الاحتلال يدمر التنوع البيولوجى.. 200 نوع أسماك و150من الطيور وثديات مهددة بالاختفاء من غزة.. الكائنات البحرية في البحر المتوسط مهددة نتيجة العدوان.. وتحول خطير بسلوك الحيوانات ولجوئها لأكل الجثث بسبب الجوع

الإثنين، 12 أغسطس 2024 11:00 م
الاحتلال يدمر التنوع البيولوجى.. 200 نوع أسماك و150من الطيور وثديات مهددة بالاختفاء من غزة.. الكائنات البحرية في البحر المتوسط مهددة نتيجة العدوان.. وتحول خطير بسلوك الحيوانات ولجوئها لأكل الجثث بسبب الجوع أثار الحرب على غزة
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحيوانات في غزة تعاني من انخفاض قدرتها على التكاثر

الرماد والرذاذ خلال عمليات الحرق والقصف يسقط في البحر وينتج عنه التخثث ويقضى على الكائنات البحرية

الاحتلال قتل كل الكائنات البحرية بعمق كيلو متر على شواطئ غزة

الاحتلال تسبب في إزعاج الزواحف من ثباتها الشتوى وخروجها مما أدى لقتلها

محمية وادي غزة تتحول لمقابر جماعية وتدمير أحد أهم مسارات هجرة الطيور العالمية

خبراء بيئة: بعض الحيوانات والنباتات النادرة مهددة بالانقراض

 

أصبح 150 لـ 200 نوع من الطيور المتوطنة والمهاجرة خاصة في منطقة وادى غزة التي تستقبل الطيور المهاجرة، بجانب 20 نوعا من الثديات و25 نوعا من الزواحف، مهددة بالانقراض بشكل كامل من غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، يحدث هذا في وقت يسعى فيه العالم للحفاظ على التنوع البيولوجي، فلم يكن القائمين على مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي الذي انعقد 15 نسخ منه للتوصل إلى اتفاقية تاريخية تعالج شبح الانقراض الجماعي للنباتات والحيوانات، على علم بحجم الدمار الذي سيحدثه العدوان الإسرائيلي والمتسبب حتى الآن في قتل الكثير من أنواع الحيوانات والنباتات والطيور في أبشع عملية إبادة جماعية في العصر الحديث.

جرس الإنذار بشأن خطورة العدوان على التنوع البيولوجي، بدأ في نهاية يناير الماضي، وبالتحديد 30 يناير، عندما أكدت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لا يشكل كارثة إنسانية فحسب، بل يدمر جميع مكونات التنوع البيولوجي الحيوي من نبات وكائنات حية دقيقة، لافتا إلى أن مكونات الحياة البرية، من تنوع نباتي وحيواني على اليابسة وفي عرض بحر القطاع، تعرضت لأقوى أشكال التدمير على مر العصور، نتيجة استخدام أنواع من المتفجرات والأسلحة، ما أدى إلى تدمير موائل الحيوانات البرية وقتلها وحرق كل أشكال الحياة النباتية، بما في ذلك الأشجار والشجيرات والأعشاب التي منها ما هو متوطن في ظروف البيئة الساحلية وشبه الساحلية، وهذا الأمر الذي أدى ويؤدي إلى خسارة أنواع بعينها وحتى اختفائها بشكل دائم، الأمر الذي يُعرف بالانقراض.

أنواع الحيوانات المهددة بالاختفاء في غزة
أنواع الحيوانات المهددة بالاختفاء في غزة

وأضافت سلطة جودة البيئة أن العدوان، من خلال تدمير الحجر والشجر والبنية التحتية، أدى إلى تلويث الماء والهواء والتربة، وحرق الأرض بكل تضاريسها، محولاً المكان إلى جبال تتكون من ملايين الأطنان من النفايات الإنشائية المختلطة بالنفايات الطبية والمنزلية ومياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، ليصل جزء كبير منها إلى البحر مروراً بمحمية وادي غزة، مؤكدة أن محمية وادي غزة، التي اعتمدتها السلطة الوطنية الفلسطينية في أواخر التسعينيات من القرن الماضي نظراً إلى أهميتها من منظور بيئي، تحولت اليوم بفعل الأسلحة المحرمة دوليا إلى مقبرة جماعية لكل أشكال الحياة من بشر ونبات وحيوان، ما أدى إلى تدمير أحد أهم مسارات هجرة الطيور العالمية في فصول مختلفة من السنة، وكانت هذه الملايين تستريح للتزود بالغذاء وأحيانا تتكاثر في أراضي غزة وبين أشجارها وتحديداً في منطقة وادي غزة.

الاحتلال يتسبب في موت الكائنات البحرية بساحل غزة بعمق كيلو متر

تواصلنا مع المهندس بهجت جبارين، مدير دائرة الرقابة والتفتيش في سلطة جودة البيئة الفلسطينية، الذي أكد أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قضى على التنوع البيولوجي البرى والبحري في القطاع وسيؤثر في الدول المجاورة لغزة، قائلا إن التنوع البحري في منطقة غزة بعمق كيلو متر أصبح خالي من الكائنات الحية البحرية بعمق 700م في منطقة الساحل وهذا يتوسع يزداد.

وأضاف مدير دائرة الرقابة والتفتيش في سلطة جودة البيئة الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المساحة التي اختفت منها الكائنات الحية البحرية في غزة نتيجة التلوث بالمياه العادمة والنفايات الصلبة والعناصر الثقيلة والخطيرة الناتجة عن الأسلحة والمتفجرات والتجريف بجانب الغبار والأتربة المتطايرة نتيجة القصف و المواد العالقة المتطايره  وPM10 PM2.5  التي تنتقل من منطقة لأخرى .

وأوضح "جبارين"، أن الرماد والرذاذ خلال عمليات الحرق والقصف يسقط في البحر وينتج عنه التخثث مما يؤدي الى القضاء على  البلانكتون، وعندما يتم القضاء عليها وتعفنها بسبب سقوط تلك المواد في البحر يتم القضاء على الكائنات الحية البحرية بشكل كامل بعمق واحد كيلو، لافتا إلى أن المساحة تمتد والأثر عابر للحدود وقد يصل للشواطئ المصرية والمناطق المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط سيصل لها هذا الأثر ويقضى على الكائنات أينما وصل .

وقال إن منطقة غزة حاليا منطقة الشاطئ بطول 40 كيلو متر وبعمق 1 كيلو متر يخلو من الكائنات الحية البحرية ، متابعا :"بخصوص الكائنات الحية البرية خاصة الموجودة في وادى غزة، و80 % من قطاع غزة تم قصفه وتدميره وتجريفه بكافة الأدوات والأليات والانتهاكات سواء العسكرية أو القنابل أو القصف للمباني والمقرات والبنية التحتية، مما أدى إلى قتل وهروب الطيور خاصة الطيور المهاجرة".

مخاطر من القضاء على 20 نوعا من الثديات و25 نوعا من الزواحف في غزة وهجرة الطيور

وأوضح "جبارين"، أن منطقة وادى غزة تعتبر منطقة بيئية للطيور المهاجرة ومنطقة استراحة وتفريخ للطيور المهاجرة من والى أفريقيا وأوروبا والأمريكيتين ، ونتيجة عمليات الحرب فان هذا ادى الى قتل وهجرة الطيور متابعا :" الحرب أدت إلى قتل والقضاء على عشش تلك الطيور وبيضها  وفراخها ومنها من هرب، وفي منطقة غزة يوجد ما لا يقل 250 نوع من الطيور أصبحت معدومة بالكامل ولدينا 20 صنف من الثديات و25 نوع من الزواحف تعتبر مقضى عليها بشكل كامل في منطقة غزة ووادى غزة".

وتابع :"بخصوص الكائنات الحيوانية الداجنة والثروة الحيوانية لدينا 650 مزرعة حيوانية كبيرة ومتوسطة وصغيرة سواء لتسمين الأبقار أو الحليب أو انتاج خراف والأغنام أو دواجن لحوم وبيض تم القضاء عليها بشكل كامل وكان لدى غزة مزارع بط وأوز ودواجن تم القضاء عليها وأصبحت غزة بدون كائنات حية لا برية ولا حتى داجنة "، مؤكدا أنه يوجد في قطاع غزة ما بين 150 لـ200 نوع من الطيور منها المتوطنة او المهاجرة خاصة منطقة وادى غزة التي تستقبل الطيور المهاجرة وهناك 20 نوعا من الثديات و25 نوعا من الزواحف، وكل آثار الحرب سواء المباشرة أو غير المباشرة ستؤدى إلى القضاء عليها بشكل كامل وهجرة الطيور المهاجرة نتيجة للقصف والتدمير والتجريف والازعاج البيئي.

تحول خطير في سلوك الحيوانات بغزة ومهاجمتها لجثث الشهداء

نعود مرة أخرى لبيان سلطة جودة البيئة الفلسطينية، الذي أوضح أن مكونات الحياة البرية من تنوع نباتي وحيواني على اليابسة وفي عرض بحر القطاع تعرضت لأقوى أشكال التدمير على مر العصور، نتيجة استخدام أنواع من المتفجرات والأسلحة، ما أدى إلى تدمير موائل الحيوانات البرية وقتلها وحرق كل أشكال الحياة النباتية، بما في ذلك الأشجار والشجيرات والأعشاب التي منها ما هو متوطن في ظروف البيئة الساحلية وشبه الساحلية، ما يحول مستقبلا دون قدرتها على التكاثر أو إصابتها بطفرات وتشوهات نتيجة للتلوث بكل أشكاله، حيث إن العدوان الصهيوني أدى إلى تلويث الماء والهواء والتربة، وحرق الأرض بكل تضاريسها، محولا المكان إلى جبال تتكون من ملايين الأطنان من النفايات الإنشائية المختلطة بالنفايات الطبية والمنزلية ومياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، ليصل جزء كبير منها إلى البحر مرورا بمحمية وادي غزة، والتي اعتمدتها السلطة الوطنية الفلسطينية في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، نظرا إلى أهميتها من منظور بيئي.

سلطة جودة البيئة والتنوع البيولوجي
سلطة جودة البيئة والتنوع البيولوجي

خلال بيانها أشارت سلطة جودة البيئة، إلى أن آلة الحرب الإسرائيلية من دبابات وطائرات، تسببت بإحداث إزعاج وترهيب حتى للحيوانات التي كانت قد دخلت في طور السبات الشتوي، ومنها الأفاعي والعديد من أنواع الزواحف، وأدى هذا الأمر إلى خروج تلك الأنواع من جحورها مذعورة لتلاقي حتفها تحت أنقاض المباني المدمرة، أو لتموت متأثرة بالتلوث الناجم عن هذه الإبادة الجماعية لجميع أشكال الحياة، كما أن الآثار الآنية للعدوان أظهرت تغيرا في سلوك الكثير من الحيوانات البرية الناجية من الموت، خاصة أن بعض الحيوانات تهاجم جثث الشهداء نظرا إلى شدة جوعها وعطشها، وهذا يشكل تحولا خطيرا في السلوك، كما أن الآثار السلبية قد تطال أشكال التنوع الحيوي ممثلا في النبات والحيوان والكائنات الدقيقة، وهو الأمر الذي قد يحول مستقبلا دون قدرتها على التكاثر أو إصابتها بطفرات وتشوهات نتيجة للتلوث بكل أشكاله.

أبرز نتائج مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي في نسخته الـ15

خلال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي في نسخته الـ15 في ديسمبر عام 2022 بكندا، نتج عنها قرارات، منها حماية الطبيعة، والحفاظ عليها في 30% من أراضٍ ومناطق ساحلية، وبحرية من الكوكب، واسترجاع وحماية 30% من النظم البيئية الحيوية، والغابات المطيرة، والأراضي الرطبة، والحفاظ على حقوق الشعوب الأصلية، والمجتمعات المحلية على أراضيها، والتقليل من فقدان المناطق ذات الأهمية العالية للتنوع البيولوجي، بما فيها النظم الإيكولوجية ذات السلامة البيئية العالية، كل هذه القرارات لم تعبأ بها قوات الاحتلال وهي تدمر المحميات الطبيعية في وادي غزة، وتؤدى لقتل العديد من الكائنات الحية والنباتات في القطاع.

حرب إسرائيل على غزة تهدد تنوع الكائنات البحرية والثديات بالقطاع

وفي دراسة أعدها معهد الأبحاث التطبيقية في القدس، حملت عنوان "الواقع البيئي في قطاع غزه المحتل في ظل الحرب الإسرائيلية المسعورة"، أكدت فيه أن تدمير البنية التحتية بشكل عام والبيئية بشكل خاص في قطاع غزة تسبب في تدمير الأراضي الزراعية والمناطق الطبيعية وأدى الى تراجع التنوع الحيوي والذي بدوره أثر على وجود الكائنات الحية والنباتات البرية، حيث بحسب احصائيات العام 2023، ويحتضن قطاع غزة تنوعا حيويا واسعا، وتتراوح عدد الكائنات فيه بين 150 و200 نوع من الطيور، وتوجد حوالي 20 نوعًا من الثدييات، ونحو 25 نوعًا من الزواحف بأصناف متعددة، بالإضافة إلى تنوع كبير في الكائنات البحرية، وتقريبا 200 نوع من الأسماك.

وتوضح الدراسة، أن الحروب الاسرائيلية المتتالية التي استهدفت قطاع غزة المحتلة على مدى الأعوام الماضية تسببت في ازدياد نسبة التلوث بسبب استخدام الاحتلال الاسرائيلي لأنواع مختلفة من الصواريخ والمتفجرات والأسلحة التي حولت مساحات شاسعة من قطاع غزة المحتل غير صالحة للزراعة، هذا بالإضافة الى الغازات المنبعثة من الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع والتي تؤثر على الصحة بشكل كبير.

الواقع البيئي في غزة بعد العدوان الإسرائيلي
الواقع البيئي في غزة بعد العدوان الإسرائيلي

مياه البحر المتوسط في خطر بسبب عدوان الاحتلال

سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أصدرت بيانا في 4 يوليو الماضي، أكدت فيه أن العدوان قضى بشكل كلي أو جزئي على التنوع الحيوي، خاصة أن قطاع غزة يتمتع بوجود ما بين 150-200 نوع من الطيور، وحوالي 20 نوعا من الثدييات، و20 نوعا من الزواحف التي تعتبر نادرة ومهددة بالانقراض، موضحة أن نسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن هدم المباني واستخدام الذخائر في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بلغت أكثر من مليوني طن، وحوالي 60 مليون طن متري من مكافئ الكربون.

وبحسب البيان، فإن السواحل البحرية تشهد تراكما للنفايات الصلبة المنزلية على الشواطئ، مع تلويث بيئة البحر بعشرات الآلاف من أطنان المياه العادمة والأسلحة، كما أن نسب تلوث المياه الجوفية زادت عن أكثر من 97%، وتم تدمير حوالي 40 بئرا للمياه بصورة كاملة، وتجريف 5000 متر طولي من قنوات تصريف مياه الأمطار والمناهل، كما أن العدوان أدى إلى تلويث المياه البحرية وغذاء الأسماك المكون من الكائنات الدقيقة والنباتات البحرية، محذرا من أن تلوث المياه البحرية لا يقتصر على قطاع غزة وحده، بل يمتد إلى مياه البحر الأبيض المتوسط.

أثار العدوان الإسرائيلي على التنوع البيولوجي لغزة
أثار العدوان الإسرائيلي على التنوع البيولوجي لغزة

وخلال بيان سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية إدامة للطاقة والمياه والبيئة دريد محاسنة، أن مصادر المياه كافة قد جرى تلويثها جراء العدوان، ما يتطلب سنوات لحل هذه المشكلة، خاصة أنه خلال شهرين فقط من العدوان على غزة، تم بث انبعاثات لثاني أكسيد الكربون تساوي حوالي 250 ألف طن، ما يعادل ما تنتجه أي دولة أوروبية خلال عامين.

كما أشارت مديرة الإعلام والتواصل في المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مي الصايغ، خلال البيان، إلى أن الاعتداء على الموارد الطبيعية في غزة يخالف ما ورد في القانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن هناك قواعد خلال الحروب لا يمكن خرقها تتعلق بحماية الإنسان وكرامته، وكذلك البيئة الطبيعية، كما ورد في البروتوكول الإضافي لاتفاقية جنيف لعام 1949، والذي يحظر الأضرار بالبيئة بأي شكل من الأشكال.

الأمم المتحدة تدعو لحماية التنوع البيولوجي في العالم من الآثار الحروب

خلال الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، تتحدث المنظمة الدولية عن التنوع البيولوجي وضرورة حمايته، حيث دعت إلى حماية التنوع البيولوجي في العالم من الآثار الحروب والنزاعات المسلحة، مؤكدة أن تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي بالإضافة إلى التلوث يعتبرون جزءا من أزمة كوكبية ثلاثية مترابطة يواجهها العالم اليوم، وهو ما يتطلب وجوب معالجتها لتأمين مستقبل ملائم للحياة على هذا الكوكب.

كما تؤكد المنظمة الأممية عبر موقعها الرسمي، أن تغير المناخ يؤثر على صحة النظم البيئية، مما يؤدي إلى تحولات في توزيع النباتات والفيروسات والحيوانات وحتى المستوطنات البشرية وأن تراجع خدمات النظم الإيكولوجية مثل فقدان الغذاء والدواء وسبل العيش التي توفرها الطبيعة تؤثر على صحة الإنسان، لافتة إلى أن موارد التنوع البيولوجي هي الركائز التي نبني عليها الحضارات، فالأسماك تتيح 20% من البروتين الحيواني لزهاء ثلاثة مليارات نسمة، وتتيح النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري.

التنوع البيولوجي والأمم المتحدة
التنوع البيولوجي والأمم المتحدة

جودة الحياة في القطاع أصبحت ملوثة

من جانبه يؤكد الدكتور ياسر أبو شنب، مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة بفلسطين، أن جودة الحياة في غزة أصبحت ملوثة بسبب استخدام المقذوفات العسكرية الإسرائيلية ضد سكان غزة، فضلا عن انتشار الغبار الناتج لعمليات الهدف والتدمير والتجريف، لافتا إلى أن هناك هجرة كبيرة للحيوانات وتدمير للتنوع الحيوى نتيجة لاستخدام الآليات العسكرية الإسرائيلية والمقذوفات الضخمة وتجريف الأراضي الزراعية التي أدت إلى قتل وتدمير التنوع الحيوى في قطاع غزة.

"هناك هجرة للأسماك من المناطق القريبة من الشاطئ نتيجة وجود وتمركز السفن الحربية في الشواطئ مما أدى لقتل وتدمير وهجرة الأسماك والحياة البحرية في غزة"، هنا يصف مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة بفلسطين، تأثير الحرب الإسرائيلية على الكائنات البحرية بالقطاع، لافتا إلى أن تلوث الشواطئ في القطاع بالنفايات الصلبة وغيرها من النفايات يأتي نتيجة نزوح السكان بالقرب من الشواطئ البحرية، بالإضافة إلى النفايات الطبية المعدية

آثار العدوان الإسرائيلي على التنوع البيولوجي يفوق قنبلة هيروشيما

وفي سياق متصل يؤكد الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، أن الحرب الدائرة في غزة تمثل بكل المقاييس كارثة بيئية كبيرة للغاية، نتيجة للتلوث الناتج عن هذه الحرب من غازات تسبب في التلوث البيئي مثل غازات اليورانيوم والكربون والهيدروجين والقنابل الذرية التي تتكون من الدمار الذي ينتج عن هدم المنازل، موضحا أن التلوث الكبير الذي ينتج من هذا الدمار مع التحام هذه الغازات والأتربة الناتجة عن هدم تلك المنازل السكنية مع عدد الوفيات الكبيرة في أعداد الفلسطينيين في هذه المنطقة مع عدم الدفن العلمى الحقيقي بسبب في نسب تلوث بيئي ضخم للغاية، ويؤثر على أعداد كبيرة سواء من البشر أو أي كائنات أخرى.

"هذا التلوث ستمتد أثاره الكارثية على المنطقة العربية لسنوات كبيرة أطول من الأثار التي ترتبت عليها قنبلة هيروشيما على اليابان"، هكذا يصف الدكتور على القطب، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" خطورة العدوان الإسرائيلي وآثاره الكارثية على التنوع البيولوجي في المنقطة، موضحا أن الحرب على غزة يؤثر بشكل سلبي للغاية على التنوع البرى، حيث يؤدى إلى قتل العديد من الثروة البرية أيا كانت هذه الثروة سواء حيوانية أو أي كائنات أخرى، يؤدى لدمار كبير للغاية لهذه الثروة وما يتبقى منها يحدث فيه تغير بيولوجي نتيجة للتكيف مع ما هو جديد مع هذه الحرب.

ويوضح أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، أن العدوان الإسرائيلي سيكون تأثيره على التنوع البرى والبحري في المنطقة خطير للغاية لأن منطقة فلسطين يحدها من الغرب سواحل البحر المتوسط، وهذه المنطقة ستتأثر بما يحدث في غزة وأيضا سيكون هناك تلوث للمسطحات المائية الموجودة التي ينتج عنها زيادة نسبة الملوحة في تلك المنطقة، لافتا إلى أن حدوث هذا التلوث يؤثر على الثروة البحرية الموجودة، بجانب التغير المناخي الطبيعي الناتج عن النشاط البشرى للإنسان على مستوى العالم، خاصة أن الشرق الأوسط يقع ما بين أوروبا والمنطقة المدارية .

ويشير "قطب"، إلى أن حركة الرياح التي تهب من الغرب إلى الشرق ستؤثر ليس فقط على منطقة فلسطين ولكن ستؤثر على مدى واسع أكبر من فلسطين يمتد تأثيره إلى مصر والأردن والسعودية وجنوب تركيا وقبرص واليونان وفي الشرق إيران وباكستان وأفغانستان ويختلف تأثيره من منطقة جغرافية إلى منطقة جغرافية أخرى وفقا للمدى الذي يؤثر على تلك الدول، متابعا: "نستشعر هذا التنوع في السنوات القليلة المقبلة ويمتد تأثيرها لعقود ويختلف باختلاف مدى تأثير هذه الاشعاعات النووية الناتجة عن الحرب الدائرة في غزة".

وسائل رعاية الكائنات المهددة بالانقراض غير متاحة خلال الحرب مما يهدد بفنائها

ويؤكد الدكتور سيد صبرى مدير وحدة تغير المناخ بوزارة البيئة سابقا، واستشارى التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، إن أي حرب تؤثر على التنوع البيولوجي، حيث إن الحرائق والانفجارات تؤدى لقتل الكائنات البرية وانقراض بعضها، خاصة أن وسائل رعاية تلك الكائنات المهددة بالانقراض لا تكون متاحة خلال الحرب، مما يهدد التنوع البيولوجي البري والبحري وهو ما يحدث في قطاع غزة.

ويضيف مدير وحدة تغير المناخ بوزارة البيئة سابقا، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الحروب تشهد استخدام الزوارق في البحار وهو ما يكون له تأثير مباشر على الكائنات البحرية، وأي انفجارات بالقرب من البحر أو إلقاء قنابل في البحار تؤثر على الكائنات البحرية بشكل كارثي، موضحا أن الانبعاثات الناتجة عن الانفجارات تؤثر على نوعية البيئة والهواء والأدخنة ويكون لها تأثيرات سيئة على البيئة، كما أن الغازات والانفجارات الناتجة من الحرب تؤدي لتوليد كميات كبيرة من الغازات السامة مما يجعل لها تأثير سيئ للغاية على البيئة البحرية خاصة بعد تدمير الصرف الصحي لمياه البحر.

وبتابع "صبري": "خلال الحروب لا يوجد اهتمام بالتخلص من المخلفات والنفايات، وهو ما يكون له تأثير على البيئة وتلوث البيئة وتأثير على تنوع البيولوجي للكائنات، والأمر قد لا يصل لانقراض بعض الحيوانات ولكن إذا ظلت الحرب لفترة طويلة واستمر التلوث قد يؤدي لانقراض بعض الأنواع من الحيوانات النادرة في غزة والمهددة بالانقراض بالفعل.

وبشأن ما إذا كانت القانون الدولي يتضمن دفع الدولة التي تسببت في تدمير التنوع البيئي والبيولوجي تعويضات، قال مدير وحدة تغير المناخ بوزارة البيئة سابقا، إن التعويضات في الحروب تكون عن الخسائر البشرية والاقتصادية كما حدث في الحروب السابقة ولكن لا يدخل فيها بشكل كبير الخسائر البيئية.

الحرب الإسرائيلية وانقراض الحيوانات في غزة

كشف الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، تفاصيل التأثيرات الكارثية للعدوان الإسرائيلي على غزة، ضد التنوع البيولوجي في القطاع، موضحا أن أي حرب ينتج عنها تلوث نتيجة أسلحة  الدمار الشامل المستخدمة في الحروب مما يؤثر على التنوع البيولوجي في تلك المطقة ويقضى على العديد من الحيوان ويجعل بعضها مهدد بالانقراض إذا كانت تلك الحيوانات نادرة.

وقال "سمعان"، إن التنوع البيولوجي أنواع، حيث التنوع داخل النوع الواحد، والتنوع الخاص بالأماكن التي تعيش فيها الكائنات الحية، وأي حرب ينتج عنها غازات ودمار وأتربة وأدخنة وقطع أشجار وتدمر البنية التحتية ولا يوجد كهرباء أو صرف صحي، وهو ما يكون له تداعيات خطيرة على التنوع البيولوجي سواء النباتات والحيوانات.

وأشار إلى أن النباتات تدمر نتيجة هذه الحروب بسبب الأدوات التي تستخدم في الحرب على غزة وتؤدى لحرق الأشجار ودمارها ودمار الزراعات المختلفة، وبالتالي التنوع للنباتات يتحدث له تدمير، لافتا إلى أن الكائنات الحية من حيوان وطيور وأسماك وغيرها يتأثر بشكل كبير نتيجة لهذه الحروب ونتيجة الغازات التي تنتج من استخدام الأسلحة والدمار والبنية التحتية التي تمر وهو ما يؤثر بشكل كبير على الكائنات الحيوية النباتية والحيوانية.

وأشار أستاذ الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، إلى أن النظم البيئية البحرية تتأثر بشكل كبير نتيجة الكيماويات التي تنتج من الحرب الدائرة في غزة، حيث عندما تلقى تلك الكيماويات في البحار أو تسقط هذه المواد الكيميائية في البحر تؤثر على التنوع البيولوجي البحري للكائنات أو الأسماك، لافتا إلى أن  المشكلة الأكبر تتمثل في تلوث الهواء من الحرب النتيجة الغازات والأتربة والدخان وهذه الأشياء تؤثر على صحة الإنسان وكافة الكائنات الحية في القطاع.

وأوضح أن هذه الغازات والأتربة تؤثر على التنفس وتحدث مشكلات صحية وإصابات الجهاز التنفسي والأزمات القلبية والأوعية الدموية، واستمرار تلك الحرب قد تؤدى لانقراض بعض الكائنات، خاصة أن هناك محميات طبيعية تتواجد فيها كائنات حية بعضها يكون نادر وتدمير هذه المحميات يؤدى لانقراض تلك الكائنات النادرة في هذه مناطق.

ولفت "سمعان"، إلى أن أي دولة تعمل على بناء سياج في منطقة ما لحماية الحيوانات النادرة وتجعلها محمية، والحرب لا تفرق بين مكان ومكان وقد تحدث دمارا بمحمية طبيعية ويضيع تراث كبير من نباتات وحيوانات كانت موجودة في تلك المنطقة ، وإذا كانت هناك نباتات معرضة للانقراض تؤدى لانقراضها، خاصة أن هناك خصوصية في كل بلد في كائنات معينة، وغزة لديها نباتات وحيوانات قد تكون نادرة وبتدمير تلك المحميات يؤدى لانقراضها.

وبشأن إمكانية محاسبة إسرائيل على تدميرها للتنوع البيولوجي والقضاء على حيوانات بحرية وحية ونباتات نادرة، قال أستاذ الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، :"إذا كان الضرر مباشر وواضح ويمكن إثباته يسهل محاسبة إسرائيل لأن عملية التوثيق والإثبات ليست عملية سهلة، وهناك قوانين دولية لحماية البيئية".

وتابع سمعان :"إذا تسببت سفينة ما في تلوث في مجرى مائي في دولة معينة، فإن القانون الدولى يلزم السفينة بدفع تعويض لمعالجة التلوث، وبالتالي إجبار الدولة التي تشن الحرب بدفع تعويضات للدول المجاورة أمر وارد ولكن الأمر يحتاج لإثبات ووثائق".

إسرائيل مسئولة دوليا بتعويض فلسطين ولبنان عن كافة الأضرار بالبيئة الطبيعية

ويمثل تدمير الاحتلال للبيئة في غزة بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي انتهاكا جسيما للقوانين الدولية، حيث يؤكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى، أن حماية البيئة تعد مسألة حيوية ومهمة بمكان أثناء النزاعات المسلحة، لافتا إلى أن المواثيق الدولية للقانون الدولى الإنسانى التي تنظم النزاعات المسلحة سواء دولية أو غير دولية تهتم بالبيئة وتحظر على الأطراف المتحاربة الإضرار بها حماية للإنسانية وحماية للمدنيين غير المشتركين في النزاعات المسلحة .

وأضاف أستاذ القانون الدولي، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أزمة المناخ العالمية المستمرة والمتجددة ألقت الضوء على حماية البيئة أثناء النزاعات المسلحة، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أصدرت مبادئ  توجيهية في عام 2020 بشأن حماية البيئة الطبيعية خلال النزاعات المسلحة لذلك يحظر التدمير العشوائي للبيئة والعمليات العسكرية المعادية بين الأطراف المتحاربة التي تحيق خطرا بالبيئة الطبيعية .

وأوضح "سلامة"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة تضر بالبيئة الطبيعية في النزاعات المسلحة للجيش الإسرائيلي سواء في قطاع غزة منذ 2008 وحتى الآن وفي لبنان وتحديدا في حرب عام 2006 المواجهة العسكرية بين جيش الدفاع الإسرائيلي وحزب الله اللبناني واستخدام أسلحة غير مشروعة بينها الفسفور المنضب ألحق أضرارا جسيمة بالبيئة الطبيعية سواء في قطاع غزة أو لبنان .

وأكد أنه وفقا لقواعد المسئولية الدولية فإسرائيل مسئولة دوليا بتعويض دولة فلسطين وأيضا دولة لبنان عن كافة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبيئة الطبيعية بالبلدين فلسطين ولبنان ويمكن للدولتين لبنان وفلسطين اللجوء إلى المنتديات الدولية المتاحة لطلب هذا التعويض.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة