صوت الإنجاز.. شعار المرحلة الحالية في مصر.. فهناك حالة من الحيوية والديناميكية تشهدها مصر الآن بعد التغيير الإيجابي الكبير والحراك الحيوي الصحي الذي شهده المجتمع المصري مؤخرا، بتشكيل جديد للحكومة والمحافظين، وبتكليفات جديدة من القيادة السياسية تصب جميعها فى صالح المواطن، ثم التشكيلات الجديدة للهيئات والمجالس الإعلامية استكمالًا لحالة التغيير الواعي وفق رؤية سياسية شاملة ومتطورة.
وقراءات مشاهد هذه التغييرات تبعث على التفاؤل وتعبر عن طبيعة ورؤية المرحلة الجديدة التي لن يعلو فيها صوت إلا صوت الإنجاز والعمل.
فالحكومة الجديدة تعتبر من أكثر الحكومات أهمية في الحكومات المتعاقبة الاخيرة، نظرا لإنها تأتي في مرحلة معقدة داخليا وخارجيا، لذلك جاءت فلسفة تشكيل الحكومة لتتناسب مع هذه المرحلة من خلال إحداث تغييرات واسعة ومعايير إختيار دقيقة كان في مقدمتها هو القدرة علي تحقيق الإنجازات في هذا الوقت الذي لم نعد نملك فيه رفاهية إهدار الوقت والجهد ، فالحكومة الجديدة بتشكيلها الحالي وما صاحبها من تغيير يعد الأوسع في تركيبته وعدده ونوعيته ، تنتظرها الكثير من التوقعات والمطالب، خاصة أنها تأتى فى وقت دقيق، على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، فالحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، عليها ايضا التزامات متعددة بأن تقدم نفسها بشكل مختلف عما سبق، وأن تكون قادرة على التعامل مع كل الملفات كحكومة واحدة وليس وزارات منفصلة خاصة فيما يتعلق بالملفات التى تتشابك مع أكثر من وزارة، وغالبا فإن كل ملف من الملفات المرتبطة بالمواطن يتشابك مع ملفات أخرى.
ومن المهم في أولويات الحكومة الجديدة الانحياز إلي جانب المواطن المصري وفق التوجيهات الحاسمة لفخامة السيد رئيس للجمهورية بدعم المواطن المصري بشكل كامل .
وهنا تبرز في المقدمة ملفات معقدة مثل ملفات الوضع الاقتصادي للمواطن المصري والأسعار ورفع مستوي الأوضاع المعيشية من فئات محدودي الدخل في مصر ، والعمل بشكل متوازي مع ضبط الأسعار وما يرتبط به من تفعيل مسارات التنمية الصناعية والغذائية والاقتصادية من أجل توفير بدائل لضبط الأسعار وتوفير السلع الغذائية.
فالحكومة الجديدة يقع عليها مسئوليات كبيرة علي المستوي الداخلي والخارجي علي حد سواء في وقت تموج فيه الأحداث من حولنا وتتصارع إقليميا ودوليا ، وهو ما يحمل الحكومة أعباء سرعة التحرك والإنجاز من أجل حماية المصالح الوطنية من جهة والحضور الدولي والمجتمعي بما يليق بإسم مصر خارجيا باعتبارها الدولة المركزية في المنطقة من جهة أخري.
والحكومة الجديدة عليها العمل وفق إستراتيجية موحدة متكاملة واضحة الهدف والرؤية ومتعددة الأدوات والآليات من أجل صنع الانجازات، حيث أن كل ملف من ملفات الحكومة المصرية الجديدة يرتبط ويتداخل مع ملفات أخرى في الاقتصاد والتعليم والثقافة والاعلام والسياحة والصناعة والصحة وغيرها ، وتتطلب هذه الأنشطة ترابطا وتنسيقا، وترويجا وتسويقا وربما يعد الدور الأبرز المطلوب من الحكومة الجديدة هو التفاعل السياسى وقدرتها على التواصل مع الجمهور، واأن تكون قادرة على مخاطبة المواطنين وشرح تفاصيل ادائها في التعامل مع الملفات المختلفة .
وهو ما يطرح مسئولية كبيرة علي الحكومة الجديدة وأدواتها وفي مقدمتها الهيئات الاعلامية بتشكيلاتها المتميزة الحديدة ، وهي تنفيذ رؤية إعلامية شاملة تدعم الاداء الحكومي وتكون قادرة علي تقديم الحكومة وإنجازاتها بالشكل الذي يخدم أهداف الدولة المصرية ويحافظ علي الأمن القومي المصري من خلال تنفيذ الإستراتيجية الاعلامية التي تقدم بحرفية ومهنية إنجازات المبادرات الرئاسية والمشروعات القومية وترد علي ما تقدمه بعض وسائل الإعلام المعادية بين الحين والآخر في التشكيك في المشروعات القومية والإنجازات التي شهدتها الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، ومحاولة تضليل المواطنين وضخ الأخبار الكاذبة حول جدوى تلك المشروعات.
فالإعلام عليه دور كبير حاليا في تقديم الانجازات القائمة والمساهمة في صنع الانجاز من جهة أخري من خلال إبراز المشروعات القومية الكبرى والمبادرات القومية التنموية إعلامياً، وشرح الفوائد الكبيرة لتلك المشروعات على الاقتصاد المصري، وكذلك شرح كل التحديات التي تواجه مصر بكل شفافية، بما يدفع المواطن للمشاركة في أعباء التنمية.
والتوعية الإعلامية، بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة احترامها والتمسك بالهوية المصرية الوطنية والقومية وإعلاء القيم الإنسانية واحترام الأديان وكفالة الحريات وقبول الرأي والرأي الآخر.
هذه الحكومة الجديدة التي يتطلع اليها المواطن المصري في تحقيق الطموحات والتقدم بالوطن والمحملة بمسئوليات وأعباء كبيرة تحتاج الي دعم المجتمع كله معها من أجل تنفيذ رؤيتها الوطنية الداعمة لصناعة الإنجازات وتطور المجتمع ، وهو ما يحتاج أن يتبني المجتمع كله فلسفة صناعة الإنجاز وإعلاء صوت الإنجاز باعتباره المعركة الحالية للوطن نحو التقدم والاستقرار ، آن الأوان أن يتحول المجتمع المصري بجميع عناصره الي تبني ثقافة صنع الانجازات بالتخطيط الهادف والإتقان في العمل في اطار من الشفافية والجودة والحوكمة الإنسانية قبل أي شيء تحت المعادلة الحاكمة للسلوك ابحضاري في التوازن بين الحقوق والواجبات فكل المجتمع الآن مطلوب منه أن يلتزم بما عليه من واجبات حتي يحصل علي ما له من حقوق .
مصر الآن تحتاج أن لا يرتفع فيها صوت الا صوت الإنجاز والعمل ودعم رؤية الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة من أجل صالح مصر الغالية وتقدمها وثثبيت مكانتها اللائقة بها وبتاريخها وعظمتها في العالم كله.