اكتشف علماء الآثار أدلة على أن نساء العصور الوسطى قاتلن ومتن إلى جانب الرجال فى المعركة، وتم اكتشاف بقايا امرأة، تعود إلى ما بين القرنين الثانى عشر والخامس عشر الميلاديين، مدفونة إلى جانب 22 راهبًا محاربًا فى قلعة بنيت عام 1852 فى إسبانيا، والتى كانت تستخدم كحصن للدفاع عن الأمة من الغزاة.
ظهرت على جميع المحاربين الـ 23 جروح طعنات وإصابات حادة تتفق مع الوفاة العنيفة، حيث أصيبت المرأة بآفات في الجزء العلوي من جمجمتها وخديها وحوضها.
وقام الباحثون بدراسة البقايا بعد أن استخرجوا رفات من مقبرة قلعة زوريتا دي لوس كانيس التي تضم 25 هيكلًا عظميًا، لكن 23 منها فقط كانت بها جروح تشير إلى أنهم ماتوا في المعركة، وأثناء النظر إلى الإصابات، تعرف الباحثون على الاختلافات المميزة التي كشفت أن إحداها امرأة.
وقال كارمي ريشيتش، الباحث في جامعة URV: "إن شكل عظام الوجه والحوض هي الأمثلة الأكثر وضوحا، وقام الباحثون بتحليل نظائر الكربون 14 والنيتروجين 15 في عظام الرهبان لتحديد جنسهم وصحة كل فرد وسبب وفاتهم.
تحدد نظائر النيتروجين، تكشف ما إذا كان المصدر الرئيسي للبروتين للشخص هو الأسماك أو اللحوم بينما تقيس نظائر الكربون كمية الكربون 14 في بقايا الهيكل العظمي للشخص لحساب المدة التي مرت منذ وفاته.
اعتقد الفريق في البداية أن المحاربين جميعهم رجال حتى درسوا نسب العظام وأدركوا أن أحدهم كان امرأة.
وقال ريشيتش: "ربما ماتت بطريقة مشابهة جدًا لطريقة الفرسان الذكور، ومن المحتمل أنها كانت ترتدي نوعًا من الدروع"، وفقا لما ذكره موقع ديلى ميل البريطانى.
وأظهرت عظام كتفها وذراعيها علامات عضلية تتوافق مع سمات تدريب السيف التي شوهدت بين الرهبان المحاربين، ووجد الفريق أن النظام الغذائي للمرأة كان مختلفًا عن النظام الغذائي للذكور في المقبرة، و"لاحظ انخفاض مستوى استهلاك البروتين في حالة هذه المرأة، مما قد يشير إلى مكانة أقل في المجموعة الاجتماعية".
وأظهرت دراسة النظائر أن الأفراد الآخرين تناولوا وجبات منتظمة من الأسماك والدواجن، لكن المرأة استهلكت بروتينًا أقل من رفاقها، مما قد يدعم فكرة أنها كانت من طبقة اجتماعية أدنى.
جمجمة امرأة
قلعة زوريتا دي لوس كانيس