300 يوم من العدوان.. غزة تكتب تاريخًا.. تغير حاضرًا.. ترسم طريقا للمستقبل رغم الدماء.. 3450 مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال.. 50 ألف شهيد ومفقود.. 16251 شهيدًا من الأطفال.. 11 ألف شهيدة من النساء

الخميس، 01 أغسطس 2024 07:30 ص
300 يوم من العدوان.. غزة تكتب تاريخًا.. تغير حاضرًا.. ترسم طريقا للمستقبل رغم الدماء.. 3450 مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال.. 50 ألف شهيد ومفقود.. 16251 شهيدًا من الأطفال.. 11 ألف شهيدة من النساء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة
كتب محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غرقت إسرائيل فى محاولات تزييف الماضى، فجاءت صفعة الحاضر مدوية.. فى صباح السابع من أكتوبر الماضى كانت تل أبيب تودع بمرارة ذكرى هزيمة يوم الغفران.. جاهدت قبل أسابيع من تلك الذكرى ومن خلال إعلام متعدد الجنسيات للإيهام بأن المصريين حققوا انتصارا منقوصا فى حرب أكتوبر.. فكان الدرس واضحا فى اليوم التالى: هزيمة جديدة حصيلتها أسرى وقتلى واختراق واسع لدوائر الأمن والاستخبارات فى تل أبيب.


استيقظ الإسرائيليون صباح 7 أكتوبر 2023 على مرارة جديدة أدرك معها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ـ صاحب الرقم القياسى فى قتل الأبرياء ـ أن بضاعة الوهم راكدة ولو كان لها أسواق عدة وزبائن فى عواصم ما وراء البحار، وأيقن أن الانشغال بتزييف التاريخ لن يكفل ملاذا آمنا فى المستقبل، مهما كانت القباب الحديدية حاضرة، والمساعدات الأمريكية وافرة.

كانت صفعة الحاضر مدوية، فحركت فى دولة الاحتلال أحقر غرائزها، لتبدأ وعلى مدار 300 يوم وليلة حربا لا أخلاق فيها وإبادة جماعية لا تعرف قوانين إنسانية، أحالت آلة القتل الإسرائيلية الفلسطينيين إلى مهاجرين بلا أنصار.. فلا مناطق آمنة تنفع ولا مقار أممية تشفع، ولا قوة ردع دولية تقى الأطفال والنساء من القصف الوحشى الذى لا ينقطع، إلا أن الضحية كانت ـ كما اعتدناها ـ أقوى من جلادها، لتغير تلك الحرب الممتدة موازين كانت بقوائم الاستقرار، وتعيد تقديم القضية الفلسطينية على سلم أولويات المجتمع الدولى، وتعيد صياغة ثوابت تلك القضية وحل الدولتين كخيار إقليمى ودولى لا بديل عنه لاستقرار الشرق الأوسط.


أول ما غيرته حرب غزة كان خلق رأى عام عالمى مناهض لمخططات الاحتلال بفرض سيناريو التهجير القسرى على الفلسطينيين، وهو جهد مخلص قادته الدولة المصرية عبر دوائرها الدبلوماسية والإعلامية، حيث ساهمت القاهرة من خلال مؤتمرات ومباحثات لم تنقطع وزيارات لم تنته فى التوعية بحقيقة مؤامرات الاحتلال ومحاولات إسرائيل لتغيير الواقع الديمغرافى لقطاع غزة بسياسة الأمر الواقع، بهدف نسف القضية الفلسطينية من جذورها.


ومن بين ما حركته أزمة غزة من مياه راكدة، تأتى إعادة طرح ملف الوحدة الفلسطينية على صدارة المشهد، لتتوالى الأصوات المؤكدة على ضرورة استكمال العملية السياسية والعودة لإدارة موحدة تحت راية حكومة منتخبة تمثل الضفة الغربية وقطاع غزة معا، وتعبر عن كامل الشعب الفلسطينى فى أى عملية تفاوضية وأى استئناف لمباحثات السلام.


وفى تأمل لخريطة العالم بعد 300 يوم من عدوان غزة، لا يمكن إغفال ما حققته الدبلوماسية العربية بقيادة مصر والأردن وقطر طوال تلك الفترة من خلق رأى عام غربى داعم لحل الدولتين وقناعة دولية بأن هذا هو الطريق الأوحد للاستقرار فى الشرق الأوسط، وهى القناعة التى جاءت نتاجا لجهود القاهرة عبر مؤتمر السلام، وسلسلة لقاءات ومباحثات لم تنقطع انخرطت فيها القيادة السياسية والمسؤولون المصريون منذ بداية الأزمة وحتى كتابة هذه السطور، مهدت بدورها الطريق لاعترافات متتالية بدولة فلسطين من قبل دول أوروبية ولاتينية عدة.


وأخيرا وليس آخرا.. كان للدماء الزكية التى سالت على تراب القطاع ثمن باهظ دفعه الرئيس الأمريكى جو بايدن فى ميادين المعركة الانتخابية، بتدنى شبه كامل لشعبيته فى أوساط الناخبين ذوى الأصول العربية والأفريقية، وسخط شبه كامل لدى المواطن الأمريكى الذى يرى على مدار الساعة انحيازا فجا لتل أبيب، ومعايير مزدوجة فى الإعلام والدوائر الأمريكية الرسمية وشبه الرسمية.. فأمام غياب قوة الضغط الحقيقية من الولايات المتحدة ومؤسساتها على بنيامين نتنياهو، كان الكارت الأصفر واضحا للحزب الديمقراطى، لينتهى الحزب، بعد ضغوط لإقناع بايدن بالانسحاب من الانتخابات المقررة فى نوفمبر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والدفع بنائبة الرئيس كامالا هاريس أمام المرشح الأوفر حظا، الرئيس السابق دونالد ترامب، أملا فى الحفاظ على حظوظ الديمقراطيين ليس للفوز، بل لتقديم منافسة لائقة.

 

 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة