خد إجازة لتشحن طاقتك من جديد، فالإجازة لم تعد مرادفا للترفيه، الإجازة هى دعوة حقيقية للمقاومة، مقاومة الملل والإرهاق والزهق من إيقاع الحياة سريع الدوران الذى لا يتوقف، ساعات العمل المستمر بلا راحة ولا إجازة يقابلها أيام وشهور وأعوام من التعب النفسى والجسمانى الذى قد يكلف أموالا أكثر من التى تحصلت عليها مقابل ساعات العمل، الإجازة ربما تعيد عقارب الساعة للوراء قبل أن تكبلك الالتزامات وتستوطن القلب الهموم والجلطات.
خذ إجازة
لتعيد ترتيب الأوراق وتكتشف مكامن الضعف ومواضع الخطأ فيما مضى لتصحح المسار، وتتخلص مما لا يلزم، ولا تبقى ولا تذر إلا كل ما هو يجعلك أفضل حالا ومزاجا، الحياة نعيشها مرة واحدة فلا تضيعها فى لزوم ما لا يلزم، احجز فقط مقعدا فى حياتك لمن وما يمنحك الرضا والسلام والأمان، كفانا منح المزيد من الوقت والفرص لمن لا يستحقون، لن تستطيع فعل ذلك وأنت تجرى، لا بد من وقفة تلتقط الأنفاس وتلفظ من حياتك ما هو ليس بنفيس.
خد إجازة
من الناس ومن المسئوليات ومن المواعيد الملحة ومن الارتباطات التى تجعلك تدور فى ساقية مغمى العينين، وساعتها صدقنى لن تكف الأرض عن الدوران، أنت فقط من ستتوقف عن الدوران وعن جرى الوحوش، ستكتشف أن الدنيا لن تنهد إن فوت موعدا ولن يفوتك قطار الحياة لأنك إن لم تفعل وتأخذ إجازة سيفرمك قطار القلق والتوتر تحت قضبانه بلا رحمة ولا هوادة وساعتها لن تلحق أى ميعاد.
خد إجازة
ودع الهواء النظيف من أعباء العمل يدخل صدرك ويملأ رئتيك، واسمح للهدوء أن يتسلل إلى أذنيك، ويطرق باب قلبك بدقات هادئة غير متسارعة، حتى تستطيع بعدها أن تعود من جديد، فقلبك ليس من فولاذ.. أنت إنسان يحتاج أن يستريح، يعيد رأسه للوراء ويغمض عينيه وينام ملء جفونه، وعلم من حولك ان يحترموا إجازتك حتى ولو ساعة، علم ذلك لشريك الحياة والأولاد والأصدقاء، دعهم يعرفون أنه من حقك أن تستريح، وتاخد إجازة.
