محمد كمال

هاريس وغزة

الأحد، 28 يوليو 2024 11:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

‏كامالا هاريس أصبحت المرشح البديل لجو بايدن فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الحزب الديمقراطى لم تكن أمامه خيارات كثيرة مقارنة بهاريس، فهى نائبة الرئيس كما أنها امرأة سوداء، أى تنتمى لأقليتين من القاعدة الشعبية والانتخابية للحزب الديمقراطى، وكان تجاهل هاريس سيُحدث شرخا فى هذه القاعدة.


ترشيح هاريس، وحد الحزب خلفها، ومنح طاقة إيجابية لقواعده الشعبية، وأصبحت فرصها فى الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة أفضل بالتأكيد من فرص المرشح المنسحب جو بايدن.


ولكن يبقى السؤال، هل السياسات التى سوف تتبناها هاريس ستختلف عن سياسات بايدن، وخاصة فى موضوع غزة.
‏لا أعتقد أننا سوف نشهد تحولا كبيرا فى السياسات، وستلتزم هاريس بالخط السياسى للحزب الذى يرى أن لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها، ولكن المؤشرات توضح أن هاريس أكثر إدراكا لأهمية موضوع غزة لقواعد الحزب الديمقراطى وخاصة الشباب منه، وكيف أن استطلاعات رأى أخيرة تظهر أن نحو 6 من كل 10 ديمقراطيين لا يوافقون على الطريقة التى يتعامل بها بايدن مع الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.


هاريس تستخدم لغة مختلفة فى الحديث عن معاناة الفلسطينيين، وبدت أكثر تعاطفا مع الجانب الإنسانى لأزمتهم، وظهر ذلك واضحا فى الخطاب الذى ألقته فى مدينة سالما بولاية ألاباما فى مارس الماضى فى الذكرى السنوية لأحداث العنف التى تعرض لها السود فى المدينة عام 1965، حيث بدأت الخطاب بالحديث عن غزة وذكرت «ما نراه كل يوم فى غزة مدمر، رأينا تقارير عن أسر تأكل أوراق الشجر أو علف الحيوانات، ونساء يلدن أطفالا يعانون من سوء التغذية، وأطفالا يموتون من سوء التغذية والجفاف، لقد قُتل عدد كبير من الفلسطينيين الأبرياء، إن قلوبنا تتألم على ضحايا تلك المأساة المروعة وعلى كل الأبرياء فى غزة الذين يعانون من كارثة إنسانية واضحة، الناس فى غزة يتضورون جوعا، والظروف غير إنسانية، وإنسانيتنا المشتركة تجبرنا على التحرك».


هاريس لم تحضر خطاب نتنياهو فى الكونجرس «كرئيسة لمجلس الشيوخ» ولكن اجتمعت معه الخميس الماضى، وبعدها أدلت بتصريحات قالت فيها «لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسى»، «لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح مخدرين تجاه المعاناة، ولن أصمت».


هاريس الآن أمام اختبار آخر يتعلق باختيار نائب للرئيس، ولديها عدد من المرشحين، منهم جوش شابيرو، حاكم ولاية بنسلفانيا ذات الأهمية الكبيرة فى الانتخابات الرئاسية باعتبارها ولاية متأرجحة.


اختيار شابيرو، الذى يؤيد إسرائيل بشدة وأعرب عن إدانته الصريحة للاحتجاجات الأخيرة فى الجامعات بشأن غزة، قد يساعدها فى الفوز ببنسلفانيا، ولكن قد يعيد الانقسام بالحزب، ويضرها فى ولاية متأرجحة أخرى مثل ميتشيجان حيث يتمركز العرب الأمريكيون.


باختصار، اختبارات متعددة سيكون على هاريس اجتيازها للفوز بالانتخابات.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة