإسرائيلية فى غزة التى من شأنها ليس فقط إعاقة الوصول إلى وقف إطلاق النار، بل تضفى أيضا مزيدا من التعقيد على مرحلة اليوم التالى لانتهاء الحرب، خاصة باحتلالها معبر رفح ومحور فيلادلفيا، ومن ثم تطالب مصر بضرورة انسحاب إسرائيل من هذه المواقع الحيوية من أجل إتاحة المجال أمام تسهيل إنجاز الصفقة من ناحية، وتسوية الوضع فى القطاع بعد الحرب من ناحية أخرى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة