توصلت دراسة حديثة إلى أن بعض أدوية نزلات البرد والإنفلونزا الليلية الشائعة قد تزيد من خطر إصابة الأطفال الصغار بنوبات الصرع، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
قام علماء في كوريا الجنوبية بتحليل بيانات عن الأطفال الذين زاروا قسم الطوارئ بسبب نوبة صرع، اكتشف الباحثون أن الأدوية الموصوفة، والتي يطلق عليها "مضادات الهيستامين من الجيل الأول"، كانت أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصرع بنسبة 22% .
وبلغ هذا الخطر 31 % بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين.
حذر خبراء اليوم الأطباء من ضرورة توخي الحذر عند وصف هذه الأدوية المضادة للحساسية، والتي تستخدم عادة لعلاج نزلات البرد عند الأطفال الصغار، حيث تعمل مضادات الهيستامين على تقليل إنتاج الهيستامين، وهي المادة التي تؤدي إلى سيلان الأنف ودموع العين والعطس، تحتوي بعض أدوية البرد والسعال أيضًا على مضادات الهيستامين.
على عكس مضادات الهيستامين الأحدث، يمكن لأدوية الجيل الأول القديمة في كثير من الأحيان أن تجعل المستخدمين يشعرون بالنعاس لأنها تنتقل بسهولة من الدم إلى الدماغ.
وفقًا لتوجيهات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، ينبغي وصف دواء ديفينهيدرامين فقط للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات، وهو أحد أنواع مضادات الهيستامين من الجيل الأول.
وحددت الدراسة 11729 طفلاً، ولدوا بين عامي 2002 و2005، والذين زاروا قسم الطوارئ بسبب إصابتهم بنوبة صرع.
توصل باحثون من كلية الطب بجامعة CHA في كوريا الجنوبية إلى أن 3178 طفلاً من بين هؤلاء الأطفال تناولوا مضادات الهيستامين في الفترة التي سبقت حدوث النوبة، مما يشير إلى أن الأدوية زادت من المخاطر.
كان ثلث (31 %) من النوبات التي تم رصدها لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، وكان أقل من النصف (45 %) لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين إلى 6 أعوام.
ووجد العلماء أيضًا أن الأطفال كانوا أيضًا أكثر عرضة للخطر إذا تم وصف الأدوية لهم لمدة تصل إلى 15 يومًا قبل ذلك.
وفي مقال كتبوه في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (JAMA) ، قالوا: إنه نظراً لأن مضادات الهيستامين من الجيل الأول قادرة على عبور حاجز الدم في الدماغ، فإن تأثيراتها قد تمتد إلى ما هو أبعد من النعاس لتؤثر بشكل ملحوظ على نشاط موجات الدماغ، ولذلك، ينصح بالحذر عند وصف مضادات الهيستامين هذه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، وهي الفئة العمرية التي لا تتوفر بيانات سلامة الدواء عنها، ولا ينصح عمومًا باستخدام مضادات الهيستامين من الجيل الأول.
وأشاروا أيضًا إلى أن الأطفال دون سن السادسة أكثر عرضة للإصابة بالنوبات مقارنة بالفئات العمرية الأكبر سنًا بسبب "حاجز الدم الدماغي النامي، والذي يستمر في التطور في هذه الفئة العمرية".
وأضاف العلماء: "عند الرضع، يؤدي التكوين غير الكامل لحاجز الدم الدماغي إلى زيادة النفاذية وارتفاع خطر اختراق الدواء لأنسجة المخ، ولذلك، فإن مضادات الهيستامين، التي تعتبر غير ضارة نسبيًا للبالغين والأطفال الأكبر سنًا، قد تؤثر بشكل سلبي ملحوظ على الرضع."
وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من أن الباحثين وجدوا زيادة في خطر الإصابة بالنوبات لدى الأطفال الذين تناولوا مضادات الهيستامين المستخدمة في أدوية البرد والإنفلونزا، فإن مؤلفي الدراسة يشيرون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
وأضافت، إن "فوائد ومخاطر استخدام مضادات الهيستامين يجب أن تؤخذ دائما بعين الاعتبار بعناية، وخاصة عند وصف مضادات الهيستامين للأطفال الرضع المعرضين للخطر".
وأضافوا أن "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح الارتباط بين وصفات مضادات الهيستامين وخطر الإصابة بنوبات الصرع".