أحمد التايب

الرد الإيرانى.. بين السيناريوهات المفتوحة والحسابات المعقدة

الخميس، 01 أغسطس 2024 08:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاشك أن الوضع فى الشرق الأوسط قابل للانفجار فى ظل تفاقم الأوضاع وعدم الاستقرار، جراء ممارسات الكيان المحتل فى الإصرار على اتساع دائرةالصراع وعلى كل الجبهات، لذلك تقود متغيرات السياق الراهن إلى أن تجعل مسارات التصعيد التي ستؤثر بدورها على سيناريوهات مفتوحة بشأن نشوب حرب إقليمية، وكذلك ستؤثر بشكل خاص على سيناريوهات اليوم التالي للحرب على غزة، والتى باتت مفتوحة على كل الاحتمالات.

وأعتقد أن كل السيناريوهات الآن مرهونة بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، وفؤاد شكر، لكن هناك سؤال كبير الآن.. هل سيأتى وفقا لقواعد الاشتباك والتفاهمات السرية كما كان متبعا من قبل بين إيران وإسرائيل، وبين طهران واشنطن، مثلما حدث فى عملية اغتيال سليمان القاسمى قائد فيلق القدس فى بغداد،  وفى قصف القنصلية الإيرانية فى دمشق، أم أنه سيخرج هذه المرة عن قواعد الاشتباك باعتبار أن إيران باتت فى موقف محرج أمام وكلائها، وأن ما حدث فى الضاحية الجنوبية ببيروت واغتيال فؤاد شكر ، ثم بعدها بساعات قليلة يتم اغتيال إسماعيل هنية فى قلب طهران ويوم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، يجعل إيران فى موضع إهانة أكبر ويزيد من مخاوفها على مشروعها الاستراتيجي فى الإقليم.

وأيا كان الرد الإيرانى، أعتقد أن موقف إسرائيل فى ظل دعم الولايات المتحدة لن يتغير كثيرا، خاصة بشأن مسار المفاوضات الذى بات الآن مرتبط بفرض الأمر الواقع فيما يتعلق بالشروط الاسرائيلية للقبول باتفاق تهدئة مؤقتة وليس شاملة، بحيث يكون البديل استمرار الوضع الراهن من ناحية حالة اللاسلم واللاحرب واستمرار السيناريو الاستنزافي للحركة داخل غزة، مع تحييد جبهات المواجهة الإقليمية أو خفض تأثيرها إلى الحد المقبول وفق قواعد الاشتباك المحددة.

والموقف الإسرائيلي يعززه ويجعله أكثر صمودا هو التدخل الأمريكي لمنع جبهات المواجهة الإقليمية من الإقدام على سيناريو تصعيدي يقود إلى حرب إقليمية واسعة، وهو ما تفعله الولايات المتحدة بتحريك بوارجها وسفنها العسكرية نحو المنطقة وإرسال رسائل للكل أنها تحمى إسرائبل وتدعم تل أبيب ولن تتركها وحيدة حالة تعرضها لأى خطر.

أما حسابات نتنياهو - ظنى - أنها ترتكز على استكمال المسار العسكري، واعتماد منهج المرواغة في التفاوض لكسب الوقت والهروب للأمام من أزماته الداخلية، ورهانه على استمرار الحرب في أن تضمن له فرص البقاء في المشهد السياسي، وتعزيز حظوظه الانتخابية لدى تيار اليمين المتطرف ليضمن إعادة انتخابه من جديد في أية انتخابات قادمة، وعدم تعرضه للمسائلة، فضلا عن تحقيق أهدافه التى تأتى فى إطار استراتيجية وحلم إسرائبل الكبرى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة