فاينانشيال تايمز: فوز ستارمر يجعله أمام مسئولية ثقيلة نحو استعادة الثقة فى سياسات بريطانيا

السبت، 06 يوليو 2024 04:00 ص
فاينانشيال تايمز: فوز ستارمر يجعله أمام مسئولية ثقيلة نحو استعادة الثقة فى سياسات بريطانيا زعيم حزب العمال البريطانى المعارض السير كير ستارمر
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن فوز زعيم حزب العمال البريطاني المعارض السير كير ستارمر في الانتخابات البرلمانية التي أجرتها المملكة المتحدة، الخميس، وتعيينه رئيسًا جديدًا للوزراء، جعله أمام مسئولية ثقيلة تتمثل في استعادة الثقة في سياسات الدولة.

واعتبرت الصحيفة- في افتتاحية عددها الصادر، الجمعة- أنه يتعين على المحافظين، الذين أنهت انتخابات الأمس حكمهم للبلاد، أن يستخلصوا الدرس الصحيح من انهيارهم، وقالت إن معدل أصوات الناخبين لهم لم ينخفض لأنهم لم يكونوا يمينيين بالقدر الكافي، بل لأن الناخبين رأوا فيهم متعجرفين وغير أكفاء. وكما أظهر حزب العمال، فإن طريق العودة إلى السلطة لا يكمن في الانحراف أكثر نحو التطرف، بل في العودة إلى أرض الوسط.

وذكرت أن ستارمر جاء إلى منصبه بحصة تصويت أقل من أي حكومة بريطانية ما بعد الحرب. مع ذلك، هناك بعض الطمأنينة بأنه بعد كل الاضطرابات التي شهدتها سنوات حزب المحافظين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن الوسط في بريطانيا، على عكس الجانب الآخر من القناة- في إشارة إلى ما يحدث في فرنسا، صمد على نطاق واسع.. ورأت أن المقياس الحقيقي لنجاح حزب العمال يتمثل فيما إذا كان سيستمر في القيام بذلك بعد خمس سنوات من الآن.

وأضافت الصحيفة البريطانية، أن العمال يواجه أيضًا جمهورًا انتخابيًا أكثر تقلبًا وأقل تعصبًا لكنه أكثر مهارة في التصويت التكتيكي، في حين يمكن لحكومة ذات أغلبية تزيد على 170 صوتًا أن تكون واثقة من احتمالية توليها أكثر من فترة ولاية واحدة، وبينما يعكس صعود حزب الإصلاح في المملكة المتحدة بقيادة نايجل فاراج إلى حد كبير انقسام أصوات المحافظين، فإن الحزب القومي يحتل الآن المركز الثاني فيما يقرب من 100 مقعد.

وفاز حزب العمال بـ 412 مقعدًا، وهو ما يمثل أغلبية بفارق يبلغ حوالي 170 مقعدًا. وفي المقابل، حصل المحافظون على 121 مقعدا فقط، بانخفاض عن 365 مقعدا قبل خمس سنوات. وكانت ليز تروس، وبيني موردونت، وجاكوب ريس-موج، من بين مجموعة من كبار المحافظين الذين فقدوا مقاعدهم.

وبالتالي، أكدت الصحيفة أن مسئولية حزب العمال هي اغتنام فرصته والحكم بشكل حاسم من المركز، كما يجب أن يكون مستعدًا لاتخاذ خيارات صعبة من أجل المصلحة الوطنية، ويتعين عليه أن يُفعل بسرعة الأدوات التي تمنح الأولوية لدفع عجلة النمو، وفي المقام الأول إصلاح التخطيط. وينبغي له أيضًا أن يُسرع التشريعات لاستعادة النزاهة والثقة في المناصب مع مقاومة الرغبة في إلقاء كل عبء دفع تكاليف إحياء الخدمات العامة على عاتق الأثرياء وصانعي الثروة.

وقالت "فاينانشيال تايمز"- في ختام افتتاحيتها- إن مقاعد حزب العمال التي يزيد عددها على 400 مقعد تمنحه فرصة حاسمة لاكتساح سنوات من الحكم الفوضوي بما يخدم المصالح الذاتية، خاصة بعدما حدث خلال الولاية الأخيرة لحزب المحافظين تحت قيادة بوريس جونسون. ومن الممكن أن تبدأ فترة من الاستقرار الهادئ واحترام الأعراف وسيادة القانون، أو ما وصفه ستارمر بالحكومة "غير المثقلة بأعباء العقيدة"، في إطلاق العنان للاستثمار الذي يشكل أهمية بالغة لإنعاش النمو. إن القوة البرلمانية التي يتمتع بها الحزب تمنحه الآن المجال لتنفيذ برامجه دون الخضوع لجناحه اليساري المتشدد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة