مها عبد القادر

مناخ العلمين والرؤى الطموحة.. القراءة والمكتبات المتنقلة

الأربعاء، 14 أغسطس 2024 05:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أن المتأمل  لنواتج مهرجان العلمين وما تم خلاله من فعاليات وما قام وسيقام عليه من احتفالات ثقافية وعلمية ورياضية يري أنها تصب في بوتقة بناء الإنسان المصري، وهذا ما أكدت عليه القيادة السياسية وصرحت به وزير الثقافة خلال تواجده وحضوره لفعاليات منوطة بوزارة الثقافة المصرية، وأن الهوية المصرية تعضد عبر مساق الأعمال الفنية بألوانها الإبداعية التي تطرحها المواهب الثقافية بهذا المهرجان الجامع الذي قصده من الداخل والخارج المصري الآلف من الزائرين والسائحين؛ ليستمتعوا بفنون المسرح وشتى الفنون التشكيلية التي يتضمنها البرنامج الثقافي.

ويبدو أن مهرجان مدينة العلمين الجديدة في دورته الثانية فتح آفاق الشراكة والتعاون على مصراعيه بين مؤسسات ووزارات الدولة تجاه تحقيق الغاية النبيلة التي تهدف لبناء الإنسان وتحقيق الرفاهية له، وهذا من شأنه أن يلقي بظلاله على ماهية التكامل في الأعمال فتخرج في إطار جديد يحقق فلسفة الريادة والتنافسية على حد سواء، ويدفع بمزيد من الأعمال المبتكرة في العديد من المجالات والفنون.

وفي هذا الصدد يساعد مناخ مدينة العلمين الجديدة على التواجد بها على مدار فصول السنة، وهذا يشجع العديد من المؤسسات الثقافية والرياضية والعلمية والفنية أن تعقد العديد من فعاليتها بأرض هذه المدينة الساحرة ذات المناظر الطبيعية الخلابة والبنية التحتية والفوقية الحديثة والمبهرة، وهذا ما أشار إليه العديد من الوزراء خلال زيارتهم لمهرجان مدينة العلمين وحضور بعض الفعاليات، كما صرح وزير الثقافة إنه سيتم عمل خطة مستقبلية لإتاحة الأنشطة الثقافية في مدينة العلمين خلال جميع فصول السنة، كما يمكن عقد  المهرجانات الثقافية والفنية والرياضة وغيرها بالكامل في العلمين، خصوصا أن لوجستيات المنطقة في العلمين تستوعب وتتحمل ذلك.

وعبر مناخ العلمين تنطلق الرؤى الطموحة الآنية منها والمستقبلية؛ حيث تم افتتحت وزارة الثقافة، عددا من الورش المتنوعة بمهرجان العملين، أبرزها الحرف اليدوية والتراثية، كما شهد عدد من العروض الفنية لعدد من الفرق الفنية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، كما أن وزارة الثقافة تمتلك مركز مُجهز لإنتاج الحرف التراثية واليدوية، ومن أبرز هذه الحرف الخشب وأعمال النحاس وأيضًا أعمال وصناعات الخزف والقائمين على المركز لديهم قدرات هائلة على الإبداع، أيضًا هُناك العديد من الصُناع وأصحاب الحرف في مصر يُعلمون عددًا كبيرًا من الناس.

وفي أجواء العلمين ومهرجانها العالمي والمبهر وعن صورة المستقبل تحدث وزير الثقافة عن المكتبات المتنقلة، مؤكدا أنها مزودة بمعارف متنوعة وعدة أنشطة ثقافية متنقلة ومتحركة  تمتلك القدرة والإتاحة للانتقال إلى الأماكن البعيدة في القرى النائية والمراكز، حتى تصل إلى كل أنحاء مصر وكما أن هناك إقبال غير عادي على المكتبات خاصة في هذه الأماكن، ورصيد المكتبة يتألف من كتب للكبار وللأطفال التي يراعى في اختيارها أذواق القراء ومطالبهم واحتياجاتهم، ومن ثم تضم المكتبة المتنقلة عدداً من القصص والكتب والمراجع والمعاجم ودوائر المعارف ودوريات في الأدب والفن والتاريخ وغير ذلك.

وتستهدف المكتبات المتنقلة العمل على رفع المستوى الثقافي وزيادة وعي المواطنين بالتطورات والأحداث التي تدور من حولهم وفي العالم الخارجي، وتنمية الوعي بالقضايا الداخلية للوطن وتعضيد الهوية القومية، كما ترمي غايات المكتبات المتنقلة على صقل الخبرات النوعية وفق طبيعة الظروف المعيشية والبيئة للجمهور المستهدف؛ فتساعد على تقديم أفكار بناءة تسهم في تحسين سبل المعيشة؛ حيث إن هناك العديد من الكتب العلمية المبسطة التي تمكن الفرد من إتقان المهارات الأساسية في إنشاء بعض الصناعات الريفية والحرف الزراعية وتفهم أفضل الطرق لاستخدام المعدات الزراعية لغرض زيادة الإنتاج.

كما أن هذه المكتبات تقضي على هدر الوقت فيما لا يفيد؛ فتستثمر وقت الفراغ بصورة بناءة وتعضد أطر التعاون فيما بين الأفراد داخلها ومع المؤسسات خارجها، وتنشر تلونًا حميدًا لصور الوعي الصحيح والمجتمعي من خلال ما تقدمه من تعليمات وإرشادات تساعد على تنمية الصحة العامة وأساليب الاهتمام بالمنظر والمظهر العام والنظافة في شكلها المستدام والتي تقع مسئوليتها على عاتق الجميع، وآليات الاعتناء بالحجر والبشر على حد سواء؛ فنرى ملامح الوعي والثقافة والرقي عين اليقين.

وعبر فعاليات المكتبات المتنقلة تجرى اللقاءات وتقام المنتديات والفعاليات والأمسيات وتقدم المحاضرات والندوات والعروض السينمائية والبرامج الثقافية التي تزيد من الوعي الثقافي لأبعاد التنمية المستدامة بصورها المختلفة، وهذا يدعم ماهية الولاء والانتماء والمواطنة لدى الفرد والجماعة ويزيد من سياج المحبة والتضافر واللحمة المجتمعية والأمن والاستقرار بالمجتمع.
________
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة - جامعة الأزهر


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة