من المؤسف أن تدخل الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة شهرها الحادي عشر، وما زالت أعمال الإبادة مستمرة من قبل الكيان المحتل، وما زال المجتمع الدولى عاجز وصامت تجاه جرائم الحرب والمجازر اليومية في وصمة عار على جبنيه تتسع كل يوم في ظل الأرقام المرعبة للقتل والضحايا والجرحى.
نعم أرقام مرعبة، يكفى أن تعرف وفقا لإحصاءات أن الفلسطينيون الذين استشهدوا في غزة وصل لـ 40005، وأن الأشخاص الذين استشهدوا في إسرائيل وصل لنحو 1200، والفلسطينيون الذين استشهدوا في الضفة الغربية عددهم 632، وعدد من استشهد في لبنان وصل لنحو 530، لتصبح هذه الحرب واحدة من أكثر الصراعات تدميرا في التاريخ الحديث.
ورغم ذلك ما زال المجتمع الدولى ومؤسساته القانونية والحقوقية لا تتحدث إلا عن الأنسنة وباللغة العامية المصرية "الصعبانية" لذا فإن الخطر هو أنسنة القضية الفلسطينية بل أنسنة حرب غزة، وهذا يتجلى في فعل وقول الولايات المتحدة، حيث نجدها تسمح لإسرائيل باستمرار العدوان، وتدعمها بالسلاح والمال، وفى نفس الوقت تريد أن تحول القضية إلى قضية إنسانية فحسب، وتتحدث عن تهدئة وإدخال المساعدات لغزة وعدم استهداف المدنيين، متناسية أن الذي يجب أن يتوقف أولا هو عمليات القتل اليومية والمجاعة ثم نناقش بقية القضايا كاليوم التالى للحرب وخلافه من القضايا.
لذا، ندق ناقوس الخطر من جديد حول خطر أنسنة حرب غزة، دون العمل من أجل وقف العدوان بشكل حقيقى، حتى لا تتسع الحرب لتشمل ما تبقى من المنطقة العربية، خاصة وأن هنالك تصعيدا مستمرا على الحدود اللبنانية والجولان واليمن، وليس أمام العالم إلا نجاح مفاوضات استعادة التهدئة في قطاع غزة، والسماع لصوت مصر التي لا تتوانى عن بذل أقصى الجهد لإيقاف القتال والعمل على إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.. ليظل السؤال الكبير متى يفيق العالم ويتحلى بمسئولياته الأخلاقية والقانونية لوقف نتنياهو المجرم..