النوبات القلبية الصامتة أكثر شيوعًا بين مرضى السكري، وذلك لأن الأعصاب التي تغذي القلب ومنطقة الصدر حيث تسود الأعراض، عادة ما تتضرر، ولذلك لا يعاني مرضى السكري من نفس الأعراض التي يعاني منها المريض العادي، وفي كثير من الأحيان، يعاني مرضى السكري من شكاوى من التعب، وضيق التنفس، وبعض الانزعاج في منطقة البطن، والتي غالبًا ما يتم تشخيصها خطأً على أنها أعراض الحموضة أو ضعف عام، وفقًا لموقع "تايمز أوف انديا".
وأغلب النوبات القلبية لا تكون صامتة تمامًا، فهناك أعراض قليلة تسبق النوبة القلبية الأولية، والتي يتجاهلها المريض في كثير من الأحيان، لأنه يعتقد أنها لا يمكن أن تحدث له خاصة لو كان في حالة بدنية جيدة ويمارس الرياضة بانتظام، لذا، فإنهم لا يربطون بين هذه الأعراض وبين مشكلة في القلب، بل أنه في الغالب يتم تشخيص تلك الأعراض على أنها حموضة أو عسر هضم.
وفي بعض الأحيان يشكو المرضى من آلام الفك، حيث يذهبون إلى طبيب الأسنان ويستمر الطبيب في فحصهم دون أن يعرفوا أن هذه قد تكون أعراضًا للقلب، لذلك فإن مرضى السكرى على وجه الخصوص يجب أن يخضعوا لفحوصات منتظمة، على الأقل كل عامين، بدءًا من سن الأربعين، إذا أمكن، وفي كثير من الأحيان، يمكن أن يكشف تخطيط كهربية القلب البسيط أو اختبار الإجهاد البسيط بعض علامات مشكلة القلب الوشيكة، ويمكنك التصرف بناءً عليها، لذلك إذا كان المريض ينتمي إلى عائلة لديها تاريخ قوي من أمراض القلب أو يعانون من أمراض مزمنة مثل السكرى أو ارتفاع ضغط الدم أو السمنة أو التدخين وغيرها، فحتى هؤلاء الأشخاص سوف يقعون في فئة عالية الخطورة.
ويجب لهؤلاء الأشخاص إجراء فحص روتيني لمستويات الكوليسترول في الدم، وبعض المؤشرات التي قد تساعد في التنبؤ بارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض القلب، وإجراء فحص بدني منتظم، وكذلك اختبار الإجهاد، إن أمكن.
أعتقد أننا يجب أن نأخذ في الاعتبار تاريخ المريض وخلفيته وعوامل الخطر التي قد يتعرض لها، كما يجب علينا ألا نستبعد الإجهاد باعتباره عامل خطر، فالإجهاد هو عامل خطر غير قابل للقياس، ويعانى منه الكثير من الأشخاص حول العالم، وليس هذا فحسب، بل إن السمنة في مرحلة الطفولة هي أحد الأشياء التي يجب أن نحاول تجنبها إذا كان علينا منع انتشار وباء أمراض القلب.