يقوم الأزواج الشباب الأثرياء فى الصين بتعيين "آباء محترفين" يُعرفون باسم مرافقى الأطفال، والذين يركزون على الصحة العقلية لأطفالهم فضلًا عن قدراتهم الأكاديمية واحتياجاتهم اليومية، حيث كتب طالب دكتوراه فى علم النفس، والذى أجرى مقابلات مع مئات من رفاق الأطفال، على موقع Xiaohongshu أن معظم المتقدمين هم من خريجى الجامعات المرموقة، مثل جامعة هارفارد، وكامبريدج، وجامعة بكين.
المتقدمون للوظيفة، حاصلين على درجة الماجستير أو أعلى، ويجيدون عدة لغات، ويتمتعون بمهارة فى الرياضة، بالإضافة إلى معرفة متخصصة فى علم نفس الطفل، وعلى عكس عمل المعلمين والمربيات، فإن هؤلاء الرفاق ينخرطون بعمق فى حياة الأطفال اليومية ومشاعرهم، وفقا لما جاء في صحفية scmp.
وتشمل واجباتهم اصطحاب الأطفال إلى الطبيب، وتدريس الواجبات المنزلية، والسفر معهم وإدارة احتياجاتهم العاطفية، وهى مسئوليات الوالدين تقليديا، وتختلف ساعات العمل حسب الأسرة ويتضمن العمل الخدمات فى الموقع والمعيشة.
وقالت سونغ سيو، وهى مرافقة طفل من تشونغتشينغ فى جنوب غرب الصين إن ساعات عملها هى من الساعة 5.30 مساءً إلى 8.30 مساءً طوال أيام الأسبوع، وتساعد خلالها الطفل فى واجباته المدرسية وتأخذه للعب كرة القدم أو المبارزة أو السباحة.
مربية محترفة
ويتراوح الراتب الشهرى النموذجى من 10 آلاف يوان ما يعادل 1400 دولار أمريكى إلى 30 ألف يوان، وتشير تقارير قناة CCTV الوطنية أيضًا إلى أن مرافقى الأطفال يتم تعيينهم عادةً مباشرة من منصات التواصل الاجتماعى من قبل العائلات، ويفتقرون إلى التنظيم والحماية من الوكالات، ويقال إن معظم العملاء هم من العائلات ذات الثروات العالية، حيث تبلغ قيمة أصولهم أكثر من 10 ملايين يوان (1.4 مليون دولار أمريكى).
وقالت رفيقة طفل تدعى شورا، لصحيفة Southern People Weekly إن "الأمهات المحترفات" يهيمن على الصناعة، حيث لا يزال يُنظر إلى تربية الأطفال إلى حد كبير على أنها دور الأم، مما لا يترك سوى القليل من الطلب على "الآباء المحترفين"، وأضافت "الأسر التى تختار مرافقى الأطفال الذكور عادة ما تفعل ذلك من أجل التطور الرياضى لأطفالها، لكن الآباء يرفضون فى كثير من الأحيان لأنهم يعتقدون أن الرجال قد لا يكونون مناسبين لرعاية بناتهم".
ومن المحتم أن يكتسب بعض الأطفال المزيد من الثقة والمودة تجاه "أمهاتهم المدفوعة الأجر"، وتقوم رفيقة تدعى سوسو، وهى ماهرة فى التغذية، بإعداد خطط الوجبات للأسبوع المقبل للأطفال الذين تحت رعايتها، حيث أمضت الصيف مع صبى متمرد، وأوضحت أن والدته كانت مسيطرة للغاية، لكن ساعدته سوسو فى واجباته المدرسية، واصطحبته لركوب الدراجات، ولعب كرة السلة، وكثيرًا ما كانا يجريان محادثات من القلب إلى القلب.
ذات مرة، بعد مشاجرة مع والدته، قال لها الصبي: "أنا لا أحب أمى، أريدك أن تكونى أمي"، فيما قال بان لان، خبير التربية الأسرية من مقاطعة هوبى بوسط الصين، للصحيفة: "رفقاء الأطفال هؤلاء لا يمكن أن يحلوا محل الرفقة الأبوية الحقيقية.. إن النمو الصحى للطفل، جسديًا وعقليًا، يحتاج إلى حب ودعم والديه".