عصام محمد عبد القادر

الكهرباء والدواء وقضايا المواطن بمؤتمر المكاشفة.. هذا ما نريده دوما

الثلاثاء، 09 يوليو 2024 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعونا نعي أن ماهية إصدار الأحكام عبر تقييمٍ سريعٍ لا يقوم على معياريةٍ متفقٍ عليها، يُعد ضربًا من الجور ينبغي أن نبتعد عنه خاصةً في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، وفي المقابل نؤمن بأن التقييم لا يجب أن يأخذ فتراتٍ زمنيةً كبيرةً كي نرصد الأداء؛ فالإنجاز الذي نود أن نلمسه ونشعر به في مجالاتٍ عديدةٍ وملفاتٍ ليست بالقليلة تحتاج لتروٍ وصبرٍ وحلمٍ وترك مساحةٍ وتهيئة مناخٍ لتحدث بعدها المساءلة وفي خضمها تتم المحاسبية من قبل القنوات الشرعية بالدولة.

وما سمعناه من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ردًا على ما أثير بشأن وزير التربية والتعليم، وتأكيده أن اختيار الوزراء يتم وفق الكفاءة، كما كشف حقيقة الوضع بالنسبة للكهرباء، وبعض المطالبات الشعبية في ملفات الصحة والدواء، وأن تحريك أسعار الأدوية سيكون بحسابات دقيقة، وأن نقص بعض أنواع الأدوية سوفيتنتهي خلال الأسابيع القليلة القادمة، وأن سببها استيراد المواد الخام من الخارج..

كل ما أعلنه رئيس الوزراء يدل على مصارحةٍ ومكاشفةٍ غير مسبوقة، استجابةً للرأي العام الوطني الذي يمثل القلب النابض للدولة وبوصلته الموجه للأداء والممارسات التي ينبغي أن تحدث لتتحقق المطالبات وتلبى الاحتياجات في صورتها الصحيحة والناجزة، وهذا قطعًا يبشر بالخير والأمل في القادم بمشيئة الله، بل ويدعو للتفاؤل.


والحق أن الإعلام الوطني بتنوعاته يقوم بدوره الرائد المتفرد في عرض وجهات النظر والآراء طالما تصب في الصالح العام؛ فلا أحد يعلو عن نقدٍ أو توجيه تساؤلٍ أو تبريرٍ لواقعٍ متضمنٍ لقضايا مجتمعيةٍ ملحةٍ، وهذا ما يشكل ضغطًا وحافزًا لأن تعمل الحكومة ليل نهارٍ كي تنال الرضا المجتمعي والمؤسسي وتثبت أنها حكومة كفاءاتٍ، ومن ثم يقدم الشكر لمن يجتهد ويحاسب من يقصر في أداء مهامه الوظيفية؛ فلا أحد فوق القانون والمساءلة والمحاسبة في دولة وجمهورية جديدة أخذت مسار النهضة والإعمار.


وأرى أن ما أثير حول ما تحصل عليه وزير التعليم من شهاداتٍ، لا يشكل هذا الأمر العقبة التي تحول دون إعطائه الفرصة السانحة، التي تمكنه من أداءٍ منشوٍد ومرتقبٍ يحقق آمال وطموحات شعبنا العظيم؛ فملف التعليم قبل الجامعي من الملفات الشائكة التي تحتاج لعملٍ وجهدٍ كبيرين ومتواصلين كي يحدث التطوير الحقيقي على واقعٍ قطعًا مشاهدٌ وملاحظٌ ولا يستطيع أحدٌ أن يخفي ما يجري على ساحته المنفتحة.


ودعونا لا نختلف على أمرٍ جليٍ ألا وهو مناط الخبرة؛ فهي تعد من الأمور التي نعول عليها فيما نتوقعه؛ فالدول المتقدمة تختار الكفاءات في ملفاتها وحقائبها الوزارية ولمن يمتلك الخبرة والكفاءة العملية في الميدان؛ فهذا معيار لا بد منه وينبغي ألا نتجاهله، ومن ثم لا نضع معيار الجانب الأكاديمي حجر عثرةٍ أمام من وقع عليهم الاختيار، ولنترك للرؤية التي قام عليها الاختيار الفرصة التامة ونهيئ لها المناخ الإيجابي الداعم والمحفز للعمل، ولا نتصيد الزلات والعثرات؛ فهذا قطعًا غير منصفٍ على الإطلاق.


إن رسالة الطمأنة التي بعث بها رئيس الوزراء التي تدور حول سرعة التقييم للسادة الوزراء تؤكد عزم الدولة وقيادتها السياسية على استكمال مسيرة التنمية والنهضة؛ فليس هناك رفاهيةٌ للانتظار، ومن ثم سيصبح التقييم سريعًا والأحكام عادلةً وناجزةً في ذات الوقت، وهذا يعني أيضًا أن الرقابة والمتابعة من الدولة على قدمٍ وساقٍ في شتى الميادين وداخل مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة؛ بهدف كشف أوجه القصور والعمل على معالجتها وبتر سبل الفساد والإفساد لتتحقق غايات الوطن ويشعر المواطن بالتغيرات في شتى مناحي الحياة ومجالاتها.


ما أرادته الدولة في اختيارات من يتولى الحقائب الوزارية يستهدف فتح ساحة الابتكار من عقولٍ تحمل رؤيةً طموحةً نأمل أن نرى ونشاهد ونرصد ونعيش أثره الطيب ونتاجه المتميز وخاصةً في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة؛ فالتكن الريادة والتنافسية المؤسسية هي شعار المرحلة وتميز المنتج وجودته ومخرجته الطموح القادم في عمل كافة وزارات الدولة، وجهود السادة الوزراء على قدر المسئولية التي تم تكليفهم إياها من القيادة السياسية ورئيس مجلس الوزراء.


إن مؤتمر المكاشفة من قبل دولة رئيس الوزراء كان له الأثر الطيب في نفوس المصريين قاطبة؛ فقد أكد على ثوابتٍ تغافل عنها البعض في لحظاتٍ فارقةٍ تمر بها الدولة والمنطقة بأسرها؛ فالشفافية سر التماسك ووحدة الصف ولا نزاعًا أو جدالًا حولها، كما أن مخاطبة جموع الشعب في الاصطفاف خلف الدولة ومؤسساتها أمرًا لا مراء حوله، وما صدر من ردود فعلٍ واستجاباتٍ متباينةٍ حول شخصيات الوزراء يدل من وجهة نظرٍ على إيجابية هذا الشعب العظيم، وأنه لن يقبل إلا نتاجًا ذو جودةٍ عالية ومخرجًا لا شائبة فيه.


دعونا بصدقٍ نوحد الجهود وندفع بالعزيمة للأمام ونتجاهل سموم الشائعات التي تثار هنا وهناك والتي تستهدف النيل من الوطن وتشتيت الرؤى والفكر وتشويهه في آنٍ واحدٍ؛ فصلاح وإصلاح المؤسسات والعمل على تنمية مساعيها أمر يتطلب التضافر الشعبي والمؤسسي بما يحقق الشراكة الفاعلة في وطننا الحبيب.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة