اكتشف علماء الآثار موقعا يطلق عليه اسم "مدينة الموتى" يضم أكثر من 300 مقبرة مومياء في مدينة أسوان القديمة بمصر ويحتوي الموقع الأثري القديم على 36 مقبرة تضم ما بين 30 إلى 40 مومياء، وهو ما أبرزه موقع ديلي ميل البريطاني.
يغطي موقع الدفن الضخم مساحة تبلغ حوالي 270 ألف قدم، حيث تعد المدينة التي تضمها منطقة تجارية ومحجرًا وعسكرية مهمة تأسست منذ أكثر من 4500 عام.
ويمتلئ عدد كبير من المقابر، التي يُعتقد أنها أعيد استخدامها لمدة 900 عام تقريبًا، بعائلات يعتقد علماء الآثار أنها ماتت بسبب أمراض معدية.
يضم الموقع ما يصل إلى 10 مصاطب من المقابر، مرتبة في طبقات بالقرب من ضريح الآغا خان الثالث الحديث وكان الرئيس السابق لجمعية عصبة الأمم، وقد تم وضع رفاته في الموقع منذ عام 1959.
وقالت باتريسيا بياسينتيني، عالمة الآثار في جامعة ميلانو وهي جزء من الفريق الذي توصل إلى هذا الاكتشاف المذهل، لصحيفة ديلي ميل أونلاين: "لقد كان هذا اكتشافًا مذهلاً حقًا، وفريدًا جدًا من نوعه في مصر".
وقال بياسنتيني إن أهل أسوان "غطوا التل بالمقابر ذات يوم. إنها نوعاً ما مدينة الموتى."
وكشفت أعمال التنقيب أيضًا عن حقيقة دفن النخب على قمة التل في هذه المدينة بمصر القديمة حيث عثر الخبراء على بقايا محنطة للقائد العام بأسوان وتم وضع رفات أفراد الطبقة الوسطى في مقابر أسفل مقابر النخبة.
يعود تاريخ موقع الدفن إلى ما بين القرن السادس قبل الميلاد والقرن التاسع الميلادي وتحتوي بعض المقابر على مدخل تابوت مع فناء مفتوح محاط بجدران من الطوب اللبن والبعض الآخر محفور ببساطة في الصخور الجبلية.
وقال أيمن عشماوي، رئيس قسم الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن الدراسات تشير إلى أن 30 إلى 40 % من المدفونين ماتوا في سن مبكرة جدًا "كحديثي الولادة أو المراهقين".
كما تم الكشف عن امرأة وطفل عمره عام واحد بين المومياوات، ويبدو أن جثتيهما ملتصقتان ببعضهما البعض داخل تابوت حجري وكانت بعض الرفات ملفوفة في مادة الكارتوناج، وهي مادة مصنوعة من الورق.
وقال بياسينتيني لصحيفة ديلي ميل أونلاين إن الدراسات التي أجريت على الرفات أظهرت أن "البعض كان يعاني من أمراض معدية، بينما كان البعض الآخر يعاني من اضطرابات في العظام"، وأضافت أنه يعتقد أن بعض الأطفال يعانون من فقر الدم وسوء التغذية.
