يواجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أصعب أزمة سياسية بعد أن أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في 28 يوليو الماضى، ووفقا للخبراء فإن هناك 3 سيناريوهات محددة تكشف وضع مادورو المعقد في مواجهة الضغوط الدولية والديناميكيات مع حلفائه الداخليين والخارجيين، بالإضافة إلى الانتقال السياسى فى البلاد.
وقدمت المعارضة أدلة تشير إلى فوز إدموندو جونزاليس أوروتيا فى الانتخابات، بدعم من دول مثل الأرجنتين وأوروجواي والإكوادور وكوستاريكا وبيرو وبنما، والآن، بعد ما يزيد قليلاً عن أسبوع، أعلن نيكولاس مادورو نفسه رئيساً مجددًا، ويستمر في التشبث بالسلطة ويظل عضوًا في المجلس الانتخابي الوطني دون إظهار المحضر الذي يظهر أنه الفائز المفترض.
تقرير الأمم المتحدة
وقال تقرير الأمم المتحدة حول الانتخابات الرئاسية إن المجلس الانتخابي الفنزويلي فشل فى إظهار "الشفافية والنزاهة الأساسية" في الطريقة التي تعامل بها مع نتائج الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في البلاد.
وأضاف تقرير الأمم المتحدة أن "عملية إدارة النتائج التي أجراها المجلس الانتخابي الوطني لم تمتثل للتدابير الأساسية للشفافية والنزاهة الضرورية لإجراء انتخابات ذات مصداقية"، مضيفا أن المجلس الانتخابي الوطني لم يتبع "الأحكام القانونية والتنظيمية الوطنية"، وفقا لصحيفة الموندو الإسبانية.
وبعد انتخابات 28 يوليو، أعلن المجلس الانتخابي الوطني مادورو رئيسًا منتخبًا لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، ومنحه 52% من الأصوات التي تم الإدلاء بها. ولم تقدم بعد تفاصيل تفصيلية على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة للقيام بذلك.
وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية إنها "ترفض بشكل قاطع" تقرير الأمم المتحدة، وأضافت الوزارة في بيان: "هذا يمثل عملا متهورا تماما ويقوض الثقة في الآليات المخصصة للتعاون والمساعدة الفنية".
ودعا المجلس الانتخابي الوطني في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية مجموعة من أربعة خبراء انتخابيين تابعين للأمم المتحدة لمراقبة التصويت وتقديم تقرير بالنتائج التي توصلوا إليها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
ويشير تقريرها إلى أن عدم نشر اللجنة الوطنية للانتخابات نتائج مراكز الاقتراع هو قرار "ليس له سابقة في الانتخابات الديمقراطية المعاصرة" وتسبب فى تأثير سلبي على الثقة في النتيجة.
ما هى السيناريوهات التى قد تؤدى إلى رحيل نيكولاس مادورو عن رئاسة فنزويلا؟
ومع التأكيد الأخير على أن الرؤساء لولا دا سيلفا (البرازيل)، وجوستافو بيترو (كولومبيا)، ومانويل لوبيز أوبرادور (المكسيك) سيذهبون إلى فنزويلا لإقناع نيكولاس مادورو بنشر المحضر المفترض الذي يجعله الفائز، يرى بعض الخبراء أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة يمكن أن تتسبب في رحيله إذا لم يحدث الانتقال السلمي، حسبما قالت صحيفة لا تيرثيرا الإسبانية:
الأول: ثورة الميدان
ويواجه نظام مادورو حاليا ضغوطا داخلية تتراجع تدريجيا، بسبب الاحتجاجات الضخمة والمطولة في جميع أنحاء البلاد. ويرى إنريكي أ. فونسيكا، عالم السياسة الإسباني، أن هذه الثورات ستكون ضخمة ومستدامة وممتدة في جميع أنحاء البلاد.
النتيجة: مادورو، الذي يواجه خطر الانهيار الوشيك، يتفاوض على المنفى الآمن في دولة حليفة مثل روسيا أو كوبا، وبالتالي تجنب السجن.
الثاني: التدخل الأمريكي والمحاكمة المحتملة
ويرى بابلو مارتينيز، الخبير الأرجنتيني في السياسة الدولية، أن الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً في المرحلة الانتقالية في فنزويلا، ولكن فقط بسبب اهتمامها بالنفط. عند هذه النقطة، سيتم التفاوض على التحول الديمقراطي، وعرض رفع العقوبات وخصخصة الشركات الحكومية لتحقيق فوائد اقتصادية والعفو، أو، في الحالة المعاكسة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، انتظر حتى يتم انتهاك حليف مثل ماريا كورينا حتى يتحرك، مما يعرضه لخطر الرد من روسيا والصين.
النتيجة: يتفاوض مادورو على انتقال سلمي مع الولايات المتحدة، ويحصل على عفو ويحصل على اللجوء في بلد حليف، أو يُجبر على التنحي عن السلطة ثم يتم تسليمه لمواجهة المحاكمات بتهمة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد. وهذا قد يؤدي إلى الحرب، مما يجعله السيناريو الأقل احتمالا.
حتى الآن، لا تعترف الولايات المتحدة بإدموندو جونزاليس رئيسًا منتخبًا، لأنها تسعى، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، إلى ضمان انتقال منظم وسلمي إلى الديمقراطية في فنزويلا.
الثالث: انتقال متفق عليه
بالنسبة للسيناريو الثالث، بالنسبة لبابلو، يمكن أن ينهار الهيكل الداخلي لنظام مادورو بسبب فقدان الثقة والمنفعة الاقتصادية مع الشخصيات الرئيسية في النظام، ومن شأن هذه الجهات الفاعلة، بدافع من إمكانية الحفاظ على مصالحها والحصول على ضمانات الحصانة من المنظمات الدولية، أن تتحالف مع المعارضة والمجتمع الدولي للتخطيط لعملية انتقال سلمي، في مقابل الحصول على مناصب داخل شركة النفط الفنزويلية، بمجرد خصخصتها، وغيرها من الحوافز الاقتصادية، التى تقدمها الولايات المتحدة.
النتيجة: يتفاوض مادورو مع المعارضة على حل متفق عليه يسمح له بالذهاب إلى المنفى مع ضمانات معينة. وفي المقابل، يحصل مؤيدوه الرئيسيون داخل النظام على عفو.
ويمكنه أن يطلب اللجوء في دول حليفة مثل المكسيك أو كوبا أو روسيا إذا تمت الإطاحة به، لأن نهاية حكومته قد تؤدي إلى محاكمات بتهمة انتهاك حقوق الإنسان والفساد. كما أن هناك إمكانية التفاوض على خروج متفق عليه يسمح له بالحفاظ على بعض النفوذ السياسي، رغم أنه غير مرجح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة