يوجد تغيير جوهري في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي الجديدة -الحاصلة على ثقة مجلس النواب- ويبدو أنها سياسة مُكلف بها الجميع من وزراء ومحافظين وكل مسئول في الحكومة، تتمثل في عدم الاكتفاء بمتابعة سير العمل من المكاتب المكيفة والنزول للشوارع والميادين وتنظيم زيارات مفاجئة والتجول بين المواطنين والاستماع إلى أصواتهم والإنصات لمقترحاتهم وآرائهم وتصوراتهم وشكواهم والعمل بقدر الإمكان وبسرعة على حلها.
رأينا في الأسابيع الأخيرة زيارات ميدانية وجولات تفقدية لرئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، وأيضا للوزراء ومحافظين بأغلب محافظات الجمهورية، وهو توجه حميد وسياسة جديدة وآلية عمل هامة تجسد فلسفة الحكومة الجديدة في التعاطي مع تحديات الدولة المصرية على أرض الواقع.
وبعيدا عن دائرة معضلة هل زيارات المسئولين مخططة مسبقا أم لا وهل هي حقا زيارات مفاجئة؟.. يوجد إيجابيات كثيرة من تواجد أي مسئول بين صفوف الجماهير أو المواطنين في الشوارع والميادين وطوابير المصالح الحكومية، وتتزايد الإيجابيات والمزايا والمكاسب عندما يتحدث المسئول مع المواطن، ويستشعر المواطن أن المسئول- بجلالة قدره- يسلم عليه يدا بيد- وينصت له ويتحدث معه في كل ما يشغل باله، ويشرح له حجم التحديات التي تواجه الدولة، ويبرر له قرارات الحكومة وفي كثير من الأحيان يحدث حوار بين المسئول والمواطن ينتهي باستجابة المسئول لرغبة المواطن لإنهاء أزمة أو حل مشكلة أو إصدار قرار يسعد المواطن ومن معه.
دعونا نتحدث أكثر صراحة وبكلمات أكبر وضوحا ونتناقش بصدق خالص لمصر.. جميع زيارات المسئولين الميدانية ليست كلها خالصة لـ"الوطن أو المواطن" ولكنها تتعلق بـ"حاجة في نفس المسئول -علي غرار حاجة في نفس يعقوب- كتحقيق نجومية زائفة على مواقع السوشيال ميديا أو جذب مزيد من "اللايك والشير" أو أي أمر آخر فكما قلت من الممكن أن الزيارة تحقق هدفا أو حاجة في نفس المسئول، لكن من المؤكد أن النسب الأكبر في أغلب زيارات المسئولين الميدانية والجولات التفقدية تحقق أهدافا هامة، لعل من بينها تحريك المياه الراكدة في المصالح الحكومية وتحقق رقابة سريعة علي أي موظف يتكاسل في العمل ويهمل مسئولياته ويبرع في تمرير وقت العمل دون إنتاج، كما أنها تخرج الموظف الروتيني من دائرة اطمئنانه للحالة القائمة، ويتأكد أنه من الممكن في أي لحظة أن يجد نفسه أمامه أكبر رأس في وزارته داخل مكتبه برفقة مواطن جاء من بعيد، لينهي أوراقا تهمه أو مصلحة تخصه، لكن بيروقراطية الموظف تفق حائلا بين المواطن ومصلحته..أخيرا لعل هذه الزيارات المفاجئة مع تغيير سياسات أخرى تضرب بيروقراطية الجهاز الإداري في مقتل لتنتهي تماما ونجد أنفسنا أمام موظفين بدرجة وزراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة