حنان طلعت

الطيران على الأسفلت!

السبت، 24 أغسطس 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

متى سنتعلم ثقافة القيادة وعدم تجاوز السرعة؟

الطرق لها حق علينا ويجب الحفاظ عليها وعلى أروحنا، فالتركيز على السرعة عند القيادة، يجنبنا حوادث مميتة أصبحت حقيقة مؤسفة تحدث كل فترة، فحوادث الطرق تحصد أمامها الكثير من أرواح الأبرياء، ومؤخراً الحادث الذى وقع على الطريق الدائري والذى نتج عنه تصادم ودهس الكثير من السيارات ، بسبب سيارتين نقل كبيرة، وخلف عن الحادث إصابات عديدة.

وبرغم اهتمام الدولة بالطرق بشكل كبير، وجعلها ممهدة للناس لتقليل المسافة، ولكن فكر بعض الناس وسلوكهم لم يتغير، ويظل أمر السرعة هو السائد لديهم، وقد يرى مثلاً سائق الأجرة أنه أمر غاية في الذكاء، عندما يصل مبكراً لبعض الوقت، حتى يجنى المزيد من المال، وهذا كل ما يهمه،  ولا يعلم أن محاولة السير بسرعة لتقليل الوقت قد يكلف حياة السائق وحياة من معه بل وحياة من حوله على الطريق.

ليس من العيب أن يتعلم كل سائق ثقافة القيادة واحترامها بشكل كبير عند السير على الطرق ولا سيما السريعة، وألا نسير بشكل اعتباطي غير مدروس، ويلقى بعد ذلك الخطاء على الطرف الآخر.

على كل فرد أن يحرص على عدم تجاوز الحد الأقصى للسرعة، وخاصة في الطرق السريعة، لسلامته ولسلامة الآخرين، وعدم النظر في الهاتف أثناء القيادة كل لحظة وأخرى.

أما من يريد أن ينظر في هاتفه لأمر طارئ ، عليه أن يتوقف بالسيارة على جانب الطريق، وعندما ينتهى، يسير بأمان، حتى لا يشتت نفسه بين النظر للطريق والهاتف معاً، وعدم السير بالسيارة بشكل سريع وكأنها مسابقة في الشوارع أو محاولة من سائق السيارة للطيران على الأسفلت، مع اندفاع الأدرينالين بالجسم مما يجعل الشخص يشعر بالنشوة وهو يطير بالسيارة بكل استهتار ورعونة، يجب ملاحقة هؤلاء الناس، لأن أرواح الناس ليست لعبة في أيديهم، وتلك الكوارث تحدث في غمضة عين.

أما بالنسبة للخطر الأكبر، المتمثل في سيارات النقل الكبيرة التي تقع بسببها معظم حوادث النقل، يجب أن تسير في حارات خاصة بها ولا تخرج منها لأن خروجها أمر ليس بهين وأشبه بالموت، فحينما يشعر قائد السيارة الكبيرة بالقوة على من حوله من سيارات، يراوده إحساس بأن عليه أن يسير بسرعة فائقة ولا يهتم بمن حوله من السيارات، ولا حتى بأرواح البشر التي تسير في الطريق الدائري أو الكباري، وهنا تقع المصائب.

أرواح الناس ليست بالأمر الهين ولا يعوضها أي شيء، فيجب التركيز على الطريق، ومن لا يهتم بالأمر عليه ألا يسوق ويركب سيارة أجرة، حتى يصل لوجهته بأمان، ويترك الطريق لمن له القدرة على التميز واحترام الطريق.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة