شبهات فساد واحتيال تهدد أعمال الإغاثة فى السودان.. برنامج الأغذية العالمى يجرى تحقيقا فى عملياته.. وتساؤلات عن مدى قدرته على إيصال المساعدات لمستحقيها.. والجيش السودانى: نسعى لتخفيف معاناة شعبنا

الجمعة، 30 أغسطس 2024 11:00 ص
شبهات فساد واحتيال تهدد أعمال الإغاثة فى السودان.. برنامج الأغذية العالمى يجرى تحقيقا فى عملياته.. وتساؤلات عن مدى قدرته على إيصال المساعدات لمستحقيها.. والجيش السودانى: نسعى لتخفيف معاناة شعبنا توزيع الطعام فى السودان
كتبت ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ظل وقت حرج، وظروف غير مواتية، وبينما يكافح برنامج الأغذية العالمى، الجوع الشديد في عدد من المناطق في العالم، ويحاول الوصول لأكثر من 157 مليون شخص بينهم حوالى 1.3 مليون على شفا المجاعة، معظمهم في السودان في غزة، يجرى برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، تحقيقا مع اثنين مع كبار مسؤوليه في السودان، بشأن مزاعم تشمل الاحتيال وإخفاء معلومات عن المانحين حول قدرته على توصيل المساعدات الغذائية للمدنيين وسط أزمة الجوع التي تضرب السودان.

الأنباء عن شبهة فساد واحتيال قد تؤثر بشكل سلبى على المنح المالية، التي يحتاجها برنامج الغذاء، ذراع الأمم المتحدة والمختص بالمساعدات الغذائية، وسط تساؤلات عن مدى قدرة برنامج الغذاء العالمي على الوصول للذين يحتاجون المساعدة بشكل عاجل، خاصة أن تاريخ  عمليات برنامج الأغذية العالمى في عدد من الدول به العديد من حالات الاحتيال والسرقة، وهو بالطبع يمنع وصول المساعدات لمستحقيها.

التحقيق في مكتب برنامج الأغذية في السودان

يأتي التحقيق الذي أجراه مكتب المفتش العام لبرنامج الأغذية العالمي في الوقت الذي يكافح فيه برنامج الغذاء، ذراع المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة لإطعام ملايين الأشخاص في السودان الذي مزقته الحرب، والذي يعاني الآن من واحدة من أشد حالات نقص الغذاء في العالم منذ سنوات، وفقا لوكالة رويترز.

وفي إطار التحقيق، يبحث المحققون ما إذا كان موظفو برنامج الأغذية العالمي سعوا إلى إخفاء معلومات عن عرقلة المساعدات وسط حرب مستمرة منذ حوالى 16 شهرًا، ومن بين الذين يتم فحصهم في التحقيق نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان.

وبحسب أربعة مصادر، يخضع مسئول كبير آخر، وهو مدير منطقة برنامج الأغذية العالمي، للتحقيق فيما يتصل باختفاء أكثر من 200 ألف لتر من وقود المنظمة التابعة للأمم المتحدة في مدينة كوستي السودانية.

مكتب المفتش العام يراجع العمليات في السودان بشكل عاجل

ومن جهته قال برنامج الأغذية العالمي إن "مزاعم سوء السلوك الفردي المتعلقة بالمخالفات في عملياتنا في السودان" تخضع لمراجعة عاجلة من قبل مكتب المفتش العام، ورفض التعليق على طبيعة المخالفات المزعومة أو وضع موظفين محددين.

ومن جهتها قالت وكالة المعونة التابعة للحكومة الأمريكية، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لرويترز في بيان إنها أخطرت من قبل برنامج الأغذية العالمي في 20 أغسطس "بحوادث احتيال محتملة تؤثر على عمليات برنامج الأغذية العالمي في السودان"، وتقول الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إنها أكبر مانح لبرنامج الأغذية العالمي، حيث تقدم ما يقرب من نصف جميع المساهمات.

جاء في بيان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن "هذه الادعاءات مثيرة للقلق الشديد ويجب التحقيق فيها بشكل شامل"، وأحالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هذه الادعاءات على الفور إلى مكتب المفتش العام للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

دور برنامج الأغذية العالمى في مكافحة الجوع

ويأتي التحقيق في وقت حرج بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي، الذي يصف نفسه بأنه أكبر منظمة إنسانية في العالم، وقد فاز بجائزة نوبل للسلام لعام 2020 لدوره في مكافحة الجوع وتعزيز السلام.

ويكافح برنامج الأغذية العالمي الجوع الشديد على جبهات عديدة، ويسعى للحصول على 22.7 مليار دولار من التمويل للوصول إلى 157 مليون شخص، بما في ذلك حوالي 1.3 مليون شخص على شفا المجاعة، معظمهم في السودان وغزة، ولكن أيضًا في دول مثل جنوب السودان ومالي.

وبالإضافة إلى توزيع الغذاء بنفسه، ينسق برنامج الأغذية العالمي أيضًا ويقدم الدعم اللوجستي لحالات الطوارئ واسعة النطاق على مستوى العالم للمجتمع الإنساني الأوسع.

وقائع مشابهة

التحقيق بشأن تهم فساد واحتيال في برنامج الأغذية في السودان، ليست يسابقة، ففي السنوات الأخيرة، تعرضت عملياته للاهتزاز بسبب تحويل المساعدات وسرقتها في دول مثل الصومال واليمن، وفي العام الماضي، أوقف برنامج الأغذية العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مؤقتًا توزيع الغذاء على إثيوبيا بعد ورود تقارير عن سرقة المساعدات الغذائية على نطاق واسع هناك.

وقال عدد من العاملين في المجال الإنساني والدبلوماسيين لرويترز إنهم قلقون من أن سوء الإدارة في قلب مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان ربما ساهم في الفشل حتى الآن في تقديم مساعدات كافية خلال الحرب في السودان.

حجم المجاعة في السودان

ويأتي التحقيق في برنامج الأغذية العالمي بعد أسابيع من تحديد التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي مجموعة فنية دولية مكلفة بقياس الجوع، أن المجاعة قد استولت على موقع واحد على الأقل في منطقة دارفور بالسودان، وصنف التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي 13 منطقة أخرى في جميع أنحاء البلاد على أنها معرضة لخطر المجاعة.، ويقول إن أكثر من 25 مليون شخص، أو أكثر من نصف سكان السودان، يواجهون مستويات أزمة من الجوع أو ما هو أسوأ.

ويقول عمال الإغاثة إنهم واجهوا صعوبة في توصيل الإغاثة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى القيود اللوجستية والقتال، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بسرقة إمدادات المساعدات.

وفي رده المكتوب على رويترز، قال برنامج الأغذية العالمي إنه اتخذ "إجراءات سريعة" لتعزيز عمله في السودان بسبب حجم التحدي الإنساني خاصة بعد التأكد من تعرض دارفور للمجاعة"، وأضاف: "اتخذ برنامج الأغذية العالمي إجراءات توظيف فورية لضمان سلامة واستمرارية عملياتنا المنقذة للحياة".

الحرب في السودان

واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023، وقد دفعت أكثر من 10 ملايين شخص إلى النزوح من منازلهم، مما تسبب في أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم فضلاً عن تفاقم الجوع، وارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد الشديد بين الأطفال، وتفشي الأمراض مثل الكوليرا.

اشتكى برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة من عدم قدرتهم على الوصول إلى المحتاجين، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع مثل الخرطوم ومنطقتي دارفور وكردفان، لكن وكالات الإغاثة تجنبت إلى حد كبير إلقاء اللوم على أي من الطرفين المتحاربين علنًا.

الجيش السودانى يعلق

وفي أول تعليق له على أزمة الجوع المتفاقمة في السودان، قال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله إن الجيش يبذل قصارى جهده لتسهيل وصول المساعدات، قائلا :"نسعى لتخفيف معاناة شعبنا".

في الأول من أغسطس، قالت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إن الحرب والقيود اللاحقة على تسليم المساعدات كانت المحرك الرئيسي لأزمة الغذاء في السودان.
 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة