أصبحت حفلات العلمين صيف 2024 ظاهرة فنية لافتة للأنظار، حيث تمكنت من جمع جيلين مختلفين فى تذوقهم الموسيقى والثقافى حتى التربوي، الاختلاف الذى يظهر بشكل واضح للغاية، وهما جيل التسعينيات وجيل الألفية الجديدة عصر السرعة، أو بمعنى أدق جيل "الأندر إيدج" هذه الحفلات، التى أقيمت على ساحل البحر المتوسط، لم تكن مجرد مناسبات ترفيهية، بل جسدت جسرًا ثقافيًا يربط بين الماضى والحاضر، ويخلق مساحة مشتركة يمكن للجميع الاستمتاع بها، خاصة حفل كاسيت 90 ، وآخرها حفل النجم عمرو دياب، الذى برزت نجوميته منذ بدايته فى سنة 90 وحتى الآن لم تنضب ولم تبهت.
ما يميز حفلات العلمين هذا العام هو تنوع الفنانين المشاركين فيه، الذين يمثلون طيفًا واسعًا واختلافا من الأذواق الموسيقية، فقد شهدت تلك الحفلات مشاركة نجوم التسعينيات مثل عمرو دياب ومحمد فؤاد وإيهاب توفيق بجانب خالد عجاج الذى كان مبتعداً لفترة طويلة عن الساحة، اللذين يشكلان جزءًا كبيرًا من ذاكرة جيل التسعينيات، وأغانيهم التى تربى عليها جيل التسعينيات وجيل الثمانينيات فى فترة مراهقتهم مثل "تملى معاك" و"الحب الحقيقي" أعادت إلى الأذهان ذكريات الماضى وأيقظت الحنين لدى هذا الجيل وتذكر أيام الطفولة والشباب.
فى المقابل، كان لجيل الألفية نصيب كبير من هذه الاحتفالات، بالرغم من لون الغناء الجديد الذين يسمعونه من نجوم الراب والتراب، الذين يعبرون عن روح العصر الحديث وتطلعات الشباب، أغانيهم المعاصرة التى تتناول قضايا هذا الجيل المختلف وتفاصيل حياتهم اليومية جذبت هذا الجيل بشكل كبير، لكنهم أثبتوا أنهم جيل يحب الاطلاع على كل الثقافات بل ويتفاعل معها، مما جعلهم يندمجون فى الحفلات بنفس الحماس الذى يشعر به جيل التسعينات.
ما يثير الإعجاب فى حفلات العلمين هو كيفية نجاحها فى تحقيق هذا الانسجام بين الجيلين بالرغم من السنوات الفارقة بينهما، فقد تمكنت هذه الحفلات من خلق مناخ من التفاعل والتواصل بين الأجيال، حيث تجد الشاب الذى ينتمى لجيل الألفية يرقص على أنغام أغانى التسعينيات التى ترعرع عليها والديه، بينما يستمتع ولا يمانع جيل التسعينيات بالتفاعل مع إيقاعات جديدة لموسيقى الراب والتراب ومشاركة الجيل الجديد فيها أيضاً.
بهذا الشكل، أصبحت حفلات العلمين 2024 ليست مجرد مناسبات موسيقية، بل وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين الأجيال، هذه الحفلات تثبت أن الموسيقى قادرة على تجاوز الفوارق الزمنية وخلق تجارب مشتركة، تجعل من الاختلاف فى الأذواق نقطة قوة تجمع بين الماضى والحاضر فى إطار واحد، وننتظر من خلالها المزيد.