تبدأ مساء اليوم، الاثنين، أعمال مؤتمر الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة، حيث سيجتمع نحو خمسة آلاف من المندوبين والبدلاء على مدار أربعة أيام حتى الخميس، للموافقة على برنامج الحزب، كما ستقبل نائبة الرئيس كامالا هاريس وحاكم مينيسوتا تيم والز ترشيح الحزب لهما رسميا فى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكانت هاريس قد أمنت فى وقت سابق هذا الشهر عدد كاف من المندوبين المتعهدين لتصبح المرشحة الديمقراطية فى السباق الرئاسة، بعد حملة سريعة بدأت فقط بعد إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من السباق فى 21 يوليو الماضى. وأيد بايدن هاريس، وسرعان ما التف الحزب حولها، واختارت هاريس بدورها والز مرشحا لمنصب نائب الرئيس فى 6 أغسطس. وصدق الديمقراطيون على ترشيح هاريس ووالز فى اليوم التالى.
وتوقعت صحيفة واشنطن بوست أن يكون المؤتمر فرصة للديمقراطيين للترويج للإنجازات التى تمت فى عهد بايدن، وفرصة أيضا للاحتفال ببايدن نفسه بعد قراره الهائل بالتنحى من السياق ودعم هاريس.
ومن أبرز المتحدثين فى المؤتمر الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى قالت وكالة أسوشيتدبرس إنه سيحظى باستقبال الأبطال بعد قراره بالانسحاب. ويخطط بايدن لإلقاء خطاب مطول يوم الاثنين لتأييد هاريس وتوجيه انتقادات حادة لترامب، قبل أن يترك شيكاغو ويفسح الطريق للتركيز على نائبته التى اختارها قبل أربع سنوات.
وتشير أسوشيتدبرس إلى أن المؤتمر سيميل إلى إمكانية أن يكتب الحزب تاريخا، فهاريس أول امرأة وأول سيدة من السود وأول شخص من أصول آسيوية يتنافس للوصول إلى البيت الأبيض.
من جانبها، ستسعى هاريس إلى استغلال المؤتمر لتشارك بايدن بعض ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية مع محاولة الاعتراف بالمزيد الذى يريده الناخبون. وقبل توجهها إلى شيكاغو، كشفت عن بعض بنود برنامجها الذى سيركز على معالجة التضخم وأزمة تكلفة الغذاء والإسكان والرعاية الصحية.
ومن بين المتحدثين فى المؤتمر على مدار أيام انعقاده الرئيسان السابقان باراك اوباما وبيل كلينتون ووزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون وزعيما الديمقراطيين فى الكونجرس تشاك شومر وهاكيم جريفرس. كما سيلقى زوج هاريس دوج إيمهوف كلمة أيضا.
وستكون رسالة المؤتمر " لأجل الشعب، لأجل مستقبلنا". حيث سيجادل الديمقراطيون بأن هاريس ووالز هما الأصلح للشعب الأمريكى ولحرياته ومستقبله، مع الترويج لإنجازات إدارة بايدن. وسيكون لكل يوم من الأيام الأربعة، مدة انعقاد المؤتمر" موضوع محدد. سيكون موضوع اليوم الأول، الاثنين، "من أجل الشعب"، وموضوع الثلاثاء "رؤية جريئة لمستقبل أمريكا"، موضوع يوم الأربعاء "معركة من أجل حرياتنا" وموضوع الخميس "من أجل مستقبلنا".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه بالرغم من السعادة والثقة التى من المقرر أن تهيمن على المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى، فإن أحد القضايا المؤلمة التى تثير انقساما مريرا بين مؤسسة الحزب الديمقراطى وجناح اليسار فيها هى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شبح المؤتمر الذى تقلب أحداثه احتجاجات، والذى كان يحوم حول تجمع استضافه الرئيس بايدن، قد تراجع إلى حد ما مع صعود مرشحة جديدة وهى كامالا هاريس، والتى ينظر إليها على أنها أكثر تعاطفا مع النشطاء لمدافعين عن حقوق الفلسطينيين. لكن يظل من المتوقع أن يجتمع عشرات الآلاف من المحتجين خارج المحيط الأمنى للمؤتمر، ويظل احتمال حدوث اضطرابات أمرا قائما.
وفى إطار التأكيد على فكرة الوحدة، حاول منظمو المؤتمر تهدئة الأمريكيين المسلمين واليهود. فتم تخصيص فترات للتحدث لأسر الرهائن الأمريكيين المحتجزين فى غزة. وسيحصل أحد أبرز المسلمين فى السياسة الوطنية، وهو كيث إليسون، المدعى العام التقدمى لولاية مينيوستا، على وقت على خشبة المسرح. ومن المتوقع أن يتحدث أيضا دوج إيمهوف، زوج هاريس، بفخر عن يهوديته، ويسلط البرنامج الخاص بالمؤتمر الضوء على التزام أمريكا بأمن إسرائيل.
وفى الوقت نفسه، فإن مديرة حملة هاريس، جولى شافيز رودريجز، عقدت سلسلة من الاجتماعات خلال الأيام الماضية للاستماع إلى مخاوف العرب الأمريكيين وبعض المندوبين الذين مثلوا ناخبى الحزب الديمقراطى ممن صوتوا بعدم الالتزام بدعم بايدن فى السباق التمهيدى احتجاجا على سياسته بشأن إسرائيل.
إلا أن الصحيفة تقول إنه برغم هذه الجهود، فإن المؤتمر ستلاحقه احتجاجات كبرى ضد نهج إدارة بايدن وهاريس إزاء الحرب على فزة التى اودت بحياة أكثر من 40 ألف فلسطينيا بعد مضى 10 أشهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة