رامى محيى الدين

أهل غزة.. الاحتلال ينزف وانتم الأعلون

الإثنين، 08 يوليو 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لعل المتابع للمجازر البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال يوميا بحق أهلنا في غزة قد يدفع البعض لأن يروا أن " طوفان الاقصي كان وبالا وخرابا علي فلسطين وأهل غزة"، تمام كما علق متابعا على أحد مقالاتى السابقة ولذلك آثرت أن أوضح كم الخسائر التي تعرض لها الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضى وحتى الان مقارنة بخسائر فلسطين والتي أراها على قدر العدد الهائل من الشهداء أن فلسطين هي الرابحة حتى الأن وأن الخاسر الأكبر هو الاحتلال سياسيا واقتصاديا وبكل القطاعات.


أما عن الجانب الفلسطيني فقد أحيت عملية طوفان الأقصى القضية بعد أن كانت مهملة على الرغم من ان ظلم الاحتلال لم يكن متوقفا وزحف المستوطنات كان مستمرا على الاراضى الفلسطينية وقطار الاعتقالات لم يكن متوقفا وعنف المستوطنين مستمرا وتزهق يوميا أرواح الشهداء صحيح بوتيرة أقل ولكنه كان موجودا وحاضرا على الساحة بشكل يومى ولكن بعيدا عن الاهتمام الدولى، ولكن طوفان الأقصى أعاد القضية مرة أخرى للواجهة ، وكشفت زيف الديموقراطية الغربية والمنادون بحقوق الانسان والحيوان، كما كشفت الوجه القبيح لقوات الاحتلال أمام العالم وكسبت تعاطف شعوب العالم حتى الدول التي تؤيد الاحتلال خرجت منها التظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال.

أيضا من مكاسب الجانب الفلسطيني إقرار الجمعية العامة للأُمَم المتحدة في يوم 10 مايو 2024 قرار انضمام فلسطين بصفتها دولة في الأمم المتحدة. وفي المقابل، اعترفت 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأُمم المتحدة بدولة فلسطين دولةً ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وذلك اعتبارًا من مايو 2024.


أما عن خسائر القطاع فيبقى الثمن الأغلى ارتقاء 38 الف شهيد كما أن أبنية القطاع المحاصر تضررت إما بشكل كلي أو جزئي، فيما بلع سكان غزة حافة الجوع بسبب شح دخول المساعدات الغذائية والطبية عبر معبر رفح، جراء الإجراءات الأمنية التي تفرضها إسرائيل.

على الجانب الاخر أكدت دولة الاحتلال زيف إدعائها بانها أكبر ديموقراطية في الشرق الاوسط تحافظ على حقوق الانسان والحيوان وأنها تسعى للعيش بسلام فى المنطقة، كما فقدت التعاطف الدولى الذى بدا مع بدء أحداث طوفان الأقصى وكشف زيف ما يدعى جيش الاحتلال ، انقسامات داخلية وتظاهرات يومية في وسط تل أبيب، وكذلك، تواجه إسرائيل في محكمة العدل الدولية اتهاماً بتنفيذ إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وإن لم يكن لقرارات تلك المحكمة أثر تنفيذي إلا أنها تحمل في طياتها إدانة معنوية وأخلاقية مهمة دولياً، كما فقدت آليات التجسس التي تصدرها قوات الاحتلال سمعتها بعد ان نفذت الفصائل طوفان الأقصى.
أما عن خسائر الاحتلال على الجانب الاقتصادى فحدث ولا حرج، يعاني فرع البناء من شلل شبه تام، إذ تقدر خسائره باليوم الواحد 150 مليون شيكل (40.5 مليون دولار)، وتوجد في إسرائيل 14 ألف ورشة بناء، 4 آلاف منها فقط تعمل بنشاط جزئي، ويعود ذلك إلى حظر إدخال 80 ألف عامل فلسطيني من الضفة للعمل بإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، على ما أفاد اتحاد المقاولين الإسرائيليين.

وزادت تداعيات الحرب المستمرة حدة الخسائر على الاقتصاد والموازنة العامة التي تعاني عجزا غير مسبوق عمقته تكلفة جنود الاحتياط والمساعدات المالية للإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات "غلاف غزة" والجنوب ومن الحدود الشمالية مع لبنان.

وعمدت الحكومة الإسرائيلية في عام 2024 عمدت إلى توسيع الإطار العام للموازنة لتبلغ قيمتها 584.1 مليار شيكل (157.8 مليار دولار) بإضافة 100 مليار شيكل (27 مليار دولار) لتغطية تكلفة الحرب التي بدأت في العام 2023، وارتفعت ميزانية الدفاع إلى 117 مليار شيكل (31.6 مليار دولار)، بزيادة 55 مليار شيكل (14.8 مليار دولار) عن الميزانية الأصلية، وخلال العام 2023 وبسبب الحرب على غزة نما الإنفاق العسكري الإسرائيلي بنسبة 24% ليصل إلى 102 مليار شيكل (27.5 مليار دولار)، بحسب تقرير الإنفاق العسكري العالمي الصادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام،وتشير التقديرات الصادرة عن بنك إسرائيل إلى أن الحرب على جبهتي غزة ولبنان ستكلف إسرائيل قرابة 300 مليار شيكل (81 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024.

أما عن الجانب الاجتماعى فقد تم إجلاء نحو 330 ألف إسرائيلي من منازلهم بالجنوب ومستوطنات "غلاف غزة" والبلدات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان، ولم يعد 135 ألفا منهم حتى الآن ويكلفون خزينة الحكومة 700 مليون شيكل شهريا (189 مليون دولار)، بحسب رصد المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وتم تقديم 498 ألف شكوى للمطالبة بتعويضات عن أضرار في الممتلكات إلى صندوق سلطة الضرائب الإسرائيلية، حيث دفعت تعويضات تقدر بـ11.8 مليار شيكل (3.2 مليارات دولار)، وتم تصنيف 70 ألف إسرائيلي على أنهم مصابون جراء ما تسمى "أعمال عدائية"، بينهم 11 ألفا تم إدخالهم للمستشفيات، وحولت لهم مخصصات أولية بقيمة مليار شيكل (270 مليون دولار)، بحسب بيانات مؤسسة التأمين الوطني.

كما استدعى الجيش الإسرائيلي أكثر من 300 ألف إسرائيلي للخدمة ضمن قوات الاحتياط، حيث كلف الاقتصاد الإسرائيلي شهريا خسائر بقيمة 5 مليارات شيكل (1.35 مليار دولار) نتيجة فقدان القوى العاملة، وبلغت قيمة الأضرار المباشرة للمصالح التجارية 6 مليارات شيكل (1.62 مليار دولار) شهريا، ناهيك عن تضرر قطاعات السياحة والزراعة والتكنولوجيا والتي تقدرت بالمليارات..

وبلغت خسائر قطاع الزراعة نحو ملياري شيكل (540 مليون دولار) شهريا، علما بأن 75% من السلة الغذائية في إسرائيل مصدرها الزراعة في مستوطنات "غلاف غزة" التي تضم أكثر من 1200 مزرعة، حيث يحتاج القطاع الزراعي نحو 10 آلاف عامل، بحسب ما أفاد المجلس الأعلى للزراعة، ناهيك عن الخسائر في قطاعات التكنولوجيا والسياحة.

في حين أن الاحتلال لم يحرز أي نجاح أو انتصار جراء الحرب فلا يزال 132 أسيراً إسرائيلياً محتجزين في غزة، وما زالت الفصائل الفلسطينية موجودة وتقاوم وتكبد الاحتلال يوميا خسائر في الالات والارواح، إن ما خسرته إسرائيل يفوق مرات عدة ما خسرته فلسطين من تلك الحرب.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة