تخلد حديقة في الدائرة السادسة عشرة بباريس ذكرى عالمة المصريات الفرنسية كريستيان ديروش نوبلكور التي ولدت في عام 1913، وتوفيت في عام 2011، وحصلت في عام 2008 على الصليب الأكبر من وسام جوقة الشرف، وأعلى وسام استحقاق في فرنسا.
امتدت حياة كريستيان ديروش إلى مهام تنظيمية في متحف اللوفر، وعضوية المقاومة الفرنسية، ودور بارز في حملة اليونسكو الدولية لإنقاذ آثار النوبة، وقد شملت المهمة الأخيرة بين عامي 1960 و1980، "إنقاذ" عدد لا يحصى من الهياكل والمواقع الأثرية في مصر والسودان من الفيضانات الناجمة عن بناء السد العالي في أسوان، كما أعطى زخمًا لاتفاقية التراث العالمي لعام 1972 وهو ما ذكرته السيرة الذاتية للين أولسون ، بالاعتماد في الغالب على المصادر المنشورة، بما في ذلك مذكرات ديروش نوبلكورت.
عاشت مقطعا من حياتها بين المصريين والنوبيين الذين بدونهم لم تكن حياتها المهنية لتوجد باعتبارها امرأة في مجال علم المصريات الصغير الذي يهيمن عليه الذكور حيث امتلكت ديروش نوبلكور نفوذا استثنائيا، وحققت أشياء غير عادية (حتى عندما أعلنت أنها ليست مناصرة لحقوق المرأة).
ولدت في عائلة ميسورة ذات ميول يسارية، وقد منحها والدا ديروش نوبلكور الحرية في متابعة حياتها المهنية التي اختارتها بعد أن التحقت بمدرسة ليسيه موليير، رتب والدها لكريستيان مناقشة الإمكانيات التعليمية مع هنري فيرن، مدير المتاحف الوطنية في فرنسا ورئيس مدرسة اللوفر، حيث أخذت دروسًا في علم المصريات.
في عام 1934، ذهبت للعمل في قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر، وهو المنصب الذي ظل دون أجر لسنوات عديدة؛ أصبحت رئيسة القسم بالإنابة في عام 1940، وحصلت أخيرًا على راتب في عام 1942.
سافرت لأول مرة إلى مصر في عام 1937، حيث جلست مع الآغا خان وهيلاسيلاسي على طاولة القبطان على سفينة إس إس شامبليون (التي سميت بهذا الاسم نسبةً إلى أداة فك رموز حجر رشيد).
قامت بعمل ميداني في مصر حتى عام 1992، وفي بعض الأحيان، حاول زملاؤها وضعها في مكانها: كأول زميلة في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة.
خلال حملة إنقاذ آثار النوبة المصرية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، نجحت ديروش نوبلكور في تحقيق هدفها، وأصبحت فعالة في الجهود المبذولة لإنقاذ آثار النوبة، من بين أمور أخرى، معابد أبو سمبل وفيلة (لم تكن تشارك إلا بالكاد في الجهود المبذولة لإنقاذ النوبة).
وبعيدًا عن ديروش نوبلكور، خص أولسون بالذكر المدير العام لليونسكو رينيه ماهيو ووزيري الثقافة الفرنسي والمصري أندريه مالرو وثروت عكاشة وألقى الضوء أيضا على مشاركة جاكلين كينيدي أوناسيس الوثيقة في حملة إنقاذ آثار النوبة حيث توضح الوثائق الواردة من مكتبة كينيدي الرئاسية أن جهود جاكي لم تقنع زوجها فقط بالالتزام بتمويل المشروع، بل أقنعت أيضًا مسؤولي الحكومة الأمريكية بالاستمرار في هذا الجهد بعد وفاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة