شريف عارف

مائة عام من التحريض!

الخميس، 01 أغسطس 2024 04:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أخطر ما يمكن أن يواجهه أي مجتمع هو التطرف. التطرف في الأفكار يهدم المجتمعات من الداخل، ويهدد السلام المجتمعي، ويفقد المجتمعات الترابط والتماسك.

على مدى المائة عام الماضية، عانى العالم من أفكار متطرفة، ظهرت قبل الحرب العالمية الأولى، وغالبا ما يتكرر هذا السيناريو في بدايات كل قرن.
كان طبيعيا أن نتأثر بما يشهده العالم، وظهر في مصر تيار جديد يقوم على فكرة الهدم لإعادة البناء.


تزعم هذا التيار مجموعة من شباب مصر، الذين كانوا يتلقون تعليمهم في الخارج، وقد تأثروا بهذا التيار الذي يجتاح العالم.
وعند عودتهم إلى وطنهم تزعم هذا التيار الشاب إبراهيم الورداني، وحاول هذا التيار اختراق الأزهر الشريف والطرق الصوفية، لكنه فشل في النهاية في نقل أفكاره إلى المجتمع. وكانت النتيجة هي التحول إلى العنف والقتل وكانت عملية اغتيال رئيس الوزراء بطرس باشا غالي عام 1910.
لكن التطرف اتخذ منحى آخر في الربع الثاني من القرن العشرين، وتحديدا في عام 1928 عندما تاسست جماعة الإخوان الإرهابية، لتقوم في فكرها المتطرف على مبدأ "التحريض"، وهو - في رأيي- أخطر ما عانت منه مصر خلال القرن العشرين.


قبل أيام شاركت في ورشة عمل مهمة، نظمها مجلس الشباب المصري برئاسة محمد ممدوح عضو المجلس القومي لحقوق الانسان، وأدارتها ريهام الشافعي مدير البرنامج الوطني لمكافحة التطرف والاستقطاب الفكري بالمجلس، وشغل فيها نخبة من رجال التنوير يتقدمهم مفتي الجمهوريه الدكتور محمد شوقي علام.
المناقشات جميعها كانت ثرية لأبعد الحدود، وربما أرى أن هذا البرنامج لا يجب أن يتوقف عند ورش عمل، بل يجب أن يكون محورا مجتمعيا لمناقشة قضية التطرف.


دارت محاور ورشة العمل حول استغلال المنصات والنيوميديا في نشر أفكار التطرف والاستقطاب.
وهذه واحدة من أخطر القضايا، في هذه المنصات تخترق العقول دون سابق إنذار وتروج لأفكارها الهدامة دون رقابة أو وازع اخلاقي.
ومن هنا فإنني اتفق مع ما طرحه هذا البرنامج من ضرورة تأسيس قاعدة قوية من الكوادر الشبابية المؤهلة فكريا وثقافيا، لتكون قادرة على استشراف واستكشاف الافكار المتطرفة وتحليلها ومواجهتها، ووضع استراتيجية للوقاية منها، ومواجهة الاستقطاب الفكري الذي تقوم به الجماعات المتطرفة مستغلة كل الوسائل الحديثة، على أن يكون ذلك من مبدأ مواجهة الفكر بالفكر.


وحدد البرنامج مجموعة من المحاور الرئيسية منها استشراف واستكشاف الافكار المتطرفة وتحليل هذه الأفكار بهدف تطوير مهارات التحليل لدى الشباب ومواجهة الأفكار المتطرفة من خلال منح وتزويد الكوادر الشبابية بالأدوات اللازمة، ووضع استراتيجية للوقاية من التطرف، تهدف إلى تمكين الكوادر الشبابية من المساهمة في وضع استراتيجيات فعالة للوقاية من التطرف ومواجهة الاستقطاب الفكري عن طريق تمكين الكوادر الشبابية من مواجهة محاولات الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب.


أهم ما في هذا البرنامج الطموح هو الفئة المستهدفة من الشباب والنشء، وهي من أعمار من 15 إلى 45 عاما..
مصر لن تتقدم إلا بأفكار وأدوات جديدة قادرة على مواجهه التحديات..

sherifaref2020@gmail.com


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة