نال معرض فى "صحبة محمود سعيد" إعجاب الكثيرين لذا تقرر فتح المعرض في أيام العطلات الرسمية والإجازات بمجمع الفنون، وقصر عائشة فهمى بالزمالك، ويضم المعرض ما يقرب من 14 فنانًا أجنبيًا أصحاب الفنان محمود سعيد، ومن المقرر أن يستمر المعرض لمدة 3 شهور، وفى خلال السطور التالية سوف نستعرض تفاصيل تظهر لأول مرة عن لوران مارسيل ساليناس
وقال على سعيد مدير مجمع الفنون، إن القطاع تعاون مع الدكتور حسام رشوان، خبير الفنون، في توثيق وإعداد معلومات كاملة عن كل فنان يعرض له أعمال في المعرض.
إحدى لوحات مارسيل ساليناس
ولد لوران ساليناس في الإسكندرية عام 1913 لأم فرنسية وأب إيطالي، سافر على نطاق واسع ودرس القانون في أكس-أون-بروفانس، على الرغم من دراسته للقانون إلا أن الفن كان شغفه الحقيقي، وكان محظوظًا لأن الإسكندرية في أوائل القرن العشرين كانت تضم عددًا كبيرًا من استوديوهات تعليم الفن للفنانين الأوروبيين، والأمر الذي ساعد على تنمية موهبته بشكلٍ ملحوظ.
أمضى ساليناس سنواته المبكرة بين فرنسا ومصر، ودرس في فرنسا على يد المصور الشهير أندريه لوت، عُرضت أعماله بشكلٍ متكرر في أتيليه الإسكندرية إلى جانب الرواد الأوائل محمود سعيد ومحمد ناجي.
بعد ثورة 1952، تغيّر الحال خاصةً بعد العدوان الثلاثي على مصر، حيث أصبحت الحياة صعبة بشكلٍ متزايد على الأجانب المقيمين في مصر، غادرت عائلة ساليناس مصر مثل غيرها من العائلات الأجنبية.
الذين عاصروا ساليناس يتذكرونه جيدًا باعتباره ناقدًا فذًا إلى جانب كونه فنانًا بارعًا، وقد كان دائماً على استعداد للتوقف طويلاً أمام الأعمال الفنية للمناقشة والتحليل، وقد تطلب ذلك منه الكثير من العمل الشاق والبحث الجاد.
في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، سافر ساليناس إلى باريس للبحث عن عمل، وحصل على وظيفة في ورشة للطباعة الحجرية، أصبح في فترة وجيزة خبيرًا في أعمال الحفر على الحجر ومن أشهر الطباعين في باريس وتهافت عليه أهم فناني العالم لطباعة أعمالهم.
في عام 1969، بدأ ساليناس في تنفيذ 29 عملاً من أعمال بيكاسو بطريقة الطباعة الحجرية بعنوان "صور خيالية". حازت النتيجة على إعجاب بيكاسو بشكلٍ كبير وأصر على وضع توقيع ساليناس بجانب توقيعه، ليصبح بذلك ساليناس الفنان الوحيد في العالم الذي وضع توقيعه بجانب توقيع بيكاسوا على نفس العمل.
تنوّع إنتاج ساليناس بين الموديل العاري والمناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة، وتطرق في أوقات مختلفة من حياته لأساليب فنية مختلفة، منها التكعيبية والوحشية إلا أنه في نهاية المطاف، استمر في استخدام شاعرية الضوء واللون والشكل. عُرضت أعماله في الإسكندرية ونيويورك وباريس وكوبنهاجن وغيرها من المدن. في عام 1995، أقيم له معرضًا استيعاديًّا ضخمًا بمدينة سانت لويس يضم مجمل أعماله، توفي ساليناس في عام 2010 تاركًا وراءه كنزًا من الأعمال الفريدة.