عادل السنهورى

كل هذه الاغتيالات.. سيناريوهات القادم بعد هنية

السبت، 03 أغسطس 2024 01:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الصاروخ أو العبوة الناسفة التي أدت إلى اغتيال واستشهاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الماضي،  تؤكد من جديد قدرة جهاز الاستخبارات الصهيوني (الموساد) على اختراق الأمن القومي وشبكات التأمين الوطنية للعديد من الدول.

هذه القدرة وحسب تفاصيل بعض عمليات الاغتيال التي قام بها الموساد طوال أكثر من نصف قرن  ما كانت أن تتم إلا بدعم وموافقة ومساعدة عناصر محلية تم تجنيدها داخل تلك المجتمعات بوسائل الإغراء المعروفة.

في أقل من 6 ساعات اغتالت إسرائيل اثنين من كبار القيادات في حركة حماس داخل طهران وحزب الله في قلب بيروت، وهو فؤاد شكر الرجل الثاني -كما تشير بعض المصادر- داخل الحزب، فمن ساعد ومن سهل تلك العمليات. وهل يمكن اتهام دول مجاورة بالخيانة والتواطؤ وتقديم العون والدعم لإسرائيل لتنفيذ عمليات الاغتيال.

فهي عمليات تتم بدرجة عالية للغاية من السرية وبصورة غاية في التعقيد حتى يتم تنفيذها.

إسرائيل ومنذ حرب 1948 والنكبة العربية قامت بتنفيذ ما يقرب من 2700 عملية اغتيال لقادة المقاومة الفلسطينية ولمسئولين فلسطينيين وعلماء مصريين وعرب داخل دول عربية وأوروبية وافريقية رغم إجراءات الأمن المشددة داخل هذه الدول.

وسواء كانت عملية اغتيال هنية بصاروخ ذكي وموجه من خارج الحدد أو بوضع عبوة ناسفة مخبأة داخل مقر إقامته بدار الضيافة في طهران، فإن القيام بمثل هذه العملية يجب أن يتم الإعداد لها قبل فترة ليست قصيرة وقد تمتد لشهور وبالتشاور مع عناصر الداخل وأجهزة استخبارات بالخارج للنفاذ من الثغرات الأمنية واختراقها.

فهل ما حدث يمثل فشلا ذريعا للأمن الإيراني وخاصة قوات الحرس الثوري المسئولة عن تأمين حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد وضيوف إيران. وهو ما يذكر بتفاصيل عملية اغتيال مشابهة للعالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في عام 2021.

الأمر الثاني: هو توقيت عملية اغتيال إسماعيل هنية وهو الصوت المعتدل داخل حركة المقاومة حماس والمفاوض الرئيسي في مفاوضات الهدنة مع باقي الأطراف، بما يلمح إلى وجود رغبة من طرف ما داخل معادلة المقاومة إلى الاستمرار في المعارك وتجميد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتصاعد العنف في المنطقة واشتعال الأوضاع وجر المنطقة إلى حرب إقليمية. 

ثالثا: الجميع في المنطقة وخارجها يترقبون طبيعة الرد من إيران وحزب الله وحماس على اغتيال هنية ومن قبله شكر. فالحرب قائمة بالفعل ولكن ما يترقبه العالم هو خروج نيرانها واشتعالها عن السيطرة وعن " الخطوط الحمراء" تهديد استقرار الشرق الأوسط.

اغتيال هنية وشكر هو استمرار لعمليات اغتيال للموساد الإسرائيلي داخل العواصم العربية وخارجها، وربما أشهرها في عام واحد فقط وهو عام 72، اغتيال الروائي والكاتب غسان كنفاني في بيروت، ووائل عادل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في إيطاليا عند مدخل شقته في روما، ومحمود همشري ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا، وزهير محسن رئيس الدائرة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا، عام 1975.والعالم النووي المصري يحيى المشد، في غرفته بفندق في فرنسا، عام 1980.ولا ننسى بالطبع عالمة الذرة المصرية سميرة موسى في بدايات الخمسينات، ثم فضل الضاني نائب مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، في فرنسا عام 1982. وخالد نزال الشخص الأول في الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في أثينا عام 1986. وعصام سرطاوي ممثل منظمة التحرير في البرتغال وخليل الوزير(أبوجهاد)، الشخص الثاني في منظمة التحرير بعد ياسر عرفات، بهجوم في تونس عام 1988.وعباس الموسوي أمين عام حزب الله، في سيارة أثناء مرور موكبه بلبنان، 1992.وعماد عقل قائد في الجناح العسكري لحركة حماس، في غزة عام 1993.

وصولا الى اغتيال إسماعيل أبو شنب القائد البارز في حماس، بقصف استهدف سيارته في غزة عام 2003. والشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حماس، في قطاع غزة، وعبد العزيز الرنتيسي خليفة أحمد ياسين في زعامة "حماس"، بقطاع غزة، وعز الدين الشيخ خليل في دمشق، وعدنان الغول خبير السلاح في حركة حماس، في غزة، وإحسان شواهنة القائد العسكري في حماس، في الضفة الغربية عام 2004، ومبارك الحسنات، نائب أمين عام لجان المقاومة الشعبية في فلسطين ومستشار وزير الداخلية، في غزة عام 2007.

سلسلة طويلة من الاغتيالات قام بها الموساد الإسرائيلي لقادة وخبراء وعلماء فلسطينيين ولبنانين ومصريين دون أن تصدر إدانات واضحة واتهام صريح للموساد من تلك الدول وبصورة خاصة من الدول الأوروبية في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والبرتغال.

اغتيال قائد ما لن ينهي الصراع بل سيزيد من حدته لأن الحرب هي حرب وجود، وليست حرب اغتيالات أو حدود آمنة، بدليل أنه على الرغم من آلاف عمليات الاغتيال لم تمت القضية ولم تهدأ المقاومة ولم تستقر الأوضاع في المنطقة.. وكل الاحتمالات واردة والقادم قد يهدد مصالح دول كبرى وربما يهدد وجود دول..!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة