ألم ونزيف وفتحات كبيرة بطول الظهر، أملاً في الوصول إلى فقرات العمود الفقرى، لتصحيح مشكلاته التي تصيب المريض، هكذا كانت وما زالت تجرى عمليات تصحيح اعوجاج وتشوهات ومشكلات العمود الفقرى المختلفة، وعندما تطور الأمر، أصبحت بعض الجراحات تجرى بطريقة التدخل المحدود، التي تستهدف الدخول للعمود الفقرى عن طريق طريق فتحات في الظهر، ومؤخرًا استطاع فريق طبى إجراء جراحة لتثبيت فقرات العمود الفقرى، لمريضة كانت تعانى من اعوجاج في العمود، هذا التدخل أجراه الأطباء من خلال فتحة صغيرة في جانب البطن، لمعالجة هذا الانحراف الشديد، ويطلق علميًا على هذا الإجراء OLIF، وهو الأول من نوعه داخل مصر، فالشائع أن تتم عمليات التدخل من الظهر وبفتحات كبيرة وإجراءات أشد صرامة وتعقيد وخطورة.
عن الجراحة حدثنا الدكتور سامح أبو الفتوح، استشارى جراحة العظام والعمود الفقري جامعة الإسكندرية، وزميل جامعة ميزورى الولايات المتحدة، ورئيس الجمعية السويسرية لجراحات العمود الفقرى، ورئيس الفريق الطبي الذى قام بإجراء الجراحة الناجحة، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مشيرًا إلى أن جراحات تشوهات العمود الفقرى لها الكثير من الأشكال والأنواع، تلك التى تصيب الطفل في عمر الثامنة على سبيل المثال، أو الأخرى الناتجة عن الخشونة التدريجية التي تحدث على جوانب العمود الفقرى، وتنتج تشوهات واعوجاج ما على أحد الجوانب، وهو ما حدث للمريضة التي أجرىت الجراحة لها".
دكتور سامح أبو الفتوح استشارى جراحة العظام
وتابع دكتور سامح، حديثه مؤكدًا أن الجراحة كان بها العديد من التحديات، على مستوى عمر المريضة التى تخطت الـ60، وهو ما يعد تحديًا في جراحات التدخل المحدود، نظرًا لارتفاع احتمالية الإصابة بهشاشة العظام لديها، وأجرينا الجراحة من خلال ثقب وفتحة جانبية من جانب البطن لا تتخطى الـ3 سم، وليس من الظهر كما الشائع، ما مكنا من استخدام دعامات الـOLIF الكبيرة والتي مكنتنا من الوصول إلى أكثر من مكان وبشكل أعمق وحل أكثر من مشكلة في الفقرات وفى جوانب العمود الفقرى، وهو كان التحدى الثانى".
وأضاف استشارى جراحات العمود الفقرى، أن المريضة كانت تعانى من صعوبات حادة في المشى والحركة، ولسنوات عانت من التنميل والخدر وآلام حادة نتيجة اعوجاج العمود الفقرى، إلا أنها تعافت سريعًا بعد إجراء التدخل بيومين واستطاعت الحركة بشكل أفضل.
هذا التدخل من فتحة جانبية في البطن، هو الأول من نوعه داخل مصر، لأنه يمكن الجراح من استخدام دعامات كبيرة تستهدف أكبر قدر من الضرر، ومحاولة إصلاحه، ونظرًا لأن التدخل من الظهر يحمل جانبًا من الخطورة لأنه ينفذ من جانب الأعصاب ويحاول تفاديها، ففتحة جانب البطن تمكن الطبيب من إدخال الدعامات الكبيرة بين الفقرات، فضلاً عن أن نتائج نجاح الجراحة واستشفاء المريض مبكرًا، لا تقارن بطرق التدخل المحدود التقليدية من الظهر، فضلاً عن أنها تقى المريض المضاعفات المحتملة أثناء أو بعد العمليات، مثل مشكلات في المسامير أو مشكلات في كثافة العظام وغيرها الكثير، حتى احتمالية النزيف وفقدان الدم تكاد تكون منعدمة في هذا الإجراء.
فائدة التدخل بهذا الإجراء من فتحة البطن، حسبما أكد الدكتور سامح أبو الفتوح، تكمن في أنه يتلافى المشاكل فى الجراحة التقليدية المفتوحة، كالنزيف، أو الإصابة بمضاعفات غير جيدة كانت تصل في السابق حد الـ55% بعد العملية مباشرة، وحد الـ70% بعد الجراحة بعامين، مثل التهابات في الجرح أو الدعامات وكذا المسامير، ويصلح إجراء مثل هذا التدخل المحدود في مشكلات بعينها مثل الخشونة الشديدة، والتهابات العمود الفقري البكتيرية، وقصور الفقرات، كما يمكن إزالة بعض أورام الفقرات من خلالها أيضًا.