نبذل غالبيتنا وليس جميعنا مجهودًا كبيرًا في الاستثمارات الإنسانية لتوطيد علاقاتنا مع من حولنا، فلعل كلما زاد المجهود المبذول في تلك العلاقات ازدادت معها صلابتها، فهي في النهاية علاقة طردية كلما زاد طرف توازن الطرف الآخر مع تلك الزيادة، فهي مجهودات تبذل ليس من أجل حصد مقابل لها ولكن علي الأقل لتقديرها فيما بعد وبالتأكيد ليس الإخلال بها.
طرحت سؤالاً خلال الأيام القليلة الماضية في لحظات سكوني، وهو "هل الاستثمار في العلاقات أأمن استثمار؟"، إجابات كثيرة جدًا تطايرت في خيالي فهذا الاستثمار كلما زاد نقص معه جزء آخر بداخل الإنسان، فكل شخص له قدرة معينة يستهلك منها مجهودات في شتى نواحي الحياة، إذا كان مجهود في علاقة صداقة أو علاقة عاطفية أو حتى عائلية، وانتقلت إلى سؤال آخر أوضح وهو "هل الاستثمار في العلاقات يستحق تفريغ طاقتك؟.
الحقيقة إن الإجابات الكثيرة التي دارت في ذهني مرتبطة بالفترة الزمنية، فكلنا برج الجوزاء، لنا لحظات نرغب في زيادة تضحياتنا وننفث فيها كل المجهود والطاقة الممكنة، ولحظات أخرى نكتفي بالمجهود المعتاد فقط، ولكن المؤكد أننا لا نستطيع كبح أنفسنا عن بذل كل المجهود الممكن لمن نحب حتى وإن كنا نقتطع ذلك المجهود من أشياء نرغب بها بشدة.
ثلاثة فقرات أعتقد أنها "دوشة" وتفكير زائد حول موضوع معقد لا يستطيع أحد التوازن فيه، فحتى أسوأ الشخصيات في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب لها أشخاص مفضلون يبذلون مجهودًا من أجلهم ويستثمرون في علاقاتهم معهم، فلذلك هي صفة فطرية داخل كل الأشخاص.
طوال ثلاثة عقود تعلمت فيها الكثير حول العلاقات الإنسانية، استثمرت مجهودات بالغة التعقيدات انظر إلى نفسي حاليًا وأتعجب منها، وتوصلت إلى أن هذا الاستثمار هو إلزامي وليس اختياريًا، ولو عاد بنا الزمن مئات المرات لبذلنا نفس المجهود في كل مرة حتي وإن كنا نعلم النهاية المؤسفة، فلذلك فإن المجهود المبذول والاستثمارات في العلاقات هو استثمار في أنفسنا للشعور بإنسانيتنا وعدم تخاذلنا عمن نحب في حاجتهم إلينا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة