حالة من الخوف والترقب يعيشها بعض أولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة خلال هذه الأيام، وضغوطا يضعون أنفسهم فيها دون مبرر لذلك!
البحث عن "مجموع" مرتفع، والطريق نحو ما يطلقون عليه "كليات القمة" يعزز هذه الضغوط، ويخلق حالة من التوتر والخوف لدى البعض.
لا أدري لماذا كل هذا التخوف، والضغوط التي يمارسها أولياء الأمور على أبنائهم، تحت شعار الخوف على مستقبلهم، وضمان التحاقهم بـ"كليات القمة"، ولا يدرون أن خريطة كلية القمة تغيرت تماما، وأن ما يخططون له، قد لا يفيد أبنائهم بشكل كبير في مستقبلهم.
يعيش العالم حاليا في عالم تكنولوجي، يتحكم فيه الانترنت والتقنيات الحديثة بشكل كبير، ما يتطلب أشخاصًا يجيدون التعامل مع الذكاء الاصطناعي، والتقنيات التكنولوجية الحديثة، يكونوا جاهزين ومؤهلين لسوق العمل بشكل كبير.
لم يعد الأمر قاصرا على الكليات الطبية فقط، ولكن سوق العمل في حاجة ماسة لطلاب مجهزين بالتكنولوجيا الحديثة، لغة العصر، وأدوات العمل، في كثير من المواقع والميادين، ووسيلة للحصول على "الكسب" بطريقة سريعة وسهلة.
خلاصة الأمر، لا تمثلوا ضغوطا على أبنائكم، دعوهم يختارون ما يشاءون، فربما ما تفكرون فيه لا يشبع رغباتهم وميولهم الآن، فهناك تطور وتغيير مستمر، يتطلب تخصصات حديثة وجديدة، ربما هي فعلا "القمة" حاليا، فارفعوا أيديكم عن رغبات الأبناء، ودعوهم يدرسون ما يحبون ويفضلون، لا ما تريدون أنتم!
نريد أجيال متطورة، متسلحة بالعلم الحديث، تدرس ما تُحب، وتتعلم ما تُريد، سواء في مجال التكنولوجيا الحديثة أو الكليات التقليدية، لتبقى الرغبة هي الحكم الأول والأخير، و"المجموع" لا يمثل سوى أمورًا إدارية، لن تُعيق الطلاب عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، فقد يتقلد صاحب "المجموع" المنخفض موقعا حيويا لاحقا، فكم من شخصية عامة ورمز لم يحصل على "مجموع" مرتفع في الثانوية، وهو الآن في بؤرة الاهتمام، بإصراره وحبه لما اختار، فثقوا في أبنائكم، وقبل كل شيء ثقوا في الله واستأمنوه على مستقبل أبنائكم.