تستمر إسرائيل في توسيع دائرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الراهنة لرغبتها في إدخال الإقليم في حالة صراع متواصل بدعم للولايات المتحدة لهذه الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وتوسيع دائرة الصراع في لبنان وسوريا واليمن بتنفيذ عمليات عسكرية مركزة على عدة مناطق في هذه الدول.
وتسببت العراقيل الإسرائيلية لإنجاز اتفاق تهدئة في قطاع غزة لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة مع استمرار الإجرام الإسرائيلي الذي يرتكب مئات المجازر الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، ومحاولة دفع الجانب الأمريكى للتورط في الصراع مع أطراف إقليمية تتنافس مع المحتل على كعكعة النفوذ في الإقليم.
القضية الفلسطينية هي ضحية للصراع الإقليمي ولعبة المحاور التي دفعت بالفلسطينيين إلى آتون الصراعات على النفوذ، وعملت أطراف خارجية على تمويل كيانات فلسطينية من أجل دعم مشروعها بعيدا عن المشروع الوطني الفلسطيني، وهو ما يرفضه المواطن الفلسطيني الذي يتمسك بتحييد القضية عن الصراعات الإقليمية والدولية وضرورة العمل من أجل مصلحة الفلسطينيين وليس خدمة أي كيان أو محور أو طرف إقليمي.
عززت الأطراف الإقليمية التي تتصارع على النفوذ في الشرق الأوسط الانقسام الفلسطيني بتمويله ماليا وسياسيا وأدخلت الفلسطينيين في نفق مظلم لا تظهر منه أي آمال لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتوحيد الرؤية والبندقية الفلسطينية ضد المحتل ورفض محاولات الأطراف الخارجية توظيف المقاومة والصمود الفلسطيني لخدمة طرف أو دولة بعينها.
مصر أدركت منذ عقود خطورة ما تقوم به أطراف خارجية بدغدغة مشاعر الفلسطينيين بأن هذه الدول سيكون لها دور في دعم الفلسطيني في مشروع التحرر الوطني إلا أن الصدمات المتواصلة أثبتت مدى كذب هذه الدول التي تقدم دعما أيضا للجانب الإسرائيلي في عدة مجالات وتتفاوض معه أيضا بشكل غير مباشر على كعكعة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
تحركت مصر لتوحيد صفوف الفلسطينيين وإنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وحثت الجانب الفلسطينيين على ضرورة التوافق على رؤية وطنية فلسطينية يمكن الاستناد عليها في أي عملية تفاوضية مع الجانب الإسرائيلي، وذلك في ظل الذرائع التي تطرحها حكومة اليمين بأن الشعب الفلسطيني منقسم وأنها لا تعرف الطرف الذي يفترض أن تتفاوض معه، وهو ما أدى لجمود وانسداد سياسي في ظل الحجج والذرائع الإسرائيلية التي عززها السلوك الفلسطيني.
فما تقوم به إسرائيل في مدن شمال الضفة الغربية يكشف بشكل واضح الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي والصهيونية الدينية التي تسعى لإقامة دولة يهودية أحادية في أراضي الضفة الغربية، وتجاهل حقوق الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم بإقامة دولتهم المستقلة استنادا لحل الدولتين.
القصف الإسرائيلي المكثف على مدن الجنوب اللبناني قبل عدة أيام كان يهدف لتوريط الولايات المتحدة في معادلة الصراع العسكري في الشرق الأوسط إلا أن الأمريكان يدركون خطورة وتداعيات هذا التحرك، لذا تعمل واشنطن على تقديم كافة سبل الدعم العسكري والمالي للصهاينة في توسيع نفوذهم واحتلالهم للأراضي العربية بعيدا عن الانخراط عسكريا في أي مواجهات.
شعوب المنطقة تدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة القادرة على لجم السلوك الإسرائيلي إلا أن الأمريكان لا يقومون بذلك سواء ببذل جهد أكبر لوقف الحرب الإسرائيلية والاعتداءات التي يقوم بها نتنياهو ضد دول الإقليم، وبالتالي يجب على دول الشرق الأوسط رفض أي خطط أمريكية تحاول دمج الكيان السرطاني المحتل "إسرائيل" ومقاطعة أي رؤية بالخصوص حتى تلتزم إسرائيل بمبادرة السلام العربية وتفعيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 242 وتوقف تجاوزاتها ضد الدول العربية المستقلة ذات السيادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة