على مر التاريخ، تصورت الثقافات الجنة باعتبارها عالمًا مثاليًا حيث يجد الصالحون السعادة الأبدية، وتعكس هذه الجنان القديمة قيم كل مجتمع ومعتقداته وآماله، يكشف استكشاف هذه المفاهيم عن رغبة إنسانية مشتركة في حياة أخرى مثالية، على الرغم من أن التفاصيل تختلف بشكل كبير.
الجنة فى بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين
تم تصوير الجنة باعتبارها المكافأة الإلهية، ومساحة مثالية للسلام والرخاء، على سبيل المثال في "تاريخ" هيرودوت ، تظهر الجنان الفارسية في هيئة حدائق ملكية أو مناطق صيد، وكان الملوك يعتزون بهذه الأماكن باعتبارها رموزًا للقوة والنعمة الإلهية.
الجنة عند الفرس
تصوير الجنة فى اليونان
في اليونان القديمة، اتخذت فكرة الجنة شكلاً مختلفاً، فقد تصور الإغريق الحقول الإليزية باعتبارها المكان الأخير الذي يرتاح فيه الأبطال والفضلاء، ووصفوا هذه الحقول بأنها أرض الربيع الدائم، حيث يعيش الموتى في سعادة أبدية، فهى تعكس المثل اليوناني للحياة المثالية، فهو مكان يتلقى فيه الأبطال مكافآتهم العادلة، ويمتلئ بالزهور المتفتحة.
الجنة باليونان
تصوير الجنة لدى الفايكينج
في الأساطير الإسكندنافية ، لم تكن الجنة حديقة هادئة بل قاعة كبيرة تُعرف باسم فالهالا، كانت ضخمة، تحتوي على 540 بابًا، كان بإمكان 800 محارب الخروج منها في وقت واحد للقتال في معركة راجناروك النهائية.
وعلى الرغم من أن هذه الثقافات كانت لها وجهات نظر مختلفة بشأن الجنة، إلا أن هناك موضوعات مشتركة، سواء في حدائق بلاد فارس، أو الحقول الإليزية في اليونان، أو قاعات فالهالا، فإن فكرة الحياة الآخرة المثالية تعكس رغبة عالمية في السعادة الأبدية والسلام والمكافأة.
فالهالا