أمل الحناوى

مصر تحذر من اتساع الصراع

السبت، 24 أغسطس 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار عقود مضت، لم يتوقف كيان الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاج سياسة المماطلة والمراوغة في أي فرصة لإحلال السلام والاستقرار بالمنطقة، وأحبط المُحتل الصهيوني كافة الجهود والمبادرات الرامية إلى حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وكل محاولات تسوية القضية الفلسطينية سلمياً.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فها هو بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال يمارس التعنت والصلف الإسرائيلي المعهود، ويلقي بظلال من الغيوم على مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي ترعاها الوساطة الثلاثية (المصرية – القطرية – الأمريكية).
يبدو أن نتنياهو لم يغير موقفه المتزمت منذ اندلاع شرارة الأحداث بغزة في شهر أكتوبر الماضي، ويواصل تخريب مفاوضات التهدئة والسعي لإجهاضها، عبر تمسكه غير المنطقي ببقاء قواته في محور "فيلادلفيا" الحدودي بين إسرائيل ومصر، إلى جانب تواجد رقابة عسكرية لقواته على معبر رفح، وأيضاً تواجد عسكري على محور "نتساريم" وهو شريط ممتد من شرق غزة إلى غربها يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال القطاع وجنوبه.
** على مدار الأيام الماضية، كانت مصر قِبلة لعدة جلسات من مفاوضات جادة لحلحلة أزمة غزة والوصول إلى اتفاق حقيقي يفضي إلى هدنة لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل جديدة بين المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وتُستكمل جلسات التفاوض الماراثونية اليوم وغداً، بمشاركة جميع الأطراف.
المفاوض المصري المحنك، لم ولن يحيد عن موقفه في مسار تلك المفاوضات التي دعا إليها ورعاها منذ بداية أزمة غزة، ويزأر دوماً كالأسود في كافة جلسات التفاوض؛ لحماية الأمن القومي المصري والعربي، ولرفع المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين الذين يئنون من مرارة الاحتلال وحصاره المقيت.
وتتمسك القاهرة بانسحاب إسرائيل الكامل من محور فيلادلفيا ومعبر رفح اللذين احتلتهما في مايو الماضي، كما ترفض عروضاً واهية لبناء أبراج مراقبة على طول المحور.
وفي الوقت الذي يسابق فيه المفاوض المصري الزمن لجسر هوة الخلافات بين أطراف الحرب في غزة، هناك رهانات على ضغوط أمريكية حقيقية لإعطاء دفعة جديّة لمحادثات القاهرة، وحدوث اختراق نحو المرحلة الأولى من المراحل الثلاثة لمقترح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية شهر مايو الماضي.
** أنظار العالم تتجه إلى القاهرة حيث ستستضيف قمة تفاوضية موسعة، بمشاركة كبار مسؤولي التفاوض من مصر والولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، ولعل هذه القمة هي الجولة الحاسمة لسد كافة الفجوات ووضع آلية تنفيذ مقترح الوساطة الثلاثية، وتحمل الأمل والتفاؤل بإنهاء معاناة الفلسطينيين بعد مرور أكثر من 10 أشهر على العداون السافر على غزة.
وقد استبق الرئيس الأمريكي بايدن هذه القمة، باتصال هاتفي أجراه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس، لاستعراض آخر تطورات محادثات القاهرة، وتضمن الاتصال تأكيدا من الزعيمين على أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق.
وحرص الرئيس السيسي على تأكيد أن التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار يكتسب أهمية فائقة في هذا التوقيت الدقيق، سواء لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية بغزة، أو لإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة ويلات توسع نطاق الصراع، بما لذلك من تداعيات خطيرة على شعوب الإقليم كافة.
** ويبقى القول، إن إيقاع اللحظة الآن ينبئنا بأن الظروف نضجت والأرضية أصبحت مهيّأة أكثر من أي وقت مضى، للوصول إلى التهدئة المنشودة في الإقليم البائس، لإنقاذه من أتون النار وبراثن الجحيم.. وهناك بصيص أمل حقيقي يلوح في الأفق من القاهرة، لوقف الحرب على القطاع وإخماد التوترات الملتهبة بالإقليم.. ولعل القمة التفاوضية الموسعة يوم الأحد بالقاهرة، تحمل مفاتيح السلام للإقليم التعيس، وتكتب الفصل الأخير لأزمة غزة، حتى وإن كان لدى المُحتل الإسرائيلي سجلاً إجرامياً وتاريخاً من المراوغات والمماطلات في أية مفاوضات...







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة